عاتبه على سبّ زوجته فقتله.. تفاصيل صادمة في مقتل بائع أمام طفله على يد ترزي بالجيزة

 صورة لايف

عرف «ممدوح» بمحضِ الصدفة أن «ترزيًا» يوبّخ زوجته فتوجه إليه، دارت مشادة كلامية بينهما، انتهت بمقتل الرجل الأربعيني بمعاونة ابن شقيق المتهم، بعدما أوسعه القاتل ركلًا في كليته، وباغته بطعنة قاضية بـ«مقص» في عنقه.
الزوجة المكلومة تحكي قصة الموت المفاجئ لـ«ممدوح»، بائع شنط السفر، لحظة وقوفه أمام محل «عصام» الترزى بمنطقة برطس في الجيزة، معاتبًا إياه: «ليه بتشتم مراتى؟، مش عيب عليك؟»، وقتها باغتته بضربة مقص في رقبته وسقط على الأرض ليركله «الترزى» وابن أخيه في بطنه وكليته، وقبل أن يصل به «توك توك» إلى المستشفى كان قد فارق الحياة.

في خلفية الحدث، وقف «يونس»، الطفل ذو الـ7 سنوات، يرجو الترزى وابن شقيقه بأن يرحما أباه: «سيبو بابا، إضربنى أنا، اقتلونى أنا بدل منه»، ماذا كان يمكن أن يحدث كى يرحما «ممدوح»؟، كانت زوجته تتساءل حزينة، وتستذكر اللحظات الأخيرة بحياة شريك عمرها.

كان الأمر محض صدفة عابرة وموت عابر.. توجهت «منى» في المساء إلى محل الترزى تطلب منه استلام بناطيل خاصة بابنتها «بسملة»، بالصف الثالث الابتدائى، ذكرته بتفصيلهما وأنه طلب منها المجىء بنفسها كون أخيه رفض إعطاءهما لها، لكنه ضايقها وقال لها بعد جدال: «ملكيش عندى حاجة»، حينها دمعت عيناها «إزاى يا عمى عصام إفتكر كويس، دول بناطيل البنت هتعيد فيهم»، لينهال عليها بوابل من السبّاب، ولم يكتفِ بذلك، توعد المرأة: «هاتِ لى أي راجل أو جوزك وهحطهولكِ تحت رجلى»، كان ذلك ردًا على كلامها «مش هرد على شتيمك وهقول لجوزى»، لكنها لم تقل له مبررةً حديثها لـ«عصام»: «لو أي ست مكانى هتعمل كده عشان ترد كرامتها»

«ابعدي العيال»

زوج «منى» كان على حاله هادئًا، لكنها وجدته استشاط غضبًا خلال مكالمة هاتفية معه «عشان وصل البيت وعايز المفاتيح يدخل»، وفاجئها بسؤاله «هو الترزى شتمك ليه وكان عايز يمد إيده عليكِ؟»، وبمحاولتها تكذيب ما وصله من أناس بالمنطقة، أنهى تليفونه معها بقوله «خلاص هشوف الحكاية دى».

قبل وصول «ممدوح» إلى محل «الترزى»، تقابل مع زوجته وأختها، طمأنهما بأنه سيعاتب الرجل على ما بدر منه، واصطحب ابنه «يونس»، وحمل طفلة شقيقه زوجته «كندة»- سنتان، على يده، وما إن ألقى بالسلام على «عصام» وقوله له «مينفعش تشتم مراتى، إشتمنى أنا ماشى هي لأ»، حتى كان الأخير يضربه بـ«المقص» في رقبته لتنفجر نافورة دماء منها وتسقط الصغيرة على الأرض معه، وابنه يبكى «خلاص يا عمو سيب بابا»، كان ابن شقيق الجانى يعاونه في ركله ببطنه وكليته والطفل يواصل «موتنى أنا بابا لأ».

الدماء تسيل بغزارة من حول «ممدوح»، يتجه بنظره إلى زوجته يطلب منها «إبعدى العيال عن هنا، وإمشى أنتِ كمان»، ليأتى شقيق الترزى مرعوبًا ويحمل المجنى عليه بـ«توك توك» إلى المستشفى، ثم يتركه ويلوذ بالفرار «لما عرف إن السر الإلهى طلع»- وفق زوجة المجنى عليه

قتلوه عشان هدومك

في صالة بيته الصغير صورة واحدة لزفافه موضوعة في إطارات بنية داكنة معلقة على الجدار، أمامها يقف نجلاه كل صباح ويقرأ كل منهما له الفاتحة، وزوجته تعاتبه: «سبتنى لوحدى، الحمل تقيل»، تندب حظها «العيد جاى والعيال هيلبسوا إسود، وأول يوم هنزورك في قبرك»، أما والد المجنى عليه فيحاول التماسك لكنه سرعان ما ينهار باكيًا: «حرمونى من ضنايا، مراتى قالتلى: ابنك مات، قلت لها: (ابنى مين؟)، مش مصدق رحت المستشفى لقيته جثة هامدة»، والأم تولول «ده واد غلبان طول عمره، ده تعب من فترة راح للدكتور قال له إنه عايش بكلية واحدة ليعرف مأساته منذ ولادته بالصدفة، كمان الأهالى قابلوه صدفة فأشاروا له إلى شتيمة الترزى لزوجته وراح وقتله، حبيبى كان شقيقان على عياله رغم إن الراحة مطلوبة له».

«ضربوه بالجزم بكليته اللى واجعاه، مات متهان».. تجهش الأم باكيةً مستنكرةً «يعنى ينفع يضربوا واحد ميت؟، ابنى وقع على الأرض من ضربة المقص وبرضوا نزلوا عليه برجلهم، عندى 6 عيال وده كان أحنهم وغلبان وعمره ما زعلنى ولا أبوه، وعمرنا ما جينا عليه»، ومن بين صراخها تقول: «حرام إن شاب يروح كده هدر من غير سبب، هفضل أدور العمر كله لحد ما حقه يرجع».

منزل «ممدوح» تحول لسرداق عزاء، والحزن ملأ بيته بدلًا من الفرح بقدوم عيد الأضحى، وقفت الطفلة «بسملة» تطلب من والدتها «البناطيل الجديدة»، أفاقت على دمع أمها: «خلاص مفيش فرح، موتوه عشان هدومك».