الأرض تحركت في المغرب.. الأقمار الصناعية ترصد تطورات الصفائح التكتونية بعد الزلزال | شاهد

 صورة لايف

تأثيرات زلزال مدمر يمكن أن تكون عديدة ومتنوعة، بين انهيار المباني والبنية التحتية والقتلى والمشردين، فيمكن أن تؤدي إلى انزلاقات في التربة وحدوث موجات مد عاتية "تسونامي" وتحركات في القشرة الأرضية.
زلزال المغرب الذي أودى بحياة أكثر من 2900 شخص وشرد الآلاف، صنفته مراكز رصد الزلازل بأنه أقوى زلزال يضرب المنطقة منذ 120 عامًا، ولا يزال المغرب يعاني من تبعاته حتى اللحظة.
على غرار الزلازل المدمرة التي تضرب أنحاء مختلفة من العالم، يقوم العلماء بجمع البيانات وتحليلها لمساعدة فرق الاستجابة للطوارئ والتعرف على نتائج الكوارث وكيفية التعلم منها والاستفادة من المعلومات المتاحة لتوقع احتمالية تجدد الكوارث المدمرة في نفس المناطق.
الأرض تحركت في المغرب
تحولت أعين الأقمار الصناعية بسرعة نحو المناطق المتضرّرة في المغرب، تنفيذًا للميثاق الدولي حول الفضاء والكوارث الكبرى، والذي يضم 17 وكالة فضاء تقوم بتسخير إمكاناتها لتوفير صور أقمار صناعية مجانية بأسرع ما يمكن فوق مناطق الكوارث لمساعدة فرق الاستجابة والطوارئ على الأرض.
الميثاق الدولي "للفضاء والكوارث الكبرى"هو ميثاق غير ملزم ينص على الحصول على بيانات الأقمار الصناعية ونقلها بشكل خيري وإنساني إلى منظمات الإغاثة في حالة وقوع كوارث كبرى. بدأته وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الفرنسية بعد مؤتمر يونيسبيس الثالث الذي عُقد في فيينا بالنمسا، في عام 1999
بعد توافر صور الأقمار الصناعية للمناطق المتضررة في المغرب، قام وكالة الفضاء الأوروبية بتحليل البيانات لرصد كيف تحركت الأرض نتيجة الكارثة الطبيعية.

وقالت وكالة الفضاء الأوروبية، عبر موقعها الإلكتروني، إنه العلماء استخدموا قياسات وبيانات وفرتها أقمار صناعية تابعة لمهمة "سينتينل 1" في أوروبا، مشيرة إلى أنه تم تفعيل خدمة "كوبرنيكوس" لرسم خرائط الطوارئ.
وأوضحت الوكالة الأوروبية، أن العلماء اعتمدوا على تقنية "قياس التداخل" لمقارنة المنطقة قبل وبعد الكارثة، من خلال أداة رادارية يمكنها استشعار الأرض، مشيرة إلى أنه أصدر أول منتجات لرسم خرائط الضرر في 11 سبتمبر الجاري بعد 3 أيام على الكارثة.
وأشارت الوكالة إلى أنه من بين استخدامات "قياس التداخل" تتبع التغيرات الطفيفة في ارتفاع سطح الأرض. عندما يحدث زلزال، موضحة أن الأداة الرادارية تسمح للعلماء بمراقبة وتحليل التأثيرات الدقيقة التي تحدثها الزلازل على سطح الأرض.
وجدت البيانات التي جمعت عبر الأقمار الصناعية خلال الفترة من 30 أغسطس الماضي (قبل الزلزال) حتى 11 سبتمبر الجاري، أن الحركة الصعودية للسطح بلغت حدا أقصى قدره 15 سم، بينما في مناطق أخرى غرقت الأرض بما يصل إلى 10 سم
وكان زلزالًا ضرب منطقة ريفية في جبال الأطلس على بعد حوالي 75 كيلومترًا من مدينة مراكش المغربية في 8 سبتمبر الجاري، وتقع هذه المنطقة، على الخط الفاصل بين الصفائح التكتونية الأوروبية والأفريقية، مما يجعلها عرضة للزلازل.
يشار إلى أن صور الأقمار الصناعية أظهرت تحرك الأرض عقب زلزال تركيا نحو 3 أمتار بفعل الهزة القوية التي ضربت البلاد في فبراير الماضي، ما أحدث تغييرًا هائلًا في الصفائح التكتونية، التي تقع عليها تركيا، حيث دفعت بالبلاد إلى الغرب بما مقداره 3 أمتار
وفي عام 1999، خلال زلزال إزميت، تزحزح صدع الأناضول أكثر من 2.5 متر، وخلال زلزال سان فرانسيسكو عام 1906 تزحزحت منطقة الزلزال نحو 6 أمتار.