عايرته في رجولته وطلبت الطلاق.. نهاية مأساوية لزوجة أفلتت من حبل المشنقة

 صورة لايف

عاشت في ظله حياة مترفة.. أطلقت يدها في أمواله وعندما مرض زوجها سخرت منه بأنها لن تبقى أسيرة مرضه، أحس الزوج بعجز قاده للتخلص من حياته. بعد توجيه الاتهام للزوجة بقتل زوجها، برئتها المحكمة لكن عدالة السماء لم تتركها، ولقيت حتفها في اليوم التالي غريقة في النيل.
من واقع كتاب "أغرب القضايا" للمستشار بهاء أبو شقة، وكيل مجلس الشيوخ، نروي كيف تسببت الزوجة في انتحار زوجها ونجاتها من حبل المشنقة.
عاش طفولته وصباه محروما من دفء الأسرة وحنان الأبوين، مات أبواه في حادث سير، ساق الله له رجلا من أقربائه وقف بجانبه وتبناه وساعده حتى أكمل دراسته وحصل على بكالوريوس الهندسة، سافر إلى إحدى الدول العربية بحثا عن فرصة عمل. امتدت غربته 20 عاما أفنى خلالها زهرة شبابه في العمل حتى استطاع أن يجمع ثروة كبيرة عاد بها إلى الوطن.
في إحدى الأيام التقى المهندس فتاة تجاوزت سن العشرين بقليل" عاملة في كافيتريا في وسط القاهرة"، سعى للتعرف عليها وتودد إليها، كان سخيا معها في البقشيش الذي يقدمه مع حساب طلباته.
بعد لقاءات عدة تم الزواج وانتقلت إلى شقته الفاخرة المطلة على النيل، عاشت في ظله الحياة المترفة، ولكن السعادة لا تدوم؛ فقد أصيب في عموده الفقري أثناء عمله، فأقعده المرض الفراش، وأحس بتغيير سريع في معاملتها له.
لم تقف الزوجة بجانبه في مرضه الذي امتد لأكثر من ثلاث سنوات، أطلقت يدها في أمواله التي وضعها في البنوك بعد أن حصلت منه على توكيل عام يتيح لها صرف ما تريد وأطلقت لنزواتها ورغباتها العنان، تسهر حتى ساعة متأخرة من الليل، فإذا سألها أجابته ساخرة بأنها شابة ولن تبقي شبابها أسيرة مرضه.. كان يحبس مرارته وتعاسته وعجزه في صدره.
أحس بأن زوجته بدأت تطيل المكوث في المنزل وعزفت عن حياة السهر وهي تمعن في السماع إلى صوت جارهما "الموسيقي" وموسيقاه وألحانه الحالمة.
وزادت ليلة صحا الزوج من نومه وقد استبد به الأرق ولم تفلح في التغلب عليه جرعة المنوم الزائدة التي تناولها فلم يجد زوجته بغرفة نومها، اكتشف أنها تتسلل إلى هذا الشاب كل ليلة وقد تزينت بأبهى ملابس النوم.
فجأة عُثر على الزوج مقتولا في غرفة مكتبه، تضمنت مذكراته التي كان يسجلها ويحتفظ بها في درج مكتبه، تفاصيل حياته على النحو السابق، وأضاف في مذكراته أن يشعر أن نهايته في الحياة قد اقتربت بعد أن واجهها بخيانتها فصدمته وكان جوابها في منتهى الفجور والبجاحة، إذ طلبت منه الطلاق عايرته في رجولته وأنها وجدت ضالتها في هذا الشاب الذي أخرجها من ذلك القبر الذي تعيش فيه، وهددته بالقتل إن لم يستجيب لمطلبها بالطلاق.
كانت تلك هي مذكراته التي عثر عليها بدرج مكتبه كما عثر على شريط مسجل بصوته يتضمن ويوثق هذا الإقرار.
كما عثر وكيل النيابة على بلاغ للنيابة العامة يتهم زوجته بالزنا مع هذا الشاب والاستيلاء على أمواله.
كانت تلك هي الصورة التي واجهة المستشار بهاء أبو شقة كمحقق للقضية، التحريات الأولية بينت أن الزوجة على علاقة آثمة بالجار الموسيقي الذي تبين أنه منذ حوالي شهر غير متواجد في الشقة وأنه مسافر لإحدى البلاد العربية في عمل مع إحدى الفرق الموسيقية وأنه سيعود بعد شهرين.
وتبين أن الخادمة كانت متواجدة وقت الحادث، باستدعائها وسؤالها أكدت ما كانت تراه من تصرفات قاسية وحادة في معاملة المرأة لزوجها بعد مرضه، وأكدت أن الزوجة قد تخلصت من زوجها بعد أن طلبت الطلاق ورفض وأنها رأتها بأم عينيها وهي تدس له السم في طبق البامية الذي قدمته له للغذاء في مكتبه.
بمواجهة الزوجة أنكرت، بمناظرة الجثة تبين إصابتها بإصابات رضية بجبهة المجني عليه.
الخادمة قالت إنها شاهدة الضحية بعد أن تناول طبق البامية وبدأت تطغى عليه آثار السم وبدأ في القيئ وهو يقول لها: قتلتيني يا خاينة، فاعتدت عليه بـ "عدة" التليفون.
تم حبس الزوجة وأصدر قرار بتشريح جثة الزوج. تقرير الصفة التشريحية أثبت أن الضحية تناول في مشروب القهوة مادة سامة شديدة المفعول وأنها سبب الوفاة.
تم استدعاء الخادمة وبمواجهتها انهارت واعترفت أن الزوجة بريئة وأن الزوج قد انتحر.
كادت خطة الزوج في الانتقام من زوجته ولف حبل المشنقة حول رقبتها أن تفلح فقد أحكم خيوطها ابتداء من مذكراته وشريط التسجيل وشكواه المكتوبة إلى النيابة.
لقد أحكم نسيج خيوط خطة انتقامه عندما اتفق مع الخادمة ورسم معها خطة اتهام زوجته بعد وفاته.
وفي اليوم التالي لسؤال الخادمة واعترافها الذي غير مسار الأحداث والدليل في الدعوى حضر الشاب الموسيقي من تلقاء نفسه وقد عاد من السفر وعرف الحادث.
قال الشاب الموسيقي في اعترافاته أمام جهات التحقيق: نعم كانت تتردد عليَ في شقتي المجاورة عندما يخلد زوجها للنوم، كانت تشكو لي قسوة حياتها مع الرجل الذي أصبحت بالنسبة له ممرضة لا زوجة.. كنت أستمع إليها وأمسح دموعها وأهون عليها حياة الفراغ والملل والعذاب الذي تعيش فيها.
أضاف الموسيقي في أقواله: ذات مرة طلبت مني فجأة وبصراحة وإصرار لا يخالجه أدني شك أن أساعدها في التخلص من زوجها في قتله، بعدما رفض تطليقها حتى نتزوج ونعيش سويا.
ويستمر مستطردًا في حديثه: هدأت من روعها ورفضت تماما أن أشاركها فكرها أو أجاريها فيما تنوي الإقدام عليه، وقررت أن أترك الشقة وأن أسافر للغناء في إحدى البلاد العربية.
تم تبرئة الزوجة من الاتهام بقتل زوجها، وفي اليوم انقلبت بها سيارتها الفارهة وسقطت بها في النيل وبجوارها شاب مخمور لقي المصير نفسه.. كانت تنطلق كالمجنونة بعد سهرة صاخبة نفضت بها عن نفسها غبار الماضي وباتت طليقة من قيد الزوجية.
اختتم أبوشقة في كتابة "أغرب القضايا" لقد أثبت القانون الوضعي براءتها من قتل زوجها ولكن عدالة السماء لم تتركها.