مهام سرية ربما تكون الأخيرة في حياتهم.. من هم أشباح باخموت الأوكرانيون؟

 صورة لايف

تحاول القوات الأوكرانية بكل ما أوتي لها من قوة، استعادة مدينة باخموت شرقي البلاد منذ أشهر من القتال مع روسيا، حيث يقول الجيش الأوكراني إن قواته تحرز تقدمًا كبيرًا في عدد من المناطق قرب باخموت، إلا أن المعركة لا تزال مستمرة.

ووسط هذا الصراع، التقت هيئة الإذاعة البريطانية، بعدد من جنود القناصة الأوكرانية، الذين يشار إليهم باسم "أشباح باخموت"، الذين ينفذون غارات ليلية في المدينة.

وقال قائد فريق القنص خلال جلوسه في إحدى قواعدهم في ضواحي المدينة "الشبح هو علامتي وشعاري"، مضيفًا "عندما بدأنا في بث الرعب في باخموت، أطلقنا على أنفسنا أشباح باخموت".

وأوضح أن "المدفعية تجعل الناس دائمًا قلقين، فيمكنهم الاختباء من المدفعية ولكن ليس من القناصة".

ووفقًا لـ"بي بي سي"، يعمل فريق الأشباح، المكون من حوالي 20 جنديًا على أطراف باخموت منذ 6 أشهر، وغالبًا ما يبحثون عن أهداف عالية القيمة.

وأوضح قائد القناصة عند سؤاله عن عدد الروس الذين قتلهم فريقه أن "هناك رقم مؤكد 524، 76 قتلتهم أنا".

من جانبه، قال كوزيا أحد القناصة، إن الفريق يسجل إلكترونيًا كل طلقة من خلال مشاهد بندقيتهم، لكن الجميع لا يحتفظ بالعدد، مؤكدًا قناص مهمة الليل أنه “ليس هناك ما يدعو للفخر بالقتل”، فهم لا يقتلون المدنيين لكن يدمرون العدو.

وعن حياته، قال إنه قبل الحرب كان يعمل في مصنع، ولم يحب الأسلحة مطلقًا، لكنه شعر بأنه مضطر لحمل السلاح عندما غزت روسيا.

وخلال حديث كوزيا وهو يجري فحص أخير لبندقيته الأمريكية الصنع من طراز “باريت” قال: “كل مهمة خطيرة، عندما نخطئ يمكن للقوات الروسية أن تطلق النار عليك”، مضيفًا “بالطبع أنا خائف - فقط الأحمق لن يكون كذلك”.

وأوضح "جوست" قائد الفريق أنه اختار كل عضو على أساس "إنسانيتهم ووطنيتهم" بدلًا من خبرتهم العسكرية ومهاراتهم.

ووفقًا لـ"بي بي سي"، فمع اقتراب الغسق، يصعد الفريق إلى عربتهم المدرعة من طراز همفي. ويرافقهم سائق يقربهم قدر الإمكان من خط المواجهة ونقطة الإنزال.

وقال كوش السائق إن جزءًا من الطريق لا يزال مستهدفًا بالمدفعية الروسية، مؤكدًا أنه يحب أن يبث الطمأنينة في قلب الفريق من خلال تشغيل بعض الموسيقى من هاتفه عند الذهاب لمهمة.

ولفت إلى أن أغنية الراب الأوكرانية تجعلهم في مزاج جيد.

وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، أصيب العديد من أفراد الفريق، بما في ذلك القائد جوست. لكن لم يقتل أي منهم.

ويقول جوست "قد تكون كل رحلة لنا الأخيرة، لكننا نقوم بعمل نبيل".

وأكد أن فريق واحد صغير من القناصين لن يفوز بهذه الحرب، أو حتى يستعيد باخموت، لكن متأكدون أن لهم تأثير.