خانوا العيش والملح.. القصة الكاملة لإنهاء حياة طبيب على يد حارسين بأسيوط

خانوا العيش والملح..
خانوا العيش والملح.. القصة الكاملة لإنهاء حياة طبيب على يد ح

الخيانة في أبشع صورها أن تأتي من يأكل معك وتكون سببا في رزقه ويكون هو سببا في إنهاء حياتك هذا المشهد جسده المتهمون في إنهاء حياة طبيب بيطري يعمل في تجارة العقارات بأسيوط بعد أن وضع ثقته في شخصين يعملان حارسان لممتلكات المجني عليه ولم يكن يدري أن يد الغدر والخيانة تخطط تنموا وتترعرع لتنال منه حتى أن عرفوا بالخلافات المالية بين المجني عليه واحد تجار العقارات فأوهما باستطاعتهما تصفية الخلافات ورد ماله إليه ولم يظن بهما السوء معتقدا بحفظهما لأمانة العيش والملح الذي اكلأه معه وسلم نفسه إليهما معتقدا لأمانتهما وما كان منهم إلا المكر والخيانة واستدرجاه إلى مسرح الجريمة بالاتفاق مع شقيق الأول لتنفيذ مخططهم الإجرامي الذي قادهم إلى المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامهم.

عمل متهمين في حراسة عقارات المجني عليه

تفاصيل الواقعة التي سطرتها أوراق القضية رقم 16419 لسنة 2021 جنايات مركز الفتح بأسيوط إلى قيام المجني عليه " رمضان. م. ع " طبيب بيطري يعمل في تجارة العقارات كان يعمل معه المتهم الأول " رجب. ع. ع " 42 عاما، حارسا في إحدى ممتلكات المجني عليه وتوسط لديه لعمل المتهم الثاني " منصور. م. ع " 41 عاما، ولثقة المجني عليه في الأول وافق على عمله معه وظلا يعملان حارسان على عقارات المجني عليه لسنوات ومن خلال عملهما علما بان المجني عليه يوجد بينه وبين احد منافسيه في تجارة العقارات مالية.

بداية تنفيذ مخطط الجريمة

استغل المتهمان هذه الخلافات ووضعوا مخططهم الإجرامي مستعينين بشقيق المتهم الأول ويدعى " عطية. ع. ع " 36 عاما، بان يختطفوا المجني عليه وطلب فدية معتقدين أن الشكوك لا تذهب إليهم وتتجه الأنظار إلى تاجر العقارات الذي بينه وبين المجني عليه خلافات وطلبوا من المجني عليه الحضور إلى منزلهم بقرية الحمام بمركز أبنوب لمساعدته في تصفية خلافاته ورد أمواله طالبين منه الحضور بمفرده وعدم إبلاغ أحدا بموعد ومكان تقابلهم.

أرقام تليفونات المتهمين تكشف لغز القضية

وفي يوم الواقعة تسلل القلق إلى قلب المجني عليه قبل خروجه من منزله للذهاب إلى موعده ولم يكن لديه شكا في المتهمين ولكن كان قلقا من تصاعد الخلافات مع منافسه الذي أوهموه المتهمين بمقابلته في منزلهم وحل الخلافات بينهما فقام بكتابة أرقام تليفونات المتهمان الأول والثاني في ورقة وأعطاها إلى زوجته وقال لها انه لو تأخر اتصلوا على هذه الأرقام سوف أكون معهم وترك زوجته وأبناءه وذهب إلى منزل المتهم الأول ومرت الساعات وتأخر المجني عليه مما أثار القلق لدى زوجته فقامت بالاتصال على هاتفه ولكن وجدته مغلقا فقامت الزوجة بالاتصال على احد أرقام المتهمين فاخبرها بان زوجها تركهم وغادر وكان بصحبته شخصا على كوبري الواسطى بمركز الفتح وبعد نحو ساعة بعد تأخر الزوج على العودة للمنزل قامت الزوجة بالاتصال مرة أخرى بنفس رقم أحد المتهمين وسألته مرة أخرى عليه ولكنه هذه المر أنكر معرفته بأي تفاصيل عن زوجها مما أثار القلق في قلب الزوجة فقامت بالاتصال بالنجدة وأبلغتهم بان زوجها خرج للقاء المتهمين وقامت بإعطائهم أرقام الهواتف التي تركها زوجها إليها وبعد دقائق جاءت رسالة للزوجة بفتح تليفون زوجها واتصلت به فرد عليها الزوج وقال لها انه بخير وطلب منها إلغاء بلاغ النجدة واخبرها بأنه مسافر إلى القاهرة يومين لإنهاء بعض الأعمال ولكن جلسة الزوجة والقلق يسيطر عليها وغاب الزوج على غير عادته وحاولت الزوجة الاتصال بيه كثيرا وهي تشعر بمكروها يحاك لزوجها حتى أن طرق باب منزلهم وعندما فتحت وجدت ضباط الشرطة يسالون عن زوجها فقالت لهم انه مسافر فاخبروها بالعثور على سيارته بطريق الظهير الصحراوي أمام مدخل قرية عرب مطير فأخبرتهم بان زوجها ذهب للقاء المتهمين لإنهاء خلافات بينه وبين شريكه وترك لها أرقام هواتفهم وبعدها اتصل بها وقال لها انه مسافر إلى القاهرة.

تشكيل فريق بحث لفحص خط سير المجني عليه

وأمر مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسيوط بتشكيل فريق بحث من مباحث مركزي الفتح وأسيوط لكشف ملابسات الواقعة وتم وضع خطة تضمنت فحص خط سير المتغيب واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة وفحص خلافات المتغيب وما يرتقا منها إلى ذلك وفحص مداخل القرية التي يقيم بها المتغيب ومخارجها وفحص أقارب المتغيب وخلافاته وفحص معاملاته التجارية وفحص مكان العور على السيارة والاستعانة بالمصادر السرية.

توصل المباحث للمتهمين

وأسفرت التحريات عن قيام كلا من " رجب. ع. ع " 42 عاما مقيم قرية الحمام بمركز أبنوب ويعمل حارسا لأحد ممتلكات المجني عليه وزميله " منصور. م. ع " 41 عاما مقيم قرية الواسطى مركز الفتح و" عطية. ع. ع " 36 عاما شقيق المتهم الأول اتفقوا فيما بينهم على استدراج المجني عليه إلى منزل المتهم الأول بعد أن أوهموه بأنهم سيقومون بإنهاء الخلافات بين المجني عليه واحد شركائه في تجارة العقارات وقاموا بعد ذلك باحتجازه وقام المتهم الأول بتهديد المجني عليه بسلاح ناري كان بحوزته للخضوع لهم وتنفيذ مطالبهم وقام المتهم الثاني بتفتيش المجني عليه وإخراج الهاتف المحمول الخاص به وكذلك مبلغ مالي 5000 جنيه وقاموا بالتحفظ عليه بإحدى غرف المنزل وحاولوا إجباره على توقيع إيصالات أمانة وعندما رفض وهاج قاموا بالتعدي عليه بالضرب لإسكاته وكانت تراودهم فكرة المساومة لقيامهم بفك سراحه مقابل مبلغ مالي 200 ألف جنيه ورفض المجني عليه طلبهم.

إنهاء حياة المجني عليه وإلقاء جثته في المياه

وقام المتهمان الأول والثاني بتكبيله بالأقفال البلاستيكية وتقييد حركة يديه وقدميه ووضعوه داخل جوال بلاستيك وقام المتهم الثالث بتجهيزه وقيادة السيارة الخاصة بالمجني عليه وقام المتهمان الأول والثالث بحمل المجني عليه من المنزل ووضعه بحقيبة السيارة والذهاب به إلى إحدى المناطق الزراعية وقاموا بالتعدي عليه بالضرب بمناطق متفرقة في جسده ورجمه بالحجارة وقام المتهم الثاني بخنقه وكتم أنفاسه وإلقاءه جثة بأحد المصارف المائية العمومية وقام المتهمين بتقسيم المبلغ المالي فيما بينهم وقام المتهمان الأول والثاني بأخذ سيارة المجني عليه وتركها مكان العثور عليها بمدخل قرية عرب مطير لإخفاء جريمتهم.

اعتراف المتهمين بالواقعة

وتمكنت قوات الأمن بأسيوط من ضبط المتهمين وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات اعترفوا بارتكاب الواقعة بقصد طلب فديه لإطلاق سراحه وبعد انتهاء تحقيقات النيابة العام أحال المحام العام لنيابات شمال أسيوط الكلية المتهمين الثلاثة لمحكمة الجنايات. 

كلمة رئيس المحكمة

وبعد تداول أوراق القضية أمام الدائرة الثامنة بمحكمة جنايات أسيوط جاءت لحظة الحكم حيث طلب المستشار محمد فاروق علي الدين رئيس المحكمة إخراج المتهمين الثلاثة من القفص والمثول أمام منصة المحكمة وقال إن المحكمة وقفت كثيرا أمام قضيتكم وأخذت كثيرا من المداولة والتفكير لان الواقعات التي قمتم بها واقعات شديدة جدا وان المحكمة خلال استعراضها أوراق القضية وقفت طويلا أمام الأفعال التي قمتم بها فلقد قمتم بخطف المجني عليه " رمضان عبد السميع عبد القادر " غيلة حيلة وغدرا بزعم حل خلافات مع شريكا له ووضعتموه في أحد منازلكم ثم طلبتم منه إن يفتدي نفسه بمقابل مالي فرفض فسرقتم هاتفه المحمول وما كان يحمله من مال وقت ذلك وقمتم بمحاولة إكراهه على توقيع إيصالات أمانة بإشهار سلاحا ناريا في وجهه لكنه رفض وإذ كان ذلك وواصلتم حلقات آثامكم بأنكم والحال كذلك شدتم الوثاق بأنكم وضعتم إقفال بلاستيكية على أطرافه فلما شدتم منه الوثاق شدد الله وثاقكم واقامكم اليوم في موضع القصاص منكم،ووضعتموه في جوالا بلاستيكيا بحقيبة سيارته وعين الله ساهرة قاصدين مكانا نائيا للتخلص منه وعين الله ناظره.

واستكمل رئيس المحكمة: ثم أخرجتموه وانهالتم عليه ضربا بالحجارة فضرب الله عليكم الذل والمسكنة وبأتم بغضبا منه ثم خنقا له بـ " شال قماش " وألقيتموه في مجرى الماء حتى لا يعلم سوء صنيعكم لكن من في السماء عرشه وفي الأرض ملكه آبى إلا أن يكون قضاءه بان يقتص منكم فرفع عنكم كريم ستره فاقامكم الآن في هذا المقام الذليل ليشهد الناس كافه على ما فعلتم ويكون منكم القصاص حقا وعدلا جزاء وفاقا لذلك اليوم.

إحالة أوراق المتهمين للمفتي

قررت المحكمة بعد الاطلاع على 381 الفقرة الثانية من قانون الإجراءات الجنائية وبإجماع أراء أعضاءها بإرسال أوراق هذه الدعوى إلى فضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي نحو الحكم عليكم بعقوبة الإعدام وحددت جلسة اليوم الرابع من شهر ابريل 2024 للنطق بالحكم مع استمرار حبسكم لتلك الجلسة وعلى النيابة العامة تنفذ هذا القرار  

عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد فاروق علي الدين رئيس المحكمة، والمستشار وليد محمد شحاتة الرئيس بالمحكمة، والمستشارين محمد حسن شلقامي وإيهاب أحمد دهيس نائبا رئيس المحكمة، وأمانة سر سيد علي بكر وأحمد عبد الحق.