ذكر في القرآن.. حقيقة اقتراب اصطدام النجم الطارق بالأرض

ذكر في القرآن.. حقيقة
ذكر في القرآن.. حقيقة اقتراب اصطدام النجم الطارق بالأرض

تصدر مواقع التواصل الاجتماعي محاولات مستمرة لترسيخ وجود مخاطر محتملة من وجود نيبير او النجم الطارق المذكور فى القرآن المعروف باسم (النجم الأحمر) أو النجم الطارق وأنه لايزال يقترب من الأرض على الرغم من اكتشاف عدم صحة ادعاءاتهم السابقة حول الصيحة والهدة وانهيار الحقل المغناطيسي وتزلزل الأرض منتصف رمضان.

ومازالت هذه الشائعات متداولة بمعلومات خاطئة عن سرعة الرياح  الشمسية والمغناطيسية وخرائط القبة السماوية وتوظيفها بشكل سىء لخدمة فكرة وجود نيبيرو - النجم الطارق أو النجم الأحمر الأحمر أو الكوكب إكس أو الكوكب ذو الذنب سمة ما تشاء في مدار 3600 سنة أو مدار 360 عامًا ويعبر قرب جميع الكواكب الأربعة الغازية.

وكشف المهندس ماجد أبو زاهرة أن هذا الأمر غير حقيقي وليس له أساس علمي، ومن أبسط الحقائق العلمية لا يمكن لكوكب يعبر قرب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون ويبقى في هذا المدار لأكثر من مليون سنة.


الحقيقة العلمية لكوكب نيبيرو

ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، إذا كان عمر نظامنا الشمسي يبلغ أكثر من أربعة مليارات سنة، لذا فهو مدار مستحيل. 

وعلميا كوكب في مثل هذا المدار سوف يُطرد من النظام الشمسي أو يصطدم بالشمس أو بكوكب آخر، أو تمزقه الشمس أو المشتري، أو يتبخر في حرارة الشمس في غضون مليون سنة.

أو إذا كان كوكبًا كبيرًا مثل (قزم بني)، فإنه سيفعل الشيء نفسه لكوكبنا، حيث سيدمر الكثير منها، ويضع الأخرى في مدارات إهليلجية ويجعل كوكبنا غير صالح للحياة وهذا كان سيحدث قبل أكثر من أربعة مليارات سنة لو كان حقيقي، وليس اليوم.

وكان شكل نظامنا الشمسي مختلف، حيث سيكون نظامًا ثنائيًا والأنظمة الثنائية التي تضم قزم بني لا تحتوي على كواكب في مدارات مستقرة.

أسطورة نيبيرو

كثير من عشاق خرافة نيبيرو أو النجم الأحمر يقولون أنه (قزم بني) وبالتالي لا يمكن رؤيته، في الواقع القزم البني أسهل في اكتشافه من كوكب كبير مثل المشتري.

والقزم البني هو كوكب كبير جدًا لدرجة أنه يبدأ في بدء تفاعلات الاندماج، ولكنه ليس كبيرًا بما يكفي ليتحول إلى نجم، ونتيجة لذلك فهو أكثر حرارة من معظم الكواكب.

وبالتالي يمكن رؤيته بالأشعة تحت الحمراء، صحيح لا ينبعث منه أي ضوء مرئي عندما يكون في أعماق الفضاء بنفس الطريقة عندما تكون في غرفة مظلمة، بعكس عندما يكون قريب من نجم، لذلك فقزم بني على مسافة المشتري سيكون ساطعًا على الأقل مثل نجم منكب الجوزاء حتى لو كان أبرد قزم بني معروف. 

قد يدعون أيضا أنه يوجد الكثير من الأجسام غير المعروفة داخل مدار زحل،وقد لا يعلمون بوجود نماذج حاسوبية متطورة حديثة للنظام الشمسي أفضل بكثير مما كان لدينا قبل عشر أو عشرين عامًا، بفضل البيانات التي جمعتها المسابير الفضائية  وبفضلها يمكن تتبع مسارات الأجسام الكبيرة بدقة بالغة.

لقد أصبحت القياسات الفلكية دقيقة للغاية لدرجة أنه إذا كان هناك كويكب بحجم الكوكب القزم  (سيريس)، والذي هو بدوره 1/78 من حجم القمر، فسوف نكتشفه من خلال تأثير  جاذبيته على أي مركبة فضائية إذا كان في أي مكان بين زحل والشمس، وسنلاحظ تاثير أي شيء آخر مثل سحابة من الغاز أو أي جسم إذا كان لديه هذا القدر من الكتلة.


ما الذي عثرت عليه التلسكوبات

يوجد اليوم  تلسكوبات حساسة ضخمة تفحص سماء الليل بحثًا عن الكويكبات كل ليلة، ويمكنها رصد أي جسم صغير قطره يصل إلى 300 متر عند الحافة الخارجية لحزام الكويكبات، ويمكن العثور على أجسام صغيرة يصل قطرها إلى 10 كيلومترات خلف كوكب المشتري  وبعرض 100 كيلومتر  بعيدًا جدًا خلف نبتون.

لقد عثرت هذه التلسكوبات بالفعل على كل كويكب قطره 10 كيلومترات يمكن ان يحلق قرب الأرض في مدارات قصيرة مدتها بضع سنوات، وبالنسبة للمذنبات يمكن لمشروع (بان ستارز) العثور على اي مذنب بقطر 1 كيلومتر قبل عام من اقترابه من الأرض ومذنب بقطر 6 كيلومتر قبل 3 سنوات من اقترابه. 

لذلك لا يمكن أن تفوت هذه التلسكوبات كوكبًا إضافيًا في نظامنا الشمسي لا نعرف عنه شيئا..  فهذه فكرة سخيفة مثل شخص يكتشف بقرة تعيش في مطبخك منذ سنوات وانت لم  تلاحظ وجودها أبدًا.

لذلك ولو كان ذلك " نيبيرو الطارق " معروف مكانه فيجب ان يكون تم رصده من خلال التلسكوبات وسجلته المراصد الأرضية والفضائية.

رصد نيبيرو الطارق

وقد يتم الإدعاء بأن " نيبيرو الطارق " قادم في مسار باتجاه القطب الجنوبي للأرض ولا يمكن رؤيته من النصف الشمالي للكرة الأرضية، فيوجد مرصد فلكي كبير في(سليدنغ سبريغ) باستراليا عند خط العرض 31 درجة جنوب وموقع تلسكوب جنوب إفريقيا الكبير عند خط العرض 34 درجة جنوب.

إضافة لذلك هناك نقاط مراقبة في الأرجنتين وتشيلي في أقصى الجنوب عند خط العرض 35 درجة وهذا يعني ان قطب القبة السماوية الجنوبية سيكون مرئي للراصدين في تلك المواقع لذلك لا توجد نقطة في القبة السماوية الجنوبية لا يمكن تغطيتها من خلال تلسكوب أو أكثر.

وبافتراض أن " نيبيرو الطارق " محتجب عن هذه التلسكوبات عندها سيكون في مسار حلزوني وهذا أمر مستحيل من أجل أن يبقى قريب من الشمس وهذا ايضا لا يساعد هذه النظرية لأن وكالة ناسا تمتلك تلسكوبات فضائية مخصصة لمراقبة الشمس مثل: (سوهو) و(المرصد الديناميكي) وغيرها وهي جميعا تراقب الشمس على مدار 24 ساعة وهذه التلسكوبات تكشف الأجسام القريبة من الشمس مثل المذنبات والكويكبات فما بالنا بجسم كبير بحجم كوكب.


علاقة نيبيرو بزيادة الزلازل

لقد رافقت كذبة " نيبيرو الطارق"  الإدعاء بحدوث ازدياد في عدد الزلازل والرد على ذلك انه في اواخر القرن العشرين اصبح من الممكن تحديد عدد الهزات الارضية بشكل اكبر بسبب زيادة عدد محطات الرصد الزلزالي في العالم وكثرتها تقوم بتحسين التواصل العالمي.

فاليوم يوجد اكثر من 8000 محطة والبيانات الآن تتدفق سريعا من تلك المحطات من خلال الانترنت والأقمار الصناعية هذه الزيادة في عدد المحطات وسرعة الحصول على البيانات سمح للمراكز الزلزالية تحديد موقع الزلازل بشكل سريع وتحديد موقع العديد من الهزات الصغيرة التي لم يكن اكتشافها في السنوات الماضية المبكرة.

لذلك يجب  التأكيد بأن الزلازل الأرضية لم تزداد كثافتها ويوجد هناك بيانات من هيئة المسح الجيولوجي الامريكي لمدة 110 سنوات والتي تظهر بأنه لا يوجد زيادة غير طبيعية في حجم أو عدد الزلال الارضية.


تسمية النجم الطارق بالذنب

أما الكوكب ذو الذنب هي تسمية قديمة كانت تطلقها العرب على المذنبات، وقد ذكر ذلك أبي تمام في قصيدته المشهورة "السيف أصدق أنباء من الكتب" بقوله: وخوّفوا الناس من دهياء مظلمة... اذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب والمقصود بذلك  مذنب هالي.

 وقد ألف عنه الفيلسوف أبو اسحاق الكندي رسالة بعنوان "رسالة خاصة فيما رصد من الأثر العظيم الذي ظهر في سنة اثنين وعشرين ومائتين للهجرة،  كما وصفه ابن الأثير في قوله "في سنة اثنين وعشرين ومائتين للهجرة ظهر عن يسار القبلة كوكب ذو ذنب وبقي يُرى نحو أربعين ليلة وكان أول ما طلع من المغرب ثم رني نحو المشرق وكان أبيض طويلًا فهال الناس وعظم أمره عليهم"، اذا الكوكب ذو الذنب هو مذنب وليس كما يروج له بأنه كوكب خرافي.

اما أن النجم الطارق في القرآن الكريم فهو يشير إلى نوع من النجوم يسمى النجوم النيوترونية فهي لها نبضات وطرقات منتظمة سجلتها التلسكوبات الراديوية.