بعد مقتل أحمد شداد بريكة ورفض الهدنة.. تصاعد الاتهامات الموجهة لـ حماس في غزة

احمد شداد بريكة
احمد شداد بريكة

حالة من الغضب اجتاحت قطاع غزة خلال الساعات الماضية بعد فاجعة مقتل الشاب الصغير أحمد شداد بريكة على أيدي حركة حماس.

حادثة مقتل بريكة تضاف لسلسلة من الاتهامات التي تواجه حركة حماس من قبل سكان قطاع غزة منذ بداية حكمها له في عام 2007 مرورًا بتسببها في خلق حروب مع الاحتلال الإسرائيلي يدفع ثمنها سكان القطاع وحدهم.

فقد إندلعت مظاهرات في رفح الفلسطينية منذ أيام منددة بوجود حماس وسيطرتها على القطاع بعد أن قتل أحد رجالها ظفل فلسطيني يدعى أحمد شداد بريكة بطلقة في رأسه لمحاولته الحصول على مساعدات غذائية لأسرته.

وحرق مواطنين في رفح مركز الشرطة التابع لحركة حماس وطالبوا بالقصاص من القاتل موجهين اتهامًا مباشرًا لحماس بأنها تحصل على المساعدات الغذائية لنفسها وتترك سكان القطاع بدون طعام في ظل حرب وقصف إسرائيلي لا يتوقف.

وتصاعدت حدة الاتهامات لحماس مؤخرا بالتضحية باطفال غزة في الحرب الدائرة بالتزامن مع رفض الحركة الهدنة بعد جهود جبارة من مصر وغيرها من الدول.

فقد ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" رفضتا خطة اقترحتها مصر لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

وأفاد محلل شؤون السياسة الخارجية في شبكة CNN، باراك رافيد، بأن "الاقتراح المصري يتعلق بإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين من غزة وكذلك الفلسطينيين من السجون الإسرائيلين، وتخلي حماس عن السلطة وإقامة حكومة تكنوقراط في غزة".

وذكرت "رويترز" أن مصادر قالت إن "حماس والجهاد الإسلامي رفضتا تقديم أي تنازلات بخلاف احتمال إطلاق سراح المزيد من الرهائن الذين تم احتجازهم خلال هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول".

وذكر عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، في بيان، أن الحركة ليس لديها معلومات عن تقرير "رويترز"، وأضاف: "نؤكد مجددا أنه لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات دون وقف شامل للعدوان".

وتابع: "تسعى قيادة حماس إلى وقف دائم للعدوان والمجازر بحق شعبنا، الذي يريد أن يرى هذا العدوان متوقفا تماما، ولا يريد أن ينتظر هدنة مؤقتة أو جزئية لفترة قصيرة، ليعود بعدها العدوان والإرهاب".

واقترحت مصر "رؤية" أيدها أيضا الوسطاء القطريون تتضمن وقفا لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح المزيد من الرهائن، وتؤدي إلى اتفاق أوسع يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار إلى جانب إصلاح شامل للقيادة في غزة التي تتولاها حاليا حماس.

وقال المصدران إن مصر اقترحت إجراء انتخابات بينما قدمت ضمانات لحماس بعدم مطاردة أعضائها أو ملاحقتهم قضائيا، لكن الحركة رفضت تقديم أي تنازلات سوى إطلاق سراح الرهائن. ويعتقد أن أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة.

وكانت عملية طوفان الأقصى التي شنتها حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي السبب الرئيسي في إندلاع حرب جديدة على القطاع مازالت مستعرة منذ ثلاثة أشهر ومن غير المعروف موعد نهايتها وراح ضحيتها ما يزيد عن 20 ألف من الشهداء حتى الآن غالبيتهم من الأطفال والنساء.

في الوقت ذاته يختبىء جنود حماس وقادتها داخل أنفاق ممتدة بقطاع غزة بعيدين عن القصف الإسرائيلي المتواصل ويرفض قادتها تطبيق هدنة جديدة مع إسرائيل ووقف القصف بوضعهم شروطًا تعجيزية مما يضر بمصلحة سكان القطاع.

وأظهرت الأيام الماضية عدم إكتراث الحركة بوقف القتال في غزة وبالحديث عن مستقبل غزة بعد إنتهاء الحرب وتصدر سيناريو عودتها لسيطرة حركة فتح والسلطة الفلسطينية كشرت حماس عن أنيابها معلنة رفضها لذلك ومتمسكة بفرض سيطرتها على القطاع حتى لو كان معنى ذلك استمرار الحرب

وعلى جانب آخر أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي أمس الثلاثاء أن الحرب التي اندلعت قبل أكثر من 80 يوما ضد حركة حماس في قطاع غزة، "ستستمر عدة أشهر أخرى" مضيفا أن "أهداف الحرب ليس من السهل تحقيقها".

فيما أعربت فرنسا عن "قلقها العميق من إعلان السلطات الإسرائيلية تكثيف القتال في غزة وإطالة أمده" وجددت دعوتها "إلى هدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف لإطلاق النار".

وارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 20915 قتيلا ونحو 55 ألف جريح، حسب وزارة الصحة في غزة.

واتهم فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي حماس بأنها تختبىء في الأنفاق وتضع الشباب والأطفال في قطاع غزة دروعًا بشرية لها أمام القصف الإسرائيلي مطالبين بوقف الحرب وعودة سيطرة السلطة الفلسطينية وحركة فتح على القطاع مرة أخرى.