مات قبل استلام عمله.. تفاصيل مأساوية في وفاة عبد الرحمن طبيب المنوفية

مات قبل استلام عمله..
مات قبل استلام عمله.. تفاصيل مأساوية في وفاة عبد الرحمن طبيب

حزن كبير ودعوات بالرحمة لطبيب شاب أفقده مرض القلب حياته قبل أيام من استلامه عمله، حيث كان  على موعد غدا، الأربعاء، مع تتويج جهده فى السنوات السبع ليجلس جلسة توزيع النيابات الجامعية بكلية الطب بجامعة المنوفية.

الطبيب عبد الرحمن صلاح، شاب في مقتبل عمره، تخرج حديثا في كلية الطب بجامعة المنوفية، حيث كان الطالب المثالي وأول الدفعة خلال ٦ سنوات قضاها في كلية الطب بالمنوفية.

لم يتأخر يوما عن مساعدة أحد من أصدقائه في الدفعة، حيث كان يرتب ملاحظاته التي دونها في المحاضرات على المواد ويرفعها على جروب الدفعة لينتفع بها الجميع دون ضجر أو ملل، بل أكد أصدقاؤه أنه كان يجد متعته فى مساعدة الآخرين.

وأنعم الله عليه بقوة عقلية جبّارة فى الحفظ والتحصيل، فصارت له العلوم سهلة يسيرة حتى يتفرغ لخدمة الناس.


إصابة الطبيب الراحل منذ صغره بالقلب

الدكتور عبد الرحمن صلاح شاب ابتُلى منذ صغره بمرض فى قلبه كان يتلقى له علاجًا شهريًا لم يكن يطيقه، وبدأ القلب تضعف قوته شيئا فشيئا، حاول بالأدوية أولا ثم لم يكن هناك بد من التدخل الجراحى.

لم يكن له علاج إلا فى مركز مجدى يعقوب فى أسوان، سافر إلى هناك وتم حجزه لمدة طويلة أجريت فيها التحاليل والأشعة المطلوبة، ثم تم تركيب المضخة القلبية "جهاز مزروع تحت الجلد متصل بالقلب بموصلات كهربية ويخرج من خلال الجلد بسلك متصل ببطارية".

وأوضح أصدقاؤه أنه بعد تركيب هذا الجهاز وهو يسير بحقيبة يحمل فيها بطارياته التى لا تنفصل عنه ولا ينفصل عنها، ولكنه كان دائما يردد "الحمد لله"، ومنذ تركيب هذا الجهاز ظل يعانى من فترة لأخرى من حمى تصيبه بسبب التهابات فى الجرح الذى يخرج منه السلك.

تزوج الطبيب الشاب منذ خمسة أشهر من طبيبة امتياز، وفرحت أسرته وأصدقاؤه في حفل زفاف حضره الجميع  ولكن ظلت معاناته بسبب الحمى التى تصيبه من حين لآخر، وفي يوم الجمعة الماضي فجأة أصابه نزيف حاد بالمخ وفقد وعيه وتم احتجازه فى العناية المركزة على جهاز تنفس صناعى، إلا أنه توفي أمس، الاثنين، وسط حزن أصدقائه.
 


تشييع جثمان الطبيب الراحل

شيع العشرات من أصدقائه جثمانه بدموعهم، بينما قام والده الدكتور صلاح عيسى، الأستاذ بكلية الهندسة، بصلاة الجنازة على نجله الصغير، طالبا من الجميع الدعاء له حيث قال: "والله ما أغضبني يوما، إني أشهدك يا الله أني راضٍ عنه، فكان نعم الابن البار بوالديه الصابر على مرضه، وأنا وأخوه كفيلان بتسديد أي دين مالي على عبد الرحمن".

وقف الأب متماسكا يدعو لنجله على قبره ويرجو الله أن يرحمه ويغفر له، حيث كان نعم الابن له وصابرا على مرضه حتى يوم وفاته.

جنازة طبيب المنوفية

غدا كان موعد عبد الرحمن مع تتويج جهده فى السنوات السبع، ليجلس جلسة توزيع النيابات الجامعية، ولكن فضاء الله سابق وتوفي عبد الرحمن لينتهي مشواره ولكن تظل سيرته العطرة حاضرة.