رأت بالمنام صعودها للسماء وتمنت دفنها بجوار الرسول.. قصة راجيا التي فارقت الحياة في الحج

 صورة لايف

رحلت عن دنيانا بعد أن تحققت آخر رؤياها في بلد النبي الذي تمنت أن تدفن بجواره، تاركة ورائها رصيدا كبيرا من المحبة والعطاء ظهر في اهتمام كل من عرفها وتحدث عن ذكراها، هي الحاجة "راجيا" التي فارقت الحياة  بعد وصولها إلى جبل عرفة في رحلة الحج.

وأعلن أحمد سامي نجل الراحلة، وفاة والدته الحاجة راجيا حسني عبد السلام، 53 عاما المفقودة في السعودية منذ صباح يوم الاثنين الماضي، في منشور أخير كتبه على حسابه الشخصي بعد ساعات من البحث عنها.

وقال سامي، خلال منشوره: "أمي في ذمة الله حضرت عرفات وماتت إنا لله وإنا إليه راجعون".

وأضاف أن والدته الحاجة راجيا قبل وفاتها بساعات كانت تائهة عن أصدقائها ولا يعرفون الوصول إليها، مبينا أنها لم تكن مسافرة مع شركة، وإنما كانت بصحبة مجموعة من الأصدقاء منذ شهر ونصف وتوجهت للحج وتاهت منهم ولم يتكمنوا من الوصول لها.

وأوضح سامي، أن هناك شخص اتصل به من هاتف والدته وأبلغه أنها ملقاة على الأرض قبل جبل عرفات بـ3 كيلو متر، وأنها في غيبوبة، ثم تركها وأغلق الهاتف، وتوصل إلى أن والدته في مستشفى "منى الجسر" ولكن بعدها بساعتين نشر على حسابه الخاص خبر وفاتها.

رحيل كشف رصيد الخير

قصة الحاجة راجيا لم تنته بوفاتها، إذ ألقت الضوء على جوانب مضيئة كثيرة في حياتها لم يكن يعلمها الكثيرون ممن حولها، إذ كانت تعتبر الراحلة أن من فضائل الأمور إخفاء الأعمال الصالحة بحسب المقربين منها.

شاركت في حفر آبار مياه وبناء مساجد

إسراء عصام خطيبة ابن الحاجة "راجيا" كشفت، عبر منشور على فيسبوك، جانبا من مشاهد الخير في حياة الراحلة قائلة "عرفت قد إيه رغم قربي منها معرفش حاجة عنها، كم الخير اللي كانت بتعمله والصدقات الجارية من آبار حفرتها وبناء مساجد، ومساعدة فقراء بالاسم وفلوس سايباها هنا وهنا لأعمال خير وغيره".

حلمت بتسلقها جبل نحو السماء قبل وفاتها بساعات

وتحدثت إسراء عما وصفته بصدق علاقة الحاجة راجية مع الله وما يبرهن على ذلك من بشرى قائلة: "كانت حلمت اليوم اللي قبل استضافة الله لها بأنها بتحاول تتسلق جبل قمته بتودي للسما، فكانت بتحاول تطلع وتعبت في النص، فقالت وهي تحكي رؤيتها: مش عارفة ده معناه ايه بس ادعولي أموت بعرفة؛ وكان نفسها تدفن جنب النبي وتاني يوم على طول جبر الله خاطرها فهي صدقت الله فصَدَقها.

واختتمت إسراء حديثها قائلة "دروس الست العظيمة متقطعتش بوفاتها، لسة بتعلمنا يعني إيه صدق في العلاقة مع الله، يعني إيه معية الله وجبره وبره بمن يصدقه، بتعلمنا يعني إيه الواحد يجمع بين جمال الباطن وصلاح الظاهر ومفيش تعارض بينهم.. وبرضه الجمع بين العبادات وبين أعمال الخير المختلفة، وإن برضه مفيش تعارض بل إن عبادات القلب هي وقود محرك وبوصلة موجهة لأي عمل خيري".