هذه المدن بدأت في الاختفاء للأبد.. خريطة جديدة تعيد رسم العالم

 صورة لايف

الأرض تغرق وتختفي.. تفاصيل صادمة كشفت عنها صور الأقمار الصناعية لوكالة ناسا من بينها السرعة المُخيفة التي تغرق بها الأرض تحت مدن أمريكية كبرى.
غرق مدن واختفائها من العالم
تُظهر الصور، التي كشف عنها مرصد الأرض التابع لناسا في 20 فبراير، حركة الأرض عبر الساحل الشرقي، مع غرق المناطق ذات اللون الأزرق الداكن بأسرع معدل، والتي شملت مدن بالتيمور ونيويورك وتشارلستون.
بحسب مجلة “لايف ساينس” العلمية، يهدد الهبوط البنية التحتية والأراضي الزراعية والأراضي الرطبة، خاصة مع ارتفاع مستويات سطح البحر.
وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية أنه بين عامي 2007 و2020، غرقت الأرض تحت نيويورك وبالتيمور ونورفولك بولاية فرجينيا بمتوسط ​​0.04 و0.08 بوصة أي ما يعادل 1 إلى 2 ملم سنويًا.
غرق مقاطعات أمريكية
بالإضافة إلى غرق عدة مقاطعات في ديلاوير وماريلاند وكارولينا الجنوبية وجورجيا غرقت بمعدل ضعفين أو ثلاثة أضعاف هذا المعدل، وفقًا لدراسة نشرت في 2 يناير في مجلة PNAS Nexus.
وقال ليونارد أوهنين، عالم الجيوفيزياء في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا وأحد مؤلفي الدراسة لمرصد الأرض التابع لناسا: “إن الهبوط مشكلة ضارة للغاية، وغالبًا ما يتم تجاهلها مقارنة بارتفاع مستوى سطح البحر العالمي، ولكنه عامل رئيسي يفسر سبب ارتفاع منسوب المياه في أجزاء كثيرة من شرق الولايات المتحدة”.
للهبوط عواقب عديدة على الأشخاص الذين يعيشون على طول الساحل، بما في ذلك زيادة خطر الفيضانات والأضرار التي تلحق بالمنازل والبنية التحتية بسبب الأرض غير المستقرة.

ووفقا للدراسة، فإن ما لا يقل عن 867 ألف عقار وبنية تحتية حيوية - بما في ذلك الطرق السريعة والسكك الحديدية والمطارات والسدود، وتستكمل الدراسة أنه يؤدي غرق الأرض أيضًا إلى تسرب المياه المالحة إلى الأراضي الزراعية والمحاصيل وإمدادات المياه العذبة، فضلًا عن التأثير على موائل الحياة البرية مثل المستنقعات.
ووفقًا لمرصد الأرض التابع لناسا، تعد واحدة من أسرع المدن غرقًا هي مدينة تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية، حيث ترتفع منطقة وسط المدينة بمقدار 3 أمتار فوق مستوى سطح البحر. لتغرق المدينة بحوالي 4 ملم سنويًا.
دراسة الساحل والأرض بالأقمار الصناعية
استخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية وأجهزة استشعار GPS الأرضية لدراسة الساحل من نيو إنجلاند إلى فلوريدا. ثم قاموا بإنشاء خريطة كشفت عن التباين في صعود وهبوط مناطق مختلفة على طول الساحل. 
وتم قياس هذه البيانات مقابل البيانات التي تم جمعها بواسطة النظام العالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية الأرضي للكشف عن معدل الغرق، ووفقًا للخرائط، فإن منطقة وسط المحيط الأطلسي تغرق أكثر من شمال شرق الولايات المتحدة. 
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عملية جيولوجية تسمى التكيف التوازني الجليدي، وهي الحركة المستمرة للأرض التي كانت مثقلة ذات يوم بصفائح جليدية ثقيلة خلال العصر الجليدي الأخير، والتي استمرت من حوالي 126000 إلى 11700 سنة مضت.