سيدة فاقوس قاتلة طفلها.. لماذا أودعتها الجنايات مستشفى الأمراض النفسية؟

 صورة لايف

أسدلت محكمة جنايات الزقازيق الستار على محاكمة سيدة فاقوس المتهمة بقتل طفلها وأكل أجزاء من جثته بعد طهيها، بأن قضت بإيداعها أحد مستشفيات الصحة النفسية والعصبية لتلقي الرعاية اللازمة.

فماذا يعني الحُكم؟

الحُكم الصادر يعني أنه لا مسؤولية جنائية على المتهمة، لأنها عانت وقت ارتكاب الواقعة من اضطراب نفسي أو عقلي أفقدها الإدراك أو الاختيار، بحسب المادة 62 من قانون العقوبات.
وتنص المادة التي تندرج تحت باب "أسباب الإباحة وموانع العقاب" على أنه "لا يسأل جنائيًا الشخص الذي يعاني وقت ارتكاب الجريمة من اضطراب نفسي أو عقلي أفقده الإدراك أو الاختيار، أو الذي يعاني من غيبوبة ناشئة عن عقاقير مخدرة أيًا كان نوعها إذا أخذها قهرًا عنه أو على غير علم منه بها".

فماذا قال تقرير الطب النفسي عن حالة "سيدة فاقوس"؟

قال تقرير لجنة خماسية من أساتذة الطب النفسي مٌشكلة بقرار المحكمة بأنها بدت عند مناظرتها في مناسبتين "متبلدة العواطب فلم تُبدِ جزعًا أو حزنًا أو ندمًا يتناسب مع بشاعة ما حدث وهي تصف تفاصيل الواقعة".

وأوضح التقرير أن تفكيرها احتوى على ضلالات الاضطهاد بأن "زوجة شقيقها وزوجة عمها تعمدا إيذائها بالسحر ووضع السم لها في الأكل"، بالإضافة لمعاناتها من هلاوس جسدية لمسية إذ قالت "

"في تنغير تحت باطي حاسة بصوابعهم بتنغزني ومش قادرة استحمل".

وأضاف التقرير أن المتهمة تعي الزمان والمكان والأشخاص وذاكرتها جيدة للأحداث القريبة والبعيدة وذكاؤها أقل من المتوسط بالتقدير الإكلينيكي.

ذكر التقرير أيضًا معاناتها من اعتلال الحكم على الأمور وعدم تقديرها لفداحة موقفها - فهي ترى ما ارتكبته مجرد خطا لا تستحق عقابا قاسيا - ويكفي دفع مال ليتم الإفراج عنها واستكمال حياتها.

وعن معاناتها من الضلالات، قال التقرير إن الضلالات صورت للمتهمة أن طفلها في خطر شديد، وصور لها تفكيرها المضطرب أنها بدفنه وإياها في حفرة يمكنهما الهرب، حتى أن ضلالات التفكير أوصلتها لتفسير مختل للآية الكريمة - يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي-.

وانتهى التقرير إلى أن المتهمة كانت تعاني وقت ارتكاب الجريمة من أعراض اضطراب ذهاني أفقدها الاستبصار والحكم الصائب على الأمور مع وجود قصور في القدرات العقلية وأنها ارتكبت جريمتها تحت تأثير حالتها المرضية وهي فاقدة للإدراك والإرادة وعليه فهي تعتبر غير مسؤولة عن فعلها الإجرامي المذكور.

وكانت النيابة العامة أحالت المتهمة "هناء.م"، البالغة من العمر 37 عامًا، لأنها في خلال شهر أبريل الماضي، قتلت ابنها الطفل "سعد.م.س" البالغ من العمر 5 سنوات، داخل منزلهما، وقطعت جثته إلى أشلاء وطهت بعضها وأكلت منها.