انحرافات حماس.. كيف تغيرت الحركة منذ تأسيسها ؟

انحرافات حماس.. كيف
انحرافات حماس.. كيف تغيرت الحركة منذ تأسيسها ؟

لم يكن لأحد أن يتوقع النهاية التي أسفر عنها الإقتتال الداخلي الذي اندلع بين حماس من جهة وحركة فتح والأجهزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ والذي افضى الى سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، واصدار الرئيس الفلسطيني قراره بحل حكومة الوحدة وتشكيل حكومة طوارئ بدلًا منها.

منذ هذا الوقت ويعيش الحقل السياسي الفلسطيني حالة صراع محتدم بين تيارين رئيسَيْن في الساحة السياسية الفلسطينية: تيار وطني في أبعاده، وأفكاره، وبرنامجه السياسي والفكري، تمثله حركة فتح وباقي فصائل منظمة التحرير؛ وتيار إسلامي في أبعاده الفكرية والأيديولوجية، وبرنامجه السياسي، وتمثله حركة حماس، ومن خلفها حركة الجهاد الإسلامي.


باتت حالة الصراع الفلسطيني الداخلي المحتدم بين حركتي فتح وحماس على زعامة الشعب الفلسطيني، وتصدر المشهد السياسي الفلسطيني على المستويات العربية والإقليمية والدولية، التي تحول دون الوصول إلى مصالحة داخلية تنهي حالة الانقسام وتؤدي إلى توحيد الصف الفلسطيني؛ تشكل خطرًا على المشروع الوطني، ومجمل القضية الفلسطينية، خاصة في ظل حالة التحوّل في المواقف الدولية والإقليمية من القضية الفلسطينية.
أخذ الصراع المحتدم بين حركتي فتح وحماس على السلطة والامتيازات بعدًا جديدًا بعد أن تحول إلى صراع على الزعامة والنفوذ والامتيازات والمصالح؛ الأمر الذي يفتح الباب أمام مجموعة من التساؤلات حول أبعاد هذا الصراع، ودلالاته، ومآلاته، وتداعياته على مجمل القضية الفلسطينية؟

كيف انحرفت حماس عن هدف تأسيسها ؟

ظهر الاستقطاب الحاد بين حركتي فتح وحماس بوجود قوتين متوازيتين، كما بينت نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية العام 2006، وما نتج عنها من سيطرة "حماس" على قطاع غزة، وسيطرة "فتح" على الضفة الغربية، وكذلك بوجود برامج سياسية مختلفة، وارتباطات عربية إقليمية ودولية تتناقض مصالحها مع برنامج التوافق الوطني والمصالحة الفلسطينية. 


أخذ الصراع على السلطة بين الحركتين منحى آخر أكثر خطورة بعد سيطرة حركة حماس بالقوة على قطاع غزة،ولم يكن "الانقلاب العسكري" الذي قامت به حماس في العام 2007، تصحيحًا لمسار السلطة، أو حسمًا عسكريًا ضد مرتدين على نتائج صندوق الانتخابات، وليس إنقاذًا للمشروع الوطني؛ بل كان انقلابًا على هذا المشروع، وتدشين مشروع إسلام سياسي وشرق أوسطي جديد يبدأ من غزة. وبذلك تحول الصراع من صراع مصالح بين حماس والسلطة إلى صراع برامج وعناوين. صراع تسوية ودعم دولي مقابل مقاومة وإصلاح وشرعية شعبية؛ تبعه انقسام سياسي في المؤسسات والإدارات، الخدمية والعسكرية والقضائية، وهو ما أوجد أيضًا أزمة لا تبدو نهايتها قريبة إلا بعودة الفريقين إلى الحوار.
ساهمت سلوكيات حماس وقادتها إلى جعل الساحة الفلسطينية ومواطني الضفة وغزة يعانون منذ سنوات عدة من انقسام خطير يتسم بالشمولية، ويدفع المصالح الضيقة لتعلو فوق المصالح الوطنية العليا.

هل أضرت حماس القضية الفللسطينية بدلًا من أن تخدمها ؟

أعلنت حرك حماس فى بيانها التأسيسى، أنها حركة تحرر وطنى فلسطينى تهدف إلى ترسيخ أسس للمقاومة المسلحة لتحرير البلاد من الاحتلال الإسرائيلى، إلا أن بندقية الحركة نالت من الفلسطينيين البسطاء الذين يعارضون حكمها لقطاع غزة بالحديد والنار قبل أن تتعرض لأى جندى أو مستوطن إسرائيلى.


لم تكن حركة حماس يوما حركة تحرر وطنى فلسطينى بل تنظيم مسلح يخصص سلاحه لخدمة أجندة أى دولة إقليمية تدفع أموال أكثر للحركة وقيادتها، واقحمت الحركة غزة فى حروب وصراعات مسلحة لخدمة عدد من المحاور الإقليمية، ما أدى لاستشهاد مئات الفلسطينيين وجرح عشرات الآلاف.يوما بعد يوم يتأكد أبناء الشعب الفلسطينى، أن حركة حماس هى مجرد كيان مسلح تم تدشينه لنشر الخوف والذعر والفزع بين المواطنين الفلسطينيين وتفتيت المقاومة، ولم تكن يوما الحركة تعمل لتحرير البلاد من قبضة الاحتلال الإسرائيلى، بل على العكس ترتبط باتصالات واسعة مع قيادات إسرائيلية للتنسيق المشترك حول عدد من الملفات.
وتزعم حركة حماس أن سلاحها الذى تحمله هو لمقاومة الاحتلال الاسرائيلى، وهو ما ثبت كذبه وعدم صحته خلال السنوات الأخيرة التى تلت ممارسة الحركة لأبشع الجرائم بعد الانقلاب العسكرى فى غزة عام 2007.ويكشف أهالى قطاع غزة من حين لآخر عن الواقع المرير الذى تعيشه غزة بعد انقلاب حماس العسكرى على الشرعية الفلسطينية فى غزة، وممارسة الحركة للنهب والسرقة والتخريب لأى مؤسسة أو كيان أو منازل المواطنين المعارضين لحكمها فى غزة.


الجرائم البشعة التى مارستها حركة حماس ضد كل عناصر الأجهزة الأمنية التابعين للسلطة خلال انقلاب الحركة عام 2007 لا يزال عالقا فى ذهن المواطنين الفلسطينيين فى الداخل والخارج، وهو ما تحاول الحركة أن تتغاضى عنه خلال الحديث عن انقلاب غزة عام 2007 وتدعى أنها هى من تملك الشرعية وتلوح بالسلاح للتأكيد على ذلك، وهى الرسالة التى تتضمن إشارات بأنها تحكم القطاع بأسلحتها وذخائرها التى تدعى أنها لمقاومة الاحتلال الاسرائيلى فقط.