من سيُدفن بها؟.. حكاية مقابر عظماء مصر في العاصمة الإدارية

من سيُدفن بها؟..
من سيُدفن بها؟.. حكاية مقابر عظماء مصر في العاصمة الإدارية

ناقشت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، خلال اجتماعها الأحد، الاقتراح المقدم من النائب محمد فريد، عضو المجلس عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بشأن إقامة مقبرة للعظماء في العاصمة الإدارية الجديدة، وانتهت اللجنة إلى الموافقة على المقترح وإدراجه للتنفيذ في خطة وزارة الثقافة وجهاز التنسيق الحضاري، بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية وشركة العاصمة الإدارية الجديدة.

مقترح بتكريم عظماء مصر

استعرض النائب محمد فريد، الاقتراح برغبة خلال اجتماع لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، وقال إن تاريخ مصر مليء بالأشخاص الذين قدموا الكثير من المعارف والفنون والإنجازات، ليس لوطنهم فحسب، بل تتجاوز إنجازاتهم لتؤثر في العالم بأثره، ليتجاوز حقهم الأدبي على الدولة المصرية ليس فقط تكريمهم في حياتهم، ولكن تكريمهم بعد وفاتهم أيضًا، وفي قلب ذلك التكريم الاهتمام بمثواهم الأخير.

وأشار النائب، إلى أنه خلال الفترة الأخيرة نتيجة لعمليات التطوير القائمة في البنية التحتية، ومنها إنشاء ورفع كفاءة شبكات الطرق في كافة أرجاء الدولة المصرية، ظهرت أزمة تخص بعض مقابر الشخصيات التاريخية التي أثرت في نهضة وتاريخ البلاد، من مقبرة الدكتور أحمد لطفي السيد، لمقبرة الدكتور طه حسين، وغيرها من الشخصيات التي تركت بصمتها في التاريخ وساهمت في نهضة وتراث مصر الوطني.

أصل الحكاية.. فكرة فرعونية

لفت نائب التنسيقية، إلى أن بداية فكرة مقبرة تضم الأشخاص المؤثرين في المجتمع ظهرت في مصر الفرعونية، باكتشافات وادى الملوك التي ضمت ملوك وأمراء وبعض الأشخاص المهمة في الدولة الفرعونية.

وعلى مدار التاريخ البشري تعددت أشكال المقابر التي تضم الأشخاص التاريخييين، ومنها على سبيل المثال مقابر المماليك في القاهرة الفاطمية، مرورا بالعديد من المقابر التاريخية حول العالم، لكن يعتبر الظهور للمفهوم الحديث لمقابر العظماء في باريس في القرن السادس عشر.
 

فوائد سياحية للمقابر التاريخية

وأشار النائب، إلى مقبرة العظماء في باريس «البانثيون»، التي تم بناؤها في القرن 16، ويعتبرها البانثيون مقر الدفن الرئيسي لأعظم الشخصيات التي أثرت في التاريخ الفرنسي والعالمي، ومدفون بها ما يقرب من 90 شخصية عامة من التاريخ الفرنسي، منهم الفلاسفة «فولتير، جان جاك روسو»، وصولا لأول شخص يحصل على جائزة نوبل مرتين «الفيزيائية ماري كوري» مرورا بالأديب «الكسندر دوما» وغيرهم من الأشخاص، الذين سيظلوا جزءا من تاريخ البشرية.

ولفت الى أن البانثيون من أكثر الأماكن السياحية زيارة في باريس، حيث يأتي في المرتبة الخامسة بما يقرب من 27 % من السياح تهتم بزيارتها، وتأتي معها مقبرة «نابليون بونابرت» بكاتدرائية «الفالدز» في باريس، ويصل عدد الزائرين لها ما يقرب من 10 ملايين سائح سنويا.

وكشف النائب عن أن الأولوية فى الانتقال لمقابر العظماء ستكون للشخصيات المؤثرة بالمقابر المتواجدة بأماكن عادية، مثل طه حسين ويحيى حقى ونجيب محفوظ ولطفى السيد.
 


اقتراح ببناء المقبرة بالعاصمة الإدارية الجديدة

أكد النائب محمد فريد، أن تاريخ الدولة المصرية الحديثة يضم العديد من الشخصيات التي خلدتهم إنجازاتهم، ومن الأهمية تخليد ذكراهم والاهتمام بمثواهم الأخير كجزء من الجمهورية الجديدة التي تهتم بالتطوير والحداثة، إضافة الى التاريخ.

واقترح فريد، بناء مقبرة العظماء المصرية في محيط العاصمة الإدارية الجديدة، على غرار التجارب الدولية المختلفة، على أن يتم إطلاق مسابقة معمارية لتصميمها بين شباب المعماريين المصريين، ويتم تشكيل لجنة لتحديد آلية اختيار الأشخاص الذين يتم نقل رفاتهم إليها لتصبح واجهة سياحية وثقافية تضاف لرصيد الدولة من المقاصد السياحية والثقافية.
 

مراحل إقامة مقبرة العظماء

تضم مراحل بناء مقبرة العظماء المزمع انشاؤها بالعاصمة الإدارية الجديدة، 3 مراحل، حيث أشار النائب الى أن المرحلة الأولى هي اختيار مكان إقامة هذه المقبرة في العاصمة الإدارية الجديدة مواكبة للتوجه العام للدولة.

وتتعلق المرحلة الثانية بتصميم النصب التذكاري من خلال مسابقة بين المعماريين كنوع من أنواع استحضار واستنهاض الأثر المصري والإبداع، للخروج بتصميم يليق بالحضارة المصرية.

وأوضح النائب، أن المرحلة الثالثة متعلقة بوجود لجنة تضع معايير ومواصفات للشخصيات التي رحلت، وسيتم نقل رفاتها لهذه المقبرة، مشددا على أن الحكومة أبدت موافقتها على مقترح إقامة مقبرة للعظماء بالعاصمة الإدارية، وأن لديها خططًا متطابقة مع هذا التصور.