كيف يؤثر تحصن قادة حماس في الأنفاق على حياة أهل غزة؟

كيف يؤثر تحصن قادة
كيف يؤثر تحصن قادة حماس في الأنفاق على حياة أهل غزة؟

في ظل الظروف الأمنية والسياسية الصعبة التي تعيشها فلسطين، يأخذ قادة حركة حماس القرار بتحصنهم في الأنفاق كاستراتيجية للبقاء والحفاظ على هيبة الحركة. وفي الوقت نفسه، يعيش أهل غزة تحت وطأة العدوان والظروف القاسية، مما يبرز تناقضات الحياة في هذا القطاع المنكوب.
   ويعتبر استخدام الأنفاق من قبل قادة حماس تكتيكًا عسكريًا فعّالًا، حيث يتيح لهم الحفاظ على خصوصيتهم وتفادي الاستهداف، اضافة الى ان هذه الانفاق معدة بشكل جيد فبعضها وفقا لتأكيدات مصادر مختلفة يتواجد به تكييفات وسبل حياة أفضل من تلك التي يعيشها أهالي غزة الذين يعانون من البرد ونقص المواد الغذائية، ناهيك عن كونهم هدف سهل للضربات العسكرية الاسرائيلية.
   كما تعمل الانفاق على توفير بيئة آمنة للقيادة يسهم في اتخاذ القرارات وتنسيق الاستراتيجيات دون التعرض للمخاطر الكبيرة.
   ومع ذلك، يواجه قادة حماس تحديات أمنية بسبب محاولات اكتشاف وتدمير الأنفاق من قبل اسرائيل.
   وفي الوقت الذي يتحصن فيه قادة حماس بالانفاق، فيتسبب استخدام الأنفاق في فقدان الموارد الاقتصادية والتجارية لأهل غزة، مما يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية
   ويعيش أهل غزة في ظروف إنسانية صعبة بسبب العدوان المستمر، وتحصن القادة في الأنفاق يزيد من تعقيد هذه الأوضاع.
وتحصن قادة حماس في الأنفاق يكشف عن طبيعة الصراع الفلسطيني ويبرز التحديات التي يواجهها كل فرد في هذا السياق. يتطلب التغلب على هذه التحديات تضافر جهود الجميع، بما في ذلك التواصل بين القادة والسكان لتحقيق التضامن وتحسين جودة الحياة.
ويعيش السكان العاديون في غزة تحت وطأة التحديات المتزايدة، حيث يتأثرون بشكل كبير بالتداول العسكري واستخدام الأنفاق. يتكبد الشعب تبعاتٍ مباشرة لاستخدام هذه الهياكل التحتية لأغراض عسكرية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحاجة الملحة للموارد الأساسية مثل المياه والغذاء.
ومع تزايد الضغوط العسكرية، بدأت حركة حماس في اللجوء إلى الأنفاق كمأوى لقادتها. يثير هذا الاستخدام الفعلي للأنفاق تساؤلات حول التفاوت بين مصالح القيادة ومصالح الشعب، حيث يتعين على الأخير تحمل عبء العواقب المحتملة.
كما يترتب على استخدام الأنفاق لأغراض عسكرية زيادة مخاطر التلوث البيئي وتدهور الصحة العامة. يصبح من الصعب على السكان الوصول إلى الموارد الأساسية بسبب استخدام الأنفاق، مما يفاقم الضغوط الحالية على المياه والغذاء.
في ظل هذا السياق المعقد، يظهر بوجوب ضرورة التفاكر الجادة حول كيف يمكن معالجة هذا الوضع بشكل فعّال. يتطلب ذلك إيجاد توازن بين الأمان وحقوق الإنسان، وضمان تحقيق المصالح العسكرية بدون تحميل الشعب تكاليف غير مبررة.
في ظل تلك التحديات، يتعين على المجتمع الدولي النظر بجدية إلى الأوضاع في غزة واتخاذ خطوات فعّالة للتخفيف من الأعباء التي يتحملها السكان. يجب أن تتضمن هذه الجهود دعمًا لتوفير المساعدات الإنسانية وضمان حقوق الإنسان والتركيز على إيجاد حلول سياسية تعزز الاستقرار في المنطقة.
التفاوض والحوار يمكن أن يكونا وسيلتين فعّالتين لحل النزاعات. يتعين على الأطراف المعنية أن تبحث عن سبل للخروج من هذا الوضع المتوتر من خلال مفاوضات تشمل كافة الأطراف المعنية، مع التركيز على تحقيق التسوية الدائمة والعادلة.
يتعين على المجتمع الدولي أيضًا دعم الاستثمار في مستقبل غزة. من خلال توفير الدعم للمشاريع الاقتصادية والاجتماعية، يمكن تعزيز فرص العيش وتحسين ظروف الحياة في المنطقة.
ورغم أنها لم تغب لحظة فإن أنفاق حركة حماس في غزة عادت إلى الواجهة بشكل لافت خلال الأيام الماضية بعدما أظهرت إسرائيل نية لإغراقها.
فقد أظهرت صور على ما يبدو القوات الإسرائيلية وهي تستعد لإغراق متاهة الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس تحت قطاع غزة بمياه البحر، الأربعاء.

وقيل إن إسرائيل أكملت تركيب ما لا يقل عن 5 مضخات على بعد نحو ميل شمال مخيم الشاطئ للاجئين، والتي يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة، ما يعني أنها يمكن أن تغمر شبكة الأنفاق التي يبلغ طولها 300 ميل في غضون أسابيع، في خطة غايتها طرد مقاتلي حماس من الأنفاق وجعلها غير صالحة للعمل عن طريق إغراق النظام بمياه البحر الأبيض المتوسط، وفقا لصحيفة "ديلي ميل".
يشار إلى أن مقاتلي حركة حماس يعملون في شبكة معقدة من الأنفاق المعززة، بعضها مدفون على عمق 40 قدمًا تحت الأرض، وكلها يمكن أن تخفي كمينًا، أو تكون مفخخة أو مملوءة بالمتفجرات ومعدة للانهيار.
وهذا يعني أن إسرائيل تستطيع قصف غزة كيفما تشاء وإطلاق ذخائر خارقة للتحصينات لتطهير بعض الأنفاق، إلا أن الجيش الإسرائيلي سيظل بحاجة إلى نشر آلاف القوات لاجتياح "مترو غزة" لتحييد كل مقاتل من حماس، وهذه ليست مهمة سهلة، وفق تأكيد تل أبيب.
كما من المعروف أن القتال تحت الأرض عمل مميت، خاصة عندما يقاتل الجنود الإسرائيليون ضد مقاتلي حماس المدججين بالسلاح الذين يعرفون كل مكان للاختباء ولديهم إمكانية الوصول إلى مخزون من الصواريخ والقنابل اليدوية والبنادق