سفاح يوركشاير.. حكاية مهووس استهدف بنات الليل وقتل 13 فتاة

سفاح يوركشاير.. حكاية
سفاح يوركشاير.. حكاية مهووس استهدف بنات الليل وقتل 13 فتاة

5 سنوات كاملة لعب فيها مجهول على أعصاب فتيات وسيدات "يوركشاير" بعد ان تزايدت جرائم اختفاء تنتهي بالعثور على جثث مشوهة لسيدات ما دفع قوات الشرطة حينها لإصدار تنبيهات حول عدم خروج الفتيات السيدات من المنازل مساء بمفردهن.


20 ضحية

كان يعمل "نباش قبور" واتجه فجأة الى رغبة عارمة في الانتقام من الجنس الناعم فكان يستدرج الفتيات والسيدات خاصة "فتيات الليل" الى سيارته ويقتلهن بطريقة بشعة ويشوه أجسادهن وتمكن خلال 5 سنوات من قتل 13 فتاة والشروع في قتل 7 اخريات.. جرائم "بيتر ساتكليف" ارتكبها خلال الفترة من عام 1975م وعام 1980م، في مدينة يوركشاير شمال انجلترا، وكانت ضحاياه معظمهن من بائعات الهوى، غير أن بعضهن كن ربات بيوت محترمات، علاوة على تلميذة شابة.

تحدي السفاح

في تحد سافر للشرطة التي كانت غير قادرة في تلك الفترة على تحديد هوية السفاح أرسل اليهم المتهم عدة رسائل وشريطًا مسجلًا يسخر فيها من جميع رجال سكوتلانديارد ويتحداهم، وقد تم فحص الشريط الصوتي من قبل علماء في الصوتيات، كما تم عرضه في مؤتمر عام ربما يتعرف أحد على الصوت المسجل. 

وانخرطت الشرطة البريطانية في أكبر عملية مطاردة في التاريخ الحديث، حيث تم اجراء تحقيق هائل شمل آلاف الأشخاص تضمن أكثر من 49 ألف مقابلة، وتم خلالها مراجعة حوالي مائتي ألف لوحة ترخيص للمركبات وتم أيضًا تمويل حملة بملايين الدولارات تم فيها الإعلان عن التسجيل الصوتي المزعوم للسفاح وبثه في الساحات العامة والأسواق ومحطات المترو والقطارات، إلى جانب عرض رسالة مع عينة من خط يده.

الصدفة اسقطت السفاح

قادت الصدفة رجال الشرطة الى القبض على السفاح بعد يأس من رجال الأمن وأهالي البلدة من التعرف على هويته لمرور أكثر من 5 سنوات يرتكب خلالها جرائمه المروعة حيث تم الكشف عن بيتر أثناء اجراء روتيني للشرطة عندما كان يجلس مع فتاة ليل معروفة، داخل سيارة في موقف للسيارات وقام أحد مفتشي الشرطة بالتحقيق عن طريق الكمبيوتر، من أرقام لوحة السيارة التي كانا يجلسان داخلها ولقد تبين أن أرقام اللوحة لا تتماشى مع أوصاف السيارة فاقتيد بيتر الي قسم الشرطة للتحقيق معه ولم يبد أية إشارة تدل على أنه القاتل المطلوب.

تذكر المفتش أثناء التحقيق أن المشتبه به طلب منه بعد خروجه من السيارة أن يسمح له بالتبول خلف محطة وقود قريبة فقرر العودة إلى هناك لتفتي المكان فكانت المفاجأة بالعثور على فأس ملطخة بالدماء

اعترافات مفجعة

اعترف السفاح بجميع جرائمه وقدم تقريرًا مفصل عن كل منها، وخلال المحاكمة التي استغرقت ثلاثة أسابيع تبين أن ساتكليف كان من مواليد عام 1946م، وأنه تزوج في أغسطس عام 1974م، مدرسة تدعي سونيا زورما كانت على شجار دائم معه، وعندما كان صوتها يعلو أثناء الشجار، كان بيتر يطلب منها خفض صوتها لكي لا تزعج الجيران.

وفي أول أكتوبر عام 1975م بدأ ساتكليف سلسلة جرائمه بقتل بائعة الهوى ويلما ماكان البالغة من العمر 28 عامًا، وعندما تم القبض عليه، في مطلع عام 1981م بشهر يناير، كان عدد ضحاياه قد بلغ 13 امرأة.

ادعاء الجنون

كانت هيئة المحلفين تتكون من 6 رجال و6 نساء وكان قانون العقوبات عام 1957م، يسمح بتخفيف عقوبة المجرم اذا ثبت جنونه وقد ادعى السفاح أنه كان يشكو من اضطرابات عقلية، وأنه كان يسمع أصوات تدعوه الى قتل فتيات الليل، وأنه كان يقوم بمهمة مقدسة، وعندما فحصته لجنة طبية في السجن، أعلنت في تقريرها أن ساتكليف كان مصاب بالفصام وازدواج الشخصية.

أكدت المحكمة ان السفاح لم يبد عليه أية علامات للجنون أثناء محاكمته كما أن بعض ضحاياه لم يكن من بائعات الهوى، فتمت ادانته، وصدر حكم عليه بالسجن مدى الحياة، وبثلاثين سنة كحد أدنى وقضى حوالي 30 عاما في مستشفى في جنوب شرق إنجلترا، بعد أن شخصت حالته على إنها إصابة بالفصام المصحوب بجنون العظمة وتم نقله إلى سجن مزود بإجراءات أمنية مشددة في عام 2016.

انتقام كورونا

في نوفمبر 2020 توفي "سفاح يوركشاير" بيتر ساتكليف، حيث كان يبلغ حينها 74 عاما وأصيب بفيروس كورونا لكنه رفض تلقي العلاج.