باحث بالأزهر يجيب..من هو النبي الذي فقأ عين ملك الموت ولماذا؟

باحث بالأزهر يجيب..من
باحث بالأزهر يجيب..من هو النبي الذي فقأ عين ملك الموت ولماذا

من هو النبي الذي فقأ عين ملك الموت ولماذا؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، الذي بدأ قوله مشيرا إلى ان الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل، قد أخرج باب من فضائل موسى عليه السلام من حديث أبي هريرة قال: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صَكَّهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله ﷺ: فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر.


وأضاف سلامة،  أن الحقيقة أن كثيرًا من الناس لا يفهم مضمون هذا الحديث فيسارع إلى إنكاره بغير وجه حق، مع أن الحديث في أعلى درجات الصحة، دعونا ننبه للمعاني التالية ومن خلالها يتضح الحق:

1ـ الحديث لم يدَّعِ أن الله تعالى قد قضى بموت موسى عليه السلام في هذا الوقت؛ لأن الله لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، ولو قضى الله تعالى بموت موسى في تلك اللحظة ما استطاع سيدنا موسى ولا غيره أن يغير من أمر الله شيئًا.

2ـ الحديث لم يقل أنَّ ملك الموت جاء لموسى عليه السلام في صورته الملائكية، ولو جاء في صورته الحقيقة ما وسع سيدنا موسى عليه السلام إلا استقباله بحفاوة وتكريم.

3ـ الحديث لم يقل أن موسى عليه السلام لمَّا لطم ملك الموت كان يعرف أنَّه ملك الموت، وإنما فوجئ سيدنا موسى عليه السلام برجل آدمي يدخل عليه دون سابق معرفة له، ولو أننا راجعنا القرآن الكريم لوجدنا بعض الأنبياء لما جاءته الملائكة في صورة بشر لم يكن يعلم أنهم ملائكة وتعامل معهم على أنَّهم بشر، فسيدنا إبراهيم عليه السلام لما جاءته الملائكة في صورة بشر ظنهم ضيوفًا فقدم إليهم عجلًا سمينًا مع أن الملائكة لا تأكل ولا تشرب، وكذلك نفس هذا الوفد من الملائكة لما قابل لوطًا عليه السلام خاف عليهم لوط من قومه أن يفعلوا معهم الفاحشة وطلب من قومه ألا يعتدوا عليهم وقال لقومه أليس منكم رجل رشيد، ولو عرف لوط عليه السلام أنهم ملائكة الرحمن لهدأت نفسه وتيقن أن قومه لا يستطيعون الاعتداء عليهم.

4ـ سيدنا موسى عليه السلام ظنَّ أن هذا القادم يريد به السوء فحاول الدفاع عن نفسه، وهذه طبيعة بشرية في كل إنسان يرى من يحاول الاعتداء عليه ولا يعلم أنَّه ملك مرسل إليه من ربه تعالى.

5ـ هذا ابتلاء من الله لملك الموت عليه السلام الذي صبر ولم يحمل الغضب على رد اللطمة وإنَّما ذهب لربه ليخبره بما حدث.

6ـ سيدنا موسى عليه السلام لما تيقن أن هذا القادم ملك الموت وأنَّه رسول له من رب العالمين استسلم لأمر ربه، ورضي به وبادر إليه، بل إنَّه لم يشأ أن يؤخر موته لحظة واحدة رغم أن الله تعالى تفضل عليه بهذه العطاء.

7ـ سيدنا موسى كان يأمل في أن يتم مهمته في دخول بيت المقدس مع قومه، لذا كان يتشوق لهذه الأمنية لكن إرادة الله أن يكون ذلك على يد غلامه يشوع بن نون.