غضب مغربي من مشعل وضغوط دولية وتراجع ايراني.. هل ظلت حماس وحيدة في الميدان؟

 صورة لايف

آلاف الشهداء ودمار شامل لقطاع غزة هما حصيلة الهجمات الاسرائيلية على القطاع ردا من الجانب الاسرائيلي على عملية طوفان الأقصى التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023 والتي قامت فيها حركة حماس باختطاف رهائن اسرائيليين واحتجزتهم لديها.
المتابع جيدا لما دار خلال هذه الفترة يدرك أن حماس حاليا تقف وحيدة في مواجهة اسرائيل، رغم كل التصريحات التي كانت ساخنة في بداية الحرب خاصة من المعسكر الايراني الداعم للحركة، وهو نفس الوضع بالنسبة للحكومات العربية خاصة بعدما خرج اكثر من مسؤول حمساوي بتصريحات مفادها ان الدول العربية خذلت حماس، بل منهم من دعا الشعوب العربية للتحرك والتظاهر للضغط على الحكومات العربية!.
مؤخرا عبرت دوائر مغربية عديدة عن غضبها من تصريحات خالد مشعل زعيم حماس بالخارج التي قال فيها: «أخاطبكم أيها المغاربة، الجماهير والقوى الإسلامية والوطنية، مهما كانت تياراتها السياسية أو الأيديولوجية، يمكنكم أن تخاطبوا قيادة البلد غيرة على المغرب ومصالحه وأمنه وغيرة على فلسطين».
وهي التصريحات التي أثارت الغضب المغاربي واعتبرها بعض الكتاب في المغرب دعوة صريحة للعصيان على الملك والحكومة المغربية واعتبروا ان مشعل يعطي دروسا في المقاومة للشعب المغربي رغم انه يعيش منعما في الدوحة منذ سنوات.
لم يتوقف الامر عند غضب الخارج من حماس وتصريحات المسؤولين بها، بل ان الفلسطينين نفسم في منتديات الحوار المختلفة على شبكة الانترنت اعلنوا غضبهم من تصرفات الحركة والتصريحات الصادرة عنها، خاصة تلك التصريحات التي تشير لقيام الحكومة الفلسطينية وحركة فتح بتصفية المقاومة والوقوف في الصف الاسرائيلي.
وتتزايد الضغوط الخارجية يوما تلو الآخر خاصة وأن الغرب يرى ضرورة الافراج الفوري عن الرهائن الاسرائيليين خاصة النساء والاطفال الاسرى لدى حماس.
وفي ذات الوقت تزايدت حالة الغضب والاستياء لدى اهالي غزة من حركة حماس رغبة في وقف الحرب على غزة ووقف حالة الدمار التي وصل اليها القطاع.
وأكدت مصادر وثيقة الصلة بالشأن الفلسطيني أن حماس تواجه مأزق جديد تمثل في غضب مكتوم لدى عناصر الحركة المتواجدين في الميدان بغزة الذين باتوا يشعرون أنهم لوحدهم في المعركة وأن القادة متواجدين بالانفاق خوفا من الضربات الاسرائيلية المتلاحقة.
واشارت المصادر الى ان غضب عناصر الميدان طال يحيى السنوار المتواجد تحت الارض في حين انهم يواجهون اسرائيل بعتادها العسكري على ارض غزة.
ولفتت المصادر أن هناك أصوات في غزة ترى أن السنوار هو المسؤول الأول عن المأساة التي يعيشها حاليا سكان القطاع حاليا، خاصة وانه وسط كل هذه المعارك يختبيء تحت الأرض ويصر على الابقاء على الرهائن الاسرائيليين بحوزة حماس.
ومنذ يومين خرج ابوعبيدة المتحدث باسم كتائب القسام في تصريح يوضح الازمة حين قال ان القيادة فقدت الاتصال ببعض العناصر بالميدان ولا تعرف عنهم شيئا.
كذلك الامر بالنسبة لحزب الله اللبناني الذي اكتفى بالتصريحات الحنجورية دون تقديم يد العون لحماس في معركتها الحالية.
حزب الله ليس وحده من قرر عدم الدخول في حرب مع اسرائيل لكن ايران كذلك فقد أبلغ المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رئيس حماس إسماعيل هنية في وقت سابق من هذا الشهر أنه نظرا لعدم إخطار طهران مسبقا بالهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر، فإنها لن تنضم إلى الحرب ضد إسرائيل.
وقالت وكالة “رويترز، نقلا عن “ثلاثة مسؤولين كبار”، إن خامنئي أبلغ هنية أنه في حين أن إيران ستقدم الدعم السياسي لحماس، إلا أنها لن “تتدخل بشكل مباشر” في القتال.
وبحسب ما ورد، طلب الزعيم الإيراني من هنية “إسكات الأصوات” في حماس التي تدعو إيران ووكيلها حزب الله إلى الانضمام مباشرة إلى الحرب ضد إسرائيل “بكامل قوتها”.
وأدى القصف الجوي والبري والبحري الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر إلى مقتل أكثر من 12 ألف فلسطيني، معظمهم مدنيون بينهم أطفال ونساء، وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة.

وتقول الأمم المتحدة إن ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة صاروا بلا مأوى.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي تولى منصبه في الأول من يناير 2017، للصحفيين "نشهد مقتل مدنيين بشكل لا مثيل له وغير مسبوق في أي صراع منذ أن توليت منصب الأمين العام".

وأدى هجوم حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، في السابع من أكتوبر إلى مقتل نحو 1200 شخصا معظمهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء، وفقا للسلطات الإسرائيلية التي قالت إن حماس أخذت 240 شخصا رهائن خلال الهجوم.

والاثنين، أُجليت مجموعة تضم 28 من الأطفال الخدج (ناقصي النمو) من أكبر مستشفى في قطاع غزة إلى مصر، الاثنين، لتلقي العلاج، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الصحية الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية مقتل 12 شخصا في مستشفى آخر في غزة تحاصره دبابات إسرائيلية.

وكان الأطفال حديثو الولادة في مستشفى الشفاء بشمال غزة، حيث لقي عدة أطفال آخرين حتفهم بعد أن توقفت حضاناتهم عن العمل في ظل انهيار الخدمات الطبية خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة غزة