حرب غزة.. هل تسببت حماس في انهيار الهدنة؟

حرب غزة.. هل تسببت
حرب غزة.. هل تسببت حماس في انهيار الهدنة؟

بعد عدة تمديدات انهار اتفاق الهدنة، بين إسرائيل وحركة حماس الذي استمر أسبوعا واحدا فقط رغم الضغوط الدولية من أجل الحفاظ على استمراره لأطول فترة ممكنة. 
المعلومات الواردة من عدة أطراف وثيقة الصلة بملف تمديد الهدنة الانسانية في قطاع غزة تشير الى مسؤولية حركة حماس عن عودة الحرب على قطاع غزة بعد تعنت من جانب الحركة في الافراج عن الاسرى لديها من الجانب الاسرائيلي.
وفي الوقت الذي حملت فيه بعض الاطراف اسرائيل مسؤولية عودة الحرب أكدت مصادر أن حماس مسؤولة بشكل مباشر عن عودة الحرب مرة أخى، وهي المصادر ذاتها التي أكدت أن حماس تريد استمرار الحرب أيضا وأن الحركة باتت لا تهتم بمن يسقطون شهداء من أهالي غزة خاصة مع تحصن قادتها داخل الأنفاق.
ومن جانبه حمل الدكتور عبدالمنعم سعيد، الخبير والمفكر الاستراتيجي، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، عبر برنامج نظرة، المذاع لقناة صدى البلد، حركة حماس سبب ما حدث لقطاع غزة، بالإضافة إلى تقسيم فلسطين، وإدانة العملية السياسية.
وكشف عن أن حركة حماس، كانت تخطط لدولة حمساوية في غزة وتتفاوض على ذلك مع إسرائيل، لافتا إلى أن حماس كانت تستفيد من ذلك من تل أبيب في ملفات أخرى.
ونوه بأن الحديث عن أن عملية طوفان الأقصى حركت وأحيت القضية الفلسطينة، نشل للتاريخ، مبينا أن العالم خرج في الشوارع والميادين في أوروبا للتظاهر ليس من أجل عملية طوفان الأقصى ولكن من أجل القضية الفلسطينية
وبعد دقائق من انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت استأنفت إسرائيل القتال وشنت طائراتها الحربية غارات جديدة على قطاع غزة، الذي فر معظم سكانه إلى الجزء الجنوبي هربا من القصف.
على مدى سبعة أيام سمحت الهدنة التي بدأت في 24 نوفمبر وتم تمديدها مرتين بتبادل عشرات الرهائن المحتجزين في غزة بمئات السجناء الفلسطينيين وتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الساحلي.
تم إطلاق سراح ما مجموعه 83 إسرائيليا، بينهم مواطنون مزدوجو الجنسية، خلال الهدنة. 
كما تم إطلاق سراح 24 رهينة آخرين – 23 تايلانديا وفلبينيا واحدا – بينهم عدة رجال، بينما تقول إسرائيل إن نحو 125 رجلا ما زالوا محتجزين كرهائن.
بالمقابل أطلق سراح 240 فلسطينيا بموجب وقف إطلاق النار معظمهم من المراهقين المتهمين بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة خلال المواجهات مع القوات الإسرائيلية.
اتهامات متبادلة
اتهمت إسرائيل حركة حماس بانتهاك الهدنة، فيما ألقت الحركة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، باللوم على إسرائيل قائلة إنها رفضت عروضا بإطلاق سراح المزيد من الرهائن.
من جانبه قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن "حماس اختارت عدم المضي قدما في المسار الذي اتفق عليه بالإفراج عن الأطفال وكبار السن ثم النساء، وأطلقت الصواريخ على إسرائيل صباح الجمعة، وبالتالي هي من خرقت مسار الهدنة الإنسانية المؤقتة".

وأضاف أدرعي أن هناك "مختطفين إسرائيليين خاصة من النساء محتجزين في سجون تابعة لحماس وفصائل أخرى في غزة، ومازالوا على قيد الحياة"، مشددا أن "على حماس إطلاق سراح النساء وفق ما تم الاتفاق عليه مقابل الهدنة المؤقتة، والتي يحتاج إليها سكان غزة بشدة".
بدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن حماس لم توافق على إطلاق سراح مزيد من الرهائن في انتهاك لشروط الهدنة وإن إسرائيل ملتزمة بتحقيق أهدافها مع استئناف القتال.
وذكر مكتب نتانياهو في بيان أن حماس لم تطلق سراح جميع الرهائن كما هو متفق عليه، كما أطلقت صواريخ على إسرائيل.
وجاء في البيان "مع استئناف القتال نؤكد: الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب وهي تحرير رهائننا، والقضاء على حماس، وضمان أن غزة لن تشكل أبدا تهديدا لسكان إسرائيل".
واتهم المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي في تصريح صحافي حماس بعدم تسليم قائمة رهائن تعتزم إطلاق سراحهم لقاء معتقلين فلسطينيين في حال تمديد الهدنة عملا بالاتفاق الذي كان ساريا، وبإطلاق صاروخ على الأراضي الإسرائيلية قبل انتهاء الهدنة عند الساعة 7،00 (5،00 ت غ) الجمعة.
بالمقابل قالت حماس في بيان إن إسرائيل تتحمل مسؤولية "استئناف الحرب والعدوان" على قطاع غزة "بعد رفضها طوال الليل التعاطي مع كل العروض للإفراج عن محتجزين آخرين"، حسبما أشارت وكالة "رويترز".
وكشفت حماس أنها عرضت تبادل المحتجزين وكبار السن، كما عرضت تسليم جثامين القتلى من المحتجزين جراء القصف الإسرائيلي، وعرضت تسليم جثامين عائلة بيباس والإفراج عن رب العائلة ياردن بيباس، ليتمكن من المشاركة في مراسم دفنهم زوجته وطفليه.. إضافة إلى تسليم اثنين من المحتجزين الإسرائيليين، لكن إسرائيل رفضت ذلك، على حد تعبيرها.
إسرائيل تطلب إطلاق سراح مجندات

وذكر مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات مع إسرائيل وحماس لرويترز أن المحادثات انهارت الليلة الماضية بعدما طلبت إسرائيل أن تطلق حماس سراح المجندات وهو ما قال إنه مسألة مختلفة تماما عن الرهائن. ولم تعلق إسرائيل بعد على الأمر.
وذكرت قطر، التي لعبت دورا محوريا في جهود الوساطة، أن المفاوضات لا تزال مستمرة مع الإسرائيليين والفلسطينيين لاستعادة الهدنة، لكن تجدد القصف الإسرائيلي لغزة يعقد جهود الوساطة.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن أكثر من 100 شخص في غزة قتلوا منذ نهاية الهدنة، فيما أعلنت إسرائيل إصابة 9 جنود بقذائف هاون في غلاف غزة.
وانطلقت صفارات الإنذار في عدة بلدات بشمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان الجمعة، مما دفع السكان إلى الفرار بحثا عن مأوى.
ولم يقدم الجيش الإسرائيلي أي تفاصيل بشأن سبب انطلاق صفارات الإنذار، التي دوت بعد ساعات من انتهاء الهدنة في غزة.
ومن جانبه قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، جون كيربي، إن إسرائيل وافقت على استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح تلبية لطلب أميركي، محملا حماس مسؤولية عدم تمديد الهدنة.
وأوضح كيربي أن إسرائيل بصدد تفتيش الشاحنات قبل دخولها المعبر وأنها قررت السماح بدخول عشرات الشاحنات على الأرجح في هذه المرحلة، مؤكدا أن واشنطن تواصل  "العمل مع قطر ومصر من أجل استعادة الهدنة الإنسانية".
وأوضح كيربي أنه "من المنطقي الاعتقاد أن حماس لا تزال تحتجز أطفالا ونساء رهائن، مشيرا إلى أنه "لا معلومات لدينا بشأن الرهينة الأميركية الثانية التي كان من المفترض الإفراج عنها في  إطار الصفقة الأولى".
وقال المسؤول الأميركي إن حماس عليها أن تسلم قائمة جديدة للرهائن لكي تستأنف الهدنة الإنسانية "إذا كانت تهتم بشؤون الفلسطينيين".
وأكد كيربي موقف البيت الأبيض بعدم تأييد تقليص المساحة الجغرافية لغزة، مجددا أن غزة يجب أن تظل أرضا فلسطينية ولا يمكن تقليص مساحتها.
وعدل كيربي في مؤتمر صحفي العدد الذي أعلنه في وقت سابق عن المحتجزين الأميركيين الذين أطلقت حماس سراحهم حتى الآن من ستة إلى أربعة.
وتتواصل الدعوات الدولية لاستئناف الهدنة، محذرة من تداعيات استئناف القتال على المدنيين في قطاع غزة حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية.
وأطلقت الحركة من جهتها صواريخ في اتجاه إسرائيل، وأطلقت صفارات الإنذار في مناطق عدة محيطة بقطاع غزة