الشتاء يحاصر أهالي غزة: صراع السكان مع البرد وحماس داخل الأنفاق

الشتاء يحاصر أهالي
الشتاء يحاصر أهالي غزة: صراع السكان مع البرد وحماس داخل الأن

دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ 78، في حين حذرت منظمة «اليونيسف» من خطر المجاعة في القطاع، فلا يجد السكان الطعام أو الشراب في ظل ظروف قاسية مع اشتداد البرد والرياح في الخيام.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس،، إن الناس في غزة يواجهون الجوع، ويبيعون ممتلكاتهم مقابل الغذاء.
وأكد غيبريسوس في تدوينة له في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” أن هناك جوع ومجاعة في غزة.
وأوضح:”يواجه الناس الجوع ويبيعون امتعتهم مقابل الغذاء، الآباء والأمهات يجوعون حتى يتمكن أطفالهم من تناول الطعام، وهذا الوضع كارثي على صحة الناس في قطاع غزة”.
وشدد غيبريسوس على أن الصراع المستمر منذ فترة طويلة حال دون الوصول إلى الغذاء المطلوب وغيره من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
وأشار إلى أن النازحين بسبب الظروف الصعبة في فصل الشتاء يتكدسون في الملاجئ، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى زيادة انتشار الأمراض.

وأكد غيبريسوس أن الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن هم الأكثر عرضة للخطر.
وقال غيبريسوس: “تدعو منظمة الصحة العالمية وشركاءها إلى تحسين عاجل للأمن الغذائي من خلال تسريع تدفق المساعدات إلى غزة لوقف المجاعة، ولا بد من استعادة الخدمات مثل الصحة والمياه النظيفة والصرف الصحي والنظافة العامة.

ويعيش سكان قطاع غزة في ظروف صعبة خلال فصل الشتاء، حيث تتسبب الأحوال الجوية القاسية في تفاقم المعاناة اليومية للسكان. البرد القارس والأمطار الغزيرة يجعلان الحياة أكثر تعقيدًا، خاصة مع الظروف الاقتصادية الصعبة والقيود الإنسانية التي تشهدها المنطقة.

من جهة أخرى، يثير تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية تساؤلات حول كيفية توجيه الموارد والجهود للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني خلال هذه الفترة الحرجة. يشير البعض إلى أن القيادة السياسية في المنطقة، بما في ذلك حركة حماس، يجب أن تتحمل مسؤولياتها في توجيه الجهود لتحسين ظروف الحياة للمواطنينـ بدلا من التمترس داخل الانفاق خوفا من الضربات الاسرائيلية.

وبدأت الأصوات المعارضة لحماس تتعالى في قطاع غزة متهمة قيادة الحركة بعدم الاحساس بما يعانيه الأهالي في القطاع نظرا لختباء القادة داخل الانفاق وترك الشعب الغزاوي اعزل في مواجهة الضربات الاسرائيلية والشتاء القارس.

تعيش العديد من الأسر في ظروف إنسانية صعبة، حيث تفتقر بعض المنازل إلى العزل الحراري والتدفئة، مما يعرض الأطفال والمسنين لخطر الإصابة بالأمراض الناتجة عن البرد. يعزى بعض السكان هذه الظروف الصعبة إلى تركيز الجهود والموارد على الأنفاق والتحضيرات العسكرية، بدلًا من تلبية احتياجات المجتمع المدني.

من الضروري البحث عن حلًا شاملًا يتضمن تحسين البنية التحتية، وتوفير الإمدادات الطبية والإغاثة للمحتاجين. كما يتعين على القيادات السياسية أن تتحمل مسؤولياتها في تحسين ظروف الحياة للمواطنين والعمل على توجيه الجهود بما يخدم الصالح العام ويعزز التضامن الوطني.

وكانت هناك تقارير وتحليلات تشير إلى التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع الصحي في غزة بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة.

من المعروف أن غزة تواجه تحديات خاصة في مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك نقص الإمدادات الطبية والبنية التحتية الصحية، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة النظام الصحي على التعامل مع الأوضاع الطارئة، بما في ذلك الظروف الجوية القاسية.

منظمة الصحة العالمية وغيرها من الوكالات الإنسانية غالبًا ما تدعو إلى توجيه المساعدة الإنسانية والطبية إلى المناطق المتضررة، وتعمل على تسليط الضوء على الحاجة الملحة للمساعدة الدولية لتخفيف الأوضاع الإنسانية

وبالتوازي مع ذلك نشرت صحيفة الجارديان تقرير بعنوان "إغراق أنفاق حماس بمياه البحر يهدد بتدمير الحياة الأساسية في غزة".

ونقل التقرير عن خبير في مجال المياه قوله إن "خطة إسرائيلية محتملة لإغراق شبكة أنفاق حماس بمياه البحر قد تؤدي إلى "تدمير المتطلبات الأساسية للحياة في غزة، وهو أحد عناصر جريمة الإبادة الجماعية".

وتضيف الجارديان أن خبراء البيئة، يحذرون من أن هذه الاستراتيجية، التي لم تلتزم إسرائيل بها بعد، قد تؤدي إلى كارثة بيئية تتسبب في أن تصبح غزة بدون مياه صالحة للشرب وتدمر القدر الضئيل من الزراعة الممكنة في المنطقة التي تبلغ مساحتها 141 ميلًا مربعًا.

وقال مقرر حقوق الإنسان والبيئة في الأمم المتحدة، ديفيد بويد، إن الإضرار بمصدر المياه الوحيد في غزة سيكون "كارثيا" على البيئة وحقوق الإنسان.

وتقول الصحيفة إن تقارير إعلامية وصورا فوتوغرافية وصورا بالأقمار الصناعية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بتركيب مضخات في مخيم الشاطئ للاجئين على الساحل الشرقي لقطاع غزة، والتي يمكن استخدامها لضخ ملايين الغالونات من مياه البحر إلى الأنفاق التي تستخدمها حماس.

وتقول إن تقارير تشير إلى أن الجنود الإسرائيليين قاموا بتجربة ضخ مياه البحر إلى الشبكة الجوفية في الأسبوع الماضي، في محاولة لدفع مقاتلي حماس خارج الأنفاق وحرمانهم من أداة استراتيجية مهمة.

وبحسب التقرير، فإن العواقب البيئية لإغراق الأنفاق بعيدة المدى. ووفقا لدراسة أجرتها الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت، فإن هناك 1300 نفق يمتد على مسافة 500 كيلومتر في غزة، وتشير التقديرات إلى أن الأمر سيستغرق 1.5 مليون متر مكعب من المياه لملئها بالكامل.

وقال مارك زيتون، مدير مركز جنيف للمياه والأستاذ في معهد جنيف للدراسات العليا، للصحيفة إن مياه البحر التي يتم ضخها في مئات الكيلومترات من الأنفاق التي تتقاطع مع التربة الرملية المسامية في غزة ستتسرب حتما إلى طبقة المياه الجوفية التي يعتمد عليها سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في عيشهم وتشكل 85 في المئة من مياههم.

وقال زيتون، الذي عمل مهندسا للمياه لدى الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، إن طبقة المياه الجوفية ملوثة بالفعل بشدة بسبب مياه الصرف الصحي ومن تسرب مياه البحر.

وأوضح زيتون أن "إغراق طبقة المياه الجوفية العذبة بمياه البحر سوف يتعارض مع كل المعايير التي طورتها البشرية على الإطلاق، بما في ذلك الجوانب البيئية للقانون الإنساني الدولي وقواعد الحرب والمبادئ الحديثة لحماية البيئة وسط النزاعات المسلحة".

وحذر ويم زويننبرغ، الباحث في منظمة "باكس من أجل السلام" الهولندية غير الحكومية، ويبحث في الآثار البيئية للحرب، من أن إغراق الأنفاق سيشكل أيضًا مخاطر على سلامة الأرض التي بنيت عليها غزة، المنطقة الأكثر كثافة سكانية في العالم. وإذا انهارت تحت المناطق المبنية، فقد يؤدي ذلك إلى سقوط المباني المتبقية فوقها أيضًا.

وقال برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة إنه اطلع على تقارير عن بدء إسرائيل في ضخ المياه إلى أنفاق غزة. وردًا على صحيفة الغارديان، قدم متحدث رسمي تقييمًا مشابهًا للتأثيرات المحتملة.

وقال برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة "يجب حماية طبقة المياه الجوفية الساحلية، وهي خزان طبيعي تحت الأرض يمتد من سلسلة جبال الكرمل في الشمال إلى شبه جزيرة سيناء في الجنوب، والنظام البيئي الهش بالفعل في غزة، حتى لا يكون هناك أي تأثير على الزراعة والصناعة والبيئة. وقال المتحدث: “حتى يتمكن الناس من استخدام المياه الجوفية بأمان”.