هذا ما فعلته مع داعمي فلسطين في جامعة كولومبيا.. القصة الكاملة للهجوم على المصرية نعمت شفيق؟

نعمت شفيق
نعمت شفيق

ألقت الشرطة الأمريكية القبض على 108 متظاهرين كانوا يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة، أثناء وقفتهم الاحتجاجية بجامعة كولومبيا الأمريكية، تلك الجامعة التي ترأسها المصرية نعمت شفيق.

واتخذت رئيسة جامعة كولومبيا قرارها باستدعاء قسم شرطة نيويورك لإبعاد المتظاهرين من الحرم الجامعي الأسبوع الماضي، وهو ما أثار موجة تظاهرات حادة اندلعت في جامعات نيويورك.

وبدأت الأحداث منذ إقامة معسكر داخل حرم جامعة كولومبيا في 17 أبريل الجاري، وتسبب ذلك في تعرض رئيسة الجامعة نعمت شفيق للاستجواب حول «معاداة السامية» داخل الحرم الجامعي من قبل لجنة التعليم والقوى العاملة في مجلس النواب التي يقودها الجمهوريون.

وطلبت شفيق من الشرطة إخلاء المعسكر في اليوم التالي، واعتقل أكثر من 100 متظاهر، ودعت رئيسة الجامعة إلى الانضباط في محاولة لتخفيف الوضعـ وأعلنت أن جميع الفصول الدراسية ستعقد عبر الإنترنت، الاثنين.

وقالت في بيان: «لنزع فتيل الضغينة ومنحنا جميعًا فرصة للتفكير في الخطوات التالية، أعلن أن جميع الفصول الدراسية ستُعقد افتراضيًا يوم الاثنين.. يجب على أعضاء هيئة التدريس والموظفين الذين يمكنهم العمل عن بعد أن يفعلوا ذلك».

وأضافت في رسالة إلى المجتمع التعليمي الجامعي أن «فريق عمل يتكون من عمداء وإداريي الجامعات وأعضاء هيئة التدريس سيبحثون عن سبل لحل الأزمة الحالية، دعونا نذكر أنفسنا بقيمنا المشتركة المتمثلة في تكريم التعلم والاحترام المتبادل واللطف التي كانت حجر الأساس لكولومبيا».

واستطردت: «آمل أن يتمكن الجميع من أخذ نفس عميق وإظهار التعاطف والعمل معًا لإعادة بناء الروابط التي تربطنا معًا».

نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا

وبعد أحداث 7 أكتوبر الماضي، واجهت رئيسة الجامعة المصرية أسئلة حول تعاملها مع «معاداة السامية» في الحرم الجامعي، ولم تكن بمفردها من تعرضت للاستدعاء حينها بل عضوين من مجلس أمناء جامعة كولومبيا ورئيس فريق العمل المعني بـ«معاداة السامية».

وكشفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن رئيس جامعة كولومبيا لا تعد المرة الأولى لها في التعامل مع القضايا الدولية المعقدة، إذ عملت في بعض أبرز المؤسسات المالية العالمية في العالم، موضحة أنها في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تناولت أزمة الديون الأوروبية والربيع العربي.

ورغم ذلك، ما زالت تواجه نعمت شفيق الانتقادات من المجتمع الأمريكي والكونجرس، وقال تيد ميتشل، رئيس المجلس الأمريكي للتعليم: «إن سبب احتجاجك هو لفت الانتباه إلى قضية ما، وأنت تفعل ذلك من خلال تحدي النظام الطبيعي للأشياء، إنها ليست مشكلة يجب حلها، بل توتر يجب إدارته».

وأوضحت الوكالة أن المهمة التي أمامها وهي تحقيق التوازن بين متطلبات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والسياسيين وهي أيضًا انعكاس لمدى التعقيد الذي أصبحت عليه إدارة الجامعات الأمريكية حاليًا، كما يقول المراقبون.

دعوات لاستقالة نعمت شفيق

وأضافت «أسوشيتد برس» أن رئيسة الجامعة «بدت في البداية وكأنها نجت من الانتقادات التي وجهها المشرعون الجمهوريون الذين أعربوا عن قلقهم المتزايد بشأن معاداة السامية في الحرم الجامعي».

ونجحت في استخدام لهجة تصالحية أمام لجنة التعليم والقوى العاملة بمجلس النواب، مقارنة برئيسي جامعة هارفارد وجامعة بنسلفانيا، اللذين اضطرا إلى التنحي بعد تعرضهما لانتقادات واسعة النطاق لتأكيدهما على حماية حرية التعبير أثناء مثولهما أمام نفس اللجنة.

لكن فرع الرابطة الأمريكية لأساتذة الجامعات في جامعة كولومبيا رد بغضب على شهادتها أمام الكونجرس، واتهمها «بالاستسلام لمطالب المشرعين الذين قالوا إنهم ارتكبوا اعتداءات افترائية على أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وفي حين أن هذا لم يدعو إلى استقالتها وهو رمزي إلى حد كبير، إلا أنه يعكس شدة الغضب في الحرم الجامعي تجاه مواقفها».

وأشارت الوكالة إلى أن «الانتقادات تتراكم من جديد، وكتب الجمهوريون إلى مجلس النواب الأمريكي، الاثنين، رسالة يحثون فيها نعمت شفيق على الاستقالة».