نجا من الموت بأعجوبة.. حكاية إنقاذ لاعب بلع لسانه في دوري المظاليم

نجا من الموت بأعجوبة..
نجا من الموت بأعجوبة.. حكاية إنقاذ لاعب بلع لسانه في دوري ال

يوم الجمعة الماضي كان فريق شباب بسيون الذي ينشط في دوري الدرجة الثانية، يواجه فريق زفتى ضمن منافسات الصعود لدوري الدرجة الأولى الممتاز، كانت تسير المباراة بشكل هادئ دون وجود مناوشات سواء داخل الملعب أو خارجه، أوشكت المباراة على الانتهاء نحن الآن في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، أحد اللاعبين ركل الكرة عاليا في الهواء تحرك لاعبين وقفز للأعلى ليصطدما ببعضهم البعض، يقع أحدهم دون أن يحرك ساكنا، سقط وراح فيما يشبه الإغماءة.

على خط الملعب، كان يقف محمد علام، رئيس الجهاز الطبي لفريق «شباب بسيون»، ومن مشاهدته الأولى أدرك أن خطبا ما حدث، اللاعبين داخل الملعب يهرولون ويلوحون بسرعة نزول الفريق الطبي إلى الملعب، والحكم يطلق صافرته التي تنذر بخطر كبير ألم باللاعب، هرول علام إلى داخل الملعب وفور اقترابه أدرك أن اللاعب أصيب بواحدة من أخطر الإصابات داخل الملعب «بلع اللسان»، يقول «علام»: «أتابع كل ثانية داخل المباراة حرصا على اللاعبين، حدث تدخل عنيف في الهواء واصطدم لاعبين في مؤخرة الرأس، أدركت في لحظتها أن اللاعب أحمد الجويلي تعرض لإصابة بالغة، لم أنتظر لحين استدعائي من قبل الحكم، وعند وصولي أدركت أن الجويلي بلع لسانه».

حافظ «علام» على هدوئه، يعرف أن الخوف يسيطر على الجميع، إن لم يتم التعامل باحترافية مع الإصابة قد تصل مضاعفاتها إلى الوفاة، يقول علام: «أول لما وصلت عملت تكنيك التعامل مع ابتلاع اللسان بشكل سريع، نزلت على اللاعب في ثانية وبدأت افتح مجرى الهوا (إيد على الدقن وإيد على الراس للخلف) علشان افتح مجرى الهوا ويكون على قيد الحياة».

يتابع علام: «دوري كرئيس للجهاز الطبي، كنت مجهز أدواتي وشنطتي ومعايا (الآير واي) وهي أداة بتعامل بيها مع الحالات دي، ضغطت على الفك وهو في حالة تشنجات، اللاعب كان بيمسك إيدي من شدة الإصابة وهو في حالة التشنجات، ضغطت على الفك وحطيت الأداة وقدرت أرجعه للإفاقة».

بعد دقائق من التعامل معه، رجع لاعب فريق شباب بسيون لحالته الطبيعية، هدأت الأجواء داخل الملعب، أعاد الحكم ضبط الملعب، يقول علام: «بعد أن نجحت في إفاقة اللاعب، أراد أن يعود لاستكمال، لكني رفضت ذلك بصفتي وبدوري الطبي، بعد أن انتهت المباراة ذهبت إلى أحد المستشفيات وأجرينا بعض الفحوصات الطبية للتأكد من استقرار الحالة».

تعاني الدرجات الأدنى من الدوري الممتاز من ضعف الاهتمام والتجهيز الطبي، ولا يتم التعامل معها بجدية كافية، وفي هذا الصدد يقول رئيس الجهاز الطبي لفريق شباب بسيون: «سيارات الإسعاف الموجودة سيئة ورديئة ولا تغطي الأزمة، ولا يوجد فيها الاحتياجات الأساسية، ووجود مسعف غير مجهز للتعامل مع الحالات الطبية، قد يتسبب في أزمة كبرى خاصة في الإصابات التي من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة، يجب أن يكون الاهتمام باللاعب في المقام الأول خاصة أن المنظومة تقوم على سلامة اللاعبين قبل أي شيء».

وناشد علام وزارة الشباب والرياضة بالعمل على توفير سيارات إسعاف مجهزة لضمان وقوع إصابات خطرة في الملاعب المصرية خاصة البعيدة عن التغطية الإعلامية والحضور الجماهيري.