علامات ليلة القدر.. حقيقة توقف نباح الكلاب وسجود الشجر وعذوبة مياه البحر

علامات ليلة القدر..
علامات ليلة القدر.. حقيقة توقف نباح الكلاب وسجود الشجر وعذوب

بدأت مع مغرب الخميس ليلة 23 من رمضان، ثانية الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان، وتنتهي مع فجر الجمعة، وأن تكون إحدى الليالي الوترية ليلة جمعة، فهو من التوافقات الزمنية النادرة المباركة، قد تجعلها أرجى ليالي أوتار شهر رمضان المبارك.

وإن كان الانشغال فيها بالعبادة أجدى وأقرب إلى الله تعالى، ينشغل كثير من الناس بالبحث عن علاماتها، وتنتشر في إطار ذلك خرافات لم تستند إلى أدلة شرعية، منها ما نرصده في التقرير التالي:

1- سقوط الأشجار، حتى يراها المارة وكأنها مكسورة، بعد تعرضها لرياح عاتية، ثم تعود مرة أخرى إلى موضعها الأصلى، وكأن شيئًا لم يكن.

2- الماء المالح يتحول إلى ماء عذب يستطيع الناس الشرب منه وقضاء حوائجهم.

3- الكلاب لا تقوم بالنباح في تلك الليلة.

4- انتشار الأنوار في كل مكان، حتى من الممكن أن يصل الأمر إلى اتساع النور ما بين السماء والأرض، حتى في الأماكن المظلمة التي لا توجد بها أي إضاءة.

5- يسمع البعض ترديد السلام في كل مكان، ولكن الصوت لا يسمعه إلا من يؤمن بذلك.

أما ما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الدواب كلها ما عدا الإنس والجن تصيخ كل يوم جمعة من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس خوفًا وشفقة من قيام الساعة، فقد روى الإمام أحمد في المسند وغيره عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقًا من الساعة إلا الجن والإنس، وفيها ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه. الحديث صححه الألباني وغيره.

وأما في ليلتها فلم يقف الباحثون على حديث يثبت ذلك.

علامات ليلة القدر

أما علامات ليلة القدر في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فتذكر منها:

أولًا: - نزول الملائكة أفواجًا في ليلة القدر، وتكون أكثر من الحصى على الأرض، فقد قال الله تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ»، ورُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى».

ثانيًا: اعتدال الجوّ فيها؛ فلا يُوصف بالحرارة، أو البرودة؛ حيث رُوِي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: «ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ».

ثالثًا: طلوع الشمس دون شعاع في صباح اليوم التالي لها؛ فقد ورد عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: «وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ»، ثبت في علامات ليلة القدر النقاء والصفاء في ليلتها؛ فقد رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: «أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ».

خامسا: الشعور بالسكينة والسكون في النفس والإقبال على الله عز وجل في هذه الليلة.

سادسا: لا ينزل في ليلة القدر النيازك والشهب.