عملية ولادة وسط الحريق.. ماذا حدث داخل مستشفى النور المحمدي ؟

عملية ولادة وسط الحريق..
عملية ولادة وسط الحريق.. ماذا حدث داخل مستشفى النور المحمدي

سيطرت حالة من الحزن على سكان منطقة المطرية بالقاهرة، بعد حادث حريق مستشفى النور المحمدي، الذي أدى إلى وفاة 3 أشخاص، وإصابة 32 آخرين.

وتعالت صرخات المارة أمام المستشفى والعاملين به والمرضى أيضا، عقب تصاعد ألسنة النيران والأدخنة إلى السماء، وسرعان ما تم الدفع بسيارات الإطفاء والإسعاف للسيطرة على الحريق، وتم فرض كردون أمني حول جدران المستشفى لمنع امتداد الحريق والسيطرة عليه.
 

وبدأت الليلة الحزينة على سكان المطرية، عندما تلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة، إشارة من النجدة مفادها نشوب حريق داخل مستشفى خيري بمنطقة المطرية، وعلى الفور انتقلت 10 سيارات إطفاء لموقع الحريق.

وأكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أنه تم الدفع بـ12 سيارة إسعاف لنقل مصابي الحريق إلى المستشفيات المجاورة، حيث نتج عن الحريق 3 حالات وفاة، "كانوا يعملون داخل صيدلية المستشفى بينهما 2 أشقاء"، إضافة لإصابة 32 آخرين. 

وأضاف عبد الغفار، أنه تم تقديم الخدمات الإسعافية لـ4 مصابين بموقع الحريق دون الحاجة لنقلهم للمستشفيات، فيما تم نقل 14 مصابا إلى مستشفى الزيتون التخصصي، و11 مصابًا لمستشفى المطرية، و2 مصاب إلى مستشفى عين شمس، ومصاب إلى مستشفى سيد جلال الجامعي.

وجاءت أسماء المصابين في حريق مستشفى النور المحمدي كالتالي:

   إبراهيم عبدالواحد عطوه 30 سنة.
   هويدا أحمد ذكر الله 20 سنة
   داليا عبدالله عبدالملك 37 سنة
   جودة تامر 25 سنة
   مصطفي محمد 43 سنة
   بثينه أحمد 62 سنة
   أحمد سعيد 28 سنة
   فاتن إبراهيم 55 سنة
   كاملة أحمد 42 سنة
   جودة زكريا 24 سنة
   فتحية إبراهيم 60 سنة

وجاءت أسماء وفيات حادثة حريق مستشفى النور المحمدي، كالتالي:-

   شيماء حسن حسني
   أحمد ماهر
   أيمن ماهر

ونعت كل من النقابة العامة للأطباء ونقابة صيادلة الإسكندرية، الضحايا الثلاث، داعين الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، متمنين الشفاء العاجل للمصابين.
 


عملية ولادة داخل الحريق

هرول الجميع للخروج من المستشفى عقب اندلاع الحريق؛ إلا أن طبيب النساء والتوليد رفض الخروج وأصر على البقاء، قائلا: "أقسم بالله مش هخرج"، وذلك لانشغاله بتوليد إحدى السيدات.

ولم يترك الطبيب، السيدة أثناء إجراء الولادة بعد اندلاع الحريق، خوفا على صحتها وصحة جنينها، حيث بدأ الطبيب بإجراءات ولادة السيدة، وبعد دقائق نشب حريق هائل في المستشفى، فاضطر خلاله العاملون لترك أماكنهم للنجاة بحياتهم خشية تعرضهم للاختناق أو الحرق بسبب امتداد النيران.

وروى شاهد عيان، كواليس المشاهد المؤثرة، بسماعه صوت الطبيب وهو يقسم على عدم خروجه من غرفة الولادة؛ إلا بعد أن تضع تلك السيدة مولودها، ويطمئن على حالتها الصحية، رغم انتشار الدخان في المكان.

ونجح الطبيب بالفعل حسب الشاهد، في إجراء العملية في وقت قياسي لإنقاذ السيدة وجنينها، ثم بدأت بعدها رحلة الخروج من الغرفة، وسط تدافع المواطنين في المستشفى المزدحم.

وكشفت معاينة النيابة العامة، تفاصيل وأسباب اندلاع حريق مستشفى النور المحمدي بالمطرية، مشيرة أن الحريق اندلع داخل وحدة الأشعة المقطعية بالدور الأرضي وامتد لباقى الطابق، والتهمت النيران محتوياته.

وكشف الدكتور محمد الدسوقي، تفاصيل ما حدث، قائلا إن الحريق "شب في المستشفى حوالي الساعة الثانية ظهرا، وبدأت أصوات الاستغاثة تتعالى في المكان، نتيجة الدخان الكثيف، وانتشار النيران بشكل سريع".

ولفت إلى أنه وبالتزامن مع اندلاع الحريق، كان هناك عملية جراحية تجري لطفلة في الخامسة من عمرها، لتغيير مسار فتحة الشرج، ومع تعالى الأصوات قرر الأطباء الخروج من المستشفى، مؤكدا: رفضت مغادرة غرفة العمليات حتى تتم عملية إفاقة الطفلة التي كانت الجراحة التي أجريت لها قد انتهت.