جثة في برميل عليها ملح وتراب.. لماذا قتل تاجر الإخيضر طفله بسوهاج؟

 صورة لايف

"قتل ولدي، ودفنه في برميل، وحط عليه ملح وتراب، وصب عليه في بيته، ونصب عليه الدولاب، وقعد على القهوة يشيش".. بهذه الكلمات تحدثت "عائشة. ا" 39 عامًا ربة منزل المقيمة بقرية الإخيضر التابعة لمركز المراغة شمال محافظة سوهاج عن تخلص طليقها من ابنها بطريقة وحشية؛ بسبب رغبته في الانتقام منها؛ لانفصالها وحضانتها طفليهما وعدم موافقتها على إقامتهما معه.
وأضافت الأم وعينيها تنهمران بالدموع أن صغيرها تغيب عن مسكن والدها الذي تقيم فيه بذات الناحية مساء 11 من شهر نوفمبر الماضي، وتم كشف الغموض واستخراج جثة ابنها يوم 11 مارس الجاري بمعرفة رجال الشرطة، بإرشاد طليقي الذي تجرد من كل المشاعر الإنسانية؛ رغبًة في الانتقام".
وأوضحت الأم أنها متزوجة من طليقها المتهم منذ حوالي 16 عامًا، وأنجبت منه طفلين هما "إبراهيم" في الصف الثالث الإعدادي، "عبدالمعز" في الصف الرابع الابتدائي "المجني عليه"، وأنها خلال تلك الفترة لم تقيم معه سنة كاملة دون مشاكل وخلافات؛ بسبب البخل والشح، فضلًا عن انفصالها عنه وطلاقها منه بعد إنجاب الطفل الأول بحوالي شهر، حتى تدخل أهل الخير بالقرية وعادت له مرة أخرى.
وتابعت الأم:"طليقي كانت له محاولات سابقة لاستدراج ابني الكبير، لكن الولد كبير وواعي كان حاسس إن ممكن يحصله حاجة علشان كدة نجا من شره".
وطالبت "عائشة" بإعدام طليقها الذي غدر بطفلها واغتال براءته، ولم يرحم توسلاته في تركه ليعود إلى أحضان أمه، التي باتت تواصل الليل بالنهار، دون أن تذق جفونها النوم؛ حزنًا على ولدها - بحسب قولها.
البداية كانت ببلاغ تلقاه مأمور مركز شرطة المراغة في شهر نوفمبر الماضي من المدعوة "عائشة. ا" 39 عامًا ربة منزل وتقيم دائرة المركز باختفاء ابنها "عبدالمعز. ب" 10 أعوام تلميذ عن مسكن الأسرة، وأضافت أنها منفصلة عن زوجها المدعو "بخيت. م" 40 عامًا تاجر مواشي منذ حوالي 4 سنوات، ولديها حكم قضائي بحضانة طفليها "المتغيب المذكور، وشقيقه إبراهيم 15 عامًا طالب في الصف الثالث الإعدادي".
تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد زين مدير المباحث الجنائية لكشف غموض الواقعة، وتبين من تحريات ضباط وحدة مباحث مركز شرطة المراغة أن وراء ارتكاب الواقعة، والد الطفل المتغيب المذكور المدعو "بخيت. م" 40 عامًا تاجر ماشي ويقيم دائرة المركز؛ بسبب خلافات بينه وبين طليقته حول حضانة الطفلين.
تم ضبط المتهم المذكور، وبمواجهته اعترف بوجود خلافات بينه وبين طليقته حول حضانة الأولاد، ورغبته في إقامة طفليه لديه، مضيفًا أنه في شهر نوفمبر 2023 حضر إليه نجله المبلغ بغيابه دون علم والدته وظل معه عدة أيام، دون تحرير والدته محضر بذلك، وتابع أنه طلب من نجله الإقامة لديه وعدم العودة لوالدته إلا أنه رفض، ما دفعه إلى التعدي عليه بالضرب بالأيدي ضربًا مبرحًا حتى دخل في نوبة إغماء، ثم كتم أنفاسه وأطبق على رقبته بيديه حتى فارق الحياة.
وعن تخلصه من جثة نجله بعد موته قال الأب الذي تجرد من مشاعر الأبوه والحنان أنه حفر حفرة داخل المنزل ثم وضع بداخلها برميل بلاستيك كان يستخدم لتخزين المياه، ثم ألقى الجثة بداخله، ثم وضع عليه طبقة من الملح، ثم طبقة قليلة من الأتربة، ثم وضع بعد ذلك كمية من الخرسانة حتى امتلئ البرميل، ثم ساوى الأرضية بعد ذلك بالأتربة بنفس مستوى المنزل، ثم نصب عليه الدولاب ووضع فيه الملابس؛ لإخفاء معالم الجريمة، مضيفًا أنه بعد ارتكاب الجريمة غادر البلد وسافر لمحافظة الإسكندرية بحجة البحث عن عمل، وعاد قبل حلول شهر رمضان بيومان للبلد حتى ألقت الشرطة القبض عليه.
تم استخرج الجثة في حالة تحلل بإرشاد المتهم، ونقلها لمشرحة مستشفى المراغة المركزي، وتحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.