قطع الكهرباء والإنترنت وتعطل الأقمار الصناعية.. عواصف شمسية مدمرة تهدد الأرض

قطع الكهرباء والإنترنت
قطع الكهرباء والإنترنت وتعطل الأقمار الصناعية.. عواصف شمسية

يواجه كوكب الأرض عدد من التحديات أبرزها التأثيرات المتغيرة التي تطرأ على الشمس، إذ حذر العلماء من احتمالية وصول الشمس إلى ذروة نشاطها في عام 2024، أي قبل عام من التقديرات السابقة.

الحد الأقصى للطاقة الشمسية

ووفقا لصحيفة “اندبندنت” البريطانية، سيكون هذا النشاط، المعروف باسم "الحد الأقصى للطاقة الشمسية"، في الدورة الحالية البالغة 11 عامًا، بين يناير وأكتوبر 2024، وفقًا للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي ( NOAA ).

أشارت تقديرات سابقة إلى أن الدورة الشمسية الحالية 25، والتي بدأت في عام 2019، ستصل إلى ذروتها في عام 2025.

وقال مارك ميش من مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA): "إنه تغيير مهم للغاية".

وترتبط دورة نشاط الشمس التي تبلغ 11 عامًا بعدد البقع الشمسية، والتي ترتبط بدورها بكثافة الطقس الفضائي، بما في ذلك نشاط التوهج الشمسي.

التوهج الشمسي

أما التوهج الشمس عبارة عن حمم نارية قوية من البلازما النشطة التي تخرج من النجم. يمكن أن تتداخل مع المجال المغناطيسي للأرض وتسبب أضرارًا للشبكات الكهربائية، وتعطل الأقمار الصناعية، بل وتلحق الضرر برواد الفضاء والمعدات الفضائية إذا كانت موجهة نحو الكوكب.

وتوقعت لجنة سابقة عقدتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) ووكالة ناسا والخدمات البيئية الفضائية الدولية (ISES) في عام 2019 أن تكون الدورة الشمسية 25 ضعيفة وأن تبلغ ذروتها في يوليو 2025 بحد أقصى لعدد البقع الشمسية يبلغ 115.

تضارب المجال المغناطيسي للأرض

لكن التنبؤ الجديد للنشاط الشمسي خلال الدورة الشمسية 25 يخلص إلى أن النشاط الشمسي سيزداد بسرعة أكبر وسيبلغ ذروته عند مستوى أعلى من ذلك الذي تنبأ به فريق الخبراء لعام 2019.

ويشير التقدير المحدث إلى أن الدورة الشمسية 25 ستبلغ ذروتها بين يناير وأكتوبر 2024، مع الحد الأقصى لعدد البقع الشمسية بين 137 و173.

وقال الدكتور ميش: "نتوقع أن تكون توقعاتنا التجريبية الجديدة أكثر دقة بكثير من توقعات لوحة 2019، وعلى عكس توقعات الدورة الشمسية السابقة، سيتم تحديثها باستمرار على أساس شهري مع توفر عمليات رصد جديدة للبقع الشمسية".

هل العالم مستعد لأضرار النشاط الشمسي ؟

في وقت سابق، حذر العلماء بشكل روتيني من أن العالم ليس مستعدًا لمواجهة الخطر الذي يشكله النشاط الشمسي المتزايد، حتى أن أحداث الطقس الصغيرة في الماضي كان لها تأثيرات كبيرة.

على سبيل المثال، تسببت عاصفة شمسية صغيرة النطاق في فبراير من العام الماضي في فشل 38 قمرًا صناعيًا من أصل 49 قمرًا صناعيًا تابعة لشركة SpaceX Starlink في الوصول إلى مدارها المقصود. وبدلًا من ذلك، احترقوا أثناء عودتهم غير المخطط لها إلى الغلاف الجوي للأرض.

وقال الباحثون إن تحسين عمليات الرصد والتنبؤ بأحداث الطقس الفضائي يمكن أن يساعد في تجنب مثل هذه الخسائر للأقمار الصناعية في المستقبل.

يمكن أن يكون التنبؤ الجديد أيضًا خبرًا جيدًا لمراقبي السماء الذين من المحتمل أن يتوقعوا النظر إلى الغلاف الجوي الخارجي للشمس أثناء الكسوف الكلي للشمس في أبريل من العام المقبل.

وأثناء الكسوف الشمسي الكلي الذي يحدث وسط ذروة نشاط الشمس، يحجب القمر قرص النجم بالكامل، ولكن غلافه الجوي الخارجي، المسمى الإكليل، من المرجح أن يكون مرئيًا بشكل أكثر وضوحًا.