بعد صلاة الفجر.. القصة الكاملة لتخلص مُحفِظ قرآن من حياته بسوهاج وهذه رسالته الأخيرة | شاهد

 صورة لايف

إن الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات التي قد تجعل الإنسان يشعر باليأس والضياع، ومن بين هذه التحديات، تأتي الأزمات النفسية التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى الانتحار. 
لذلك، من الضروري أن نتعلم كيف نتجنب الوقوع في هذه الفخاخ وكيف نتعامل مع الأزمات النفسية بفعالية، ويتناول هذا التقرير الحادثة الأليمة التي وقعت في قرية بدائرة مركز العسيرات بمحافظة سوهاج، حيث انهى محفظ القرآن الشاب حياته بشكل مأساوي شنقًا داخل كتاب القرية بعد أداء صلاة الفجر.
سياق الحادثة
في سياق هذه الحادثة الأليمة، انتحر محفظ قرآن يُدعى “إسماعيل.ا” في العقد الثالث من العمر، شنقًا داخل “الكُتاب” بعد صلاة الفجر في أحد المساجد بمركز العسيرات جنوب محافظة سوهاج. وقد أثارت هذه الحادثة صدمة كبيرة في الجماعة المحلية وأثرت على الوعي العام بمشاكل الصحة النفسية والاجتماعية.
أسباب الانـ.تحار: دراسة للتحديات النفسية والاجتماعية
من المهم فهم العوامل التي قد تكون وراء قرار شخص باللجوء إلى الانـ.تحار. وفي هذه الحالة، يمكن تحديد عدة عوامل قد تكون لها تأثير كبير على حالة الشخص واتخاذه لهذا القرار الفاجع. يمكن أن تتضمن هذه العوامل العديد من الأمور مثل الضغوطات النفسية، والصعوبات المالية، والعلاقات الاجتماعية، والصحة النفسية، والانعزال الاجتماعي، وغيرها من التحديات التي قد يواجهها الفرد في حياته.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي: رسالة الوداع على فيسبوك
من بين الأمور الملفتة في هذه الحادثة هو الرسالة التي نشرها المحفظ الراحل على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قبل إقدامه على الانـ.تحار، وفي هذه الوصية، أعرب عن ندمه العميق بسبب اقترافه اكبر المعاصي، وهي الانـ.تحار، وتوجه بالتوسل إلى الله وطلب الغفران والرحمة. طلب أيضًا أن يُسامحه أولئك الذين أساء إليه، وطلب من أحبابه أن يتصدقوا عليه حتى لو بمثقال حبة تمر، وناشد طلابه الأعزاء أن يدعوا له بالرحمة والمغفرة وأن يختموا المصحف في كل شهر رمضان لمن يستطيع ذلك تكريمًا لروحه. تأمل في أن يسامحه والده ووالدته وأخواته وجدته وجميع أحبابه على أفعاله وأمنيته ألا يُحزنوا عليه أو يرتدوا اللون الأسود، مؤكدًا أنه سوف يكون في مكان أفضل. كانت هذه الرسالة مؤثرة ومؤلمة، وتطرق فيها المحفظ إلى مشاعر الندم والأسف عند اتخاذه لهذا الخطوة النهائية، كما طلب الدعاء له بالرحمة والمغفرة.
وفي استكمال وصيته، طلب من الجميع أن يدعوا ويصلوا عليه في مسجد الخطيب، وتمنى أن يتم صلاة الجنازة عليه في المسجد نفسه. كما طلب أن تُذاع الجنازة في جميع المساجد على غرار أي جنازة عادية، وشدد على أن وصيته هذه للجميع تكون مُلتزمة بها بغض النظر عن تأخر تشييع الجنازة إلى اليوم التالي. أكد أن كل شيء في هذه الحياة مُتعِب.
وفي الختام، أضاف إسماعيل عبد الحليم الخطيب قوله: "لبَّيك إن العيشَ عيش الآخرة، وماحدش يكرر غلطي دا لأني والله مش حابب دا أصلا، سامحوني وأسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة والجنة مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. أخوكم في الله إسماعيل عبد الحليم الخطيب”.
التوعية والوقاية: أهمية الدعم النفسي والاجتماعي
تبرز أهمية الوعي والتوعية بمشاكل الصحة النفسية والاجتماعية في مثل هذه الحالات الحزينة. يجب أن تكون هناك جهود متكاملة من الجهات المعنية والمجتمع المدني لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد الذين قد يكونون عرضة للانتحار أو يعانون من ضغوطات نفسية.
في ختام التقرير، نجدد الدعوة لجميع الأشخاص الذين قد يواجهون أي أزمة نفسية أو اكتئاب، بضرورة البحث عن المساعدة النفسية المتخصصة، والتوجه إلى أقرب طبيب نفسي للحصول على الدعم اللازم والمساعدة في التغلب على مشاكلهم النفسية.