بعد الحكم بسجنه.. حكاية شريف جابر المُتهم بإزدراء الأديان

قضت محكمة جنح الإسماعيلية، بمعاقبة الشاب شريف جابر بالسجن 5 سنوات، بتهمة نشر فيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي عن ازدراء الأديان، وتحرض على الإلحاد، وذلك بعد ما أُيرت حوله حالة من الجدل الواسع فيها يخص الفيديوهات التي يبثها على قناته على اليوتيوب والسوشيال ميديا ينشر خلالها آراء مخالفة لصحيح الدين الإسلامي.

تم تقديم بلاغات ضد شريف جابر عدد من البلاغات منذ عام 2013، حتى تم الحكم بحبسه 5 سنوات في شهر مايو الجاري 2024، فمن هو وماذا فعل؟

من هو شريف جابر؟

 شريف جابر عبدالعظيم بكر،  من مواليد محافظة الإسماعيلية في 10 فبراير 1993م، حصل على الثانوية العامة من مدرسة الفاروق بن عمر الثانوية بالإسماعيلية عام 2010، وانضم لكلية الآداب قسم على الاجتماع بجامعة قناة السويس.

بدأت مرحلة جديدة في حياة شريف جابر بعد دخوله الجامعة، حيث بدأ ينشر أفكار إلحادية بين زملائه ودخل في نقاشات حادة مع أساتذته  حول ثوابت الدين والمثلية وأسس صفحة على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك أسمها «الملحدون».

مع استمرار نشاطه، تم تحويل شريف جابر، لمجلس تأديب بالجامعة، عام 2013، بسبب نقاش دار بينه وبين أحد الأساتذة حول المثلية وربطها ببعض الآراء الدينية التي تسئ للدين الإسلامي، وتم حفظ التحقيق معه، لكنه لم يكتف بذلك، وقام بنشر أفكاره بين الطلاب وقام بعض زملائه بجمع توقيعات وتقديمها إلى رئيس الجامع لفتح التحقيق مع الطالب مرة آخرى، بدعوى قيامه بإنشاء جروب على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعنوان «الملحدون»، ونشر من خلالها أفكار تثير الفتنة وتحض على أزدراء الاديان.

القبض على شريف جابر عدة مرات

قام رئيس الجامعة بتحرير محضر بما بدر من الطالب شريف جابر، وتم القبض عليه للتحقيق معه بتهمة ازدراء الأديان، وصدر قرار من النيابة العامة بحبس الطالب على ذمة التحقيقات، وتم إطلاق سراحه بعد ذلك، ليواصل جابر بعد ذلك نشر أفكاره التي تسببت في إثارة البلبلة في المجتمع وتقدم عدد من المحامين ببلاغات أخرى ضده لاستخدامه قناته على اليوتيوب وصفحته على الفيسبوك وحسابه الرسمي على تويتر في نشر أفكاره.

في عام 2015م، تم القبض على شريف جابر للتحقيق معه في إحدى البلاغات المقدمه ضد، وحكمة المحكمة عليه بالسجن لمدة سنة، ولكنه طعن على الحكم الذي تم تخفيضه إلى الغرامة، وتوالت فيديوهات جابر مرة أخرى فيها يخص الإلحاد وتنكر الجنة والنار والقيامة والحساب.

للمرة الثالثة، تم اعتقال شريف جابر في مايو 2018، بتهمة الاستهزاء بالذات الإلهية والدين الإسلامي، وتم الإفراج عنه بعد ذلك، ليختفي فترة من الزمن، ليعود من جديد مثيرًا للجدل بـ «فيديو الهروب من مصر».

فيديو الهروب من مصر

خرج شريف جابر، في 2019، في بث مباشر عبر قناته على اليوتيوب، طالب من خلاله متابعيه بالتبرع له بمبلغ 100 ألف دولار بحجة رغبته في شراء جنسية دولة أخرى والتنازل عن جنسيته المصرية، وأطلق على الفيديو عنوان «ساعدوني على الهروب من مصر»، مدعيًا أنه يعيش مختبًا بسبب الملاحقات الأمنية له، والاتهامات الموجهة له بازدراء الأديان، وأنه يخشى على نفسه من السجن أو الموت مقتولًا.

مطالبات بإغلاق صفحاته عبر منصات التواصل 

مع استمرار نشر شريف جابر أفكاره عبر منصات التواصل الاجتماعي، واليوتيوب، صدر في 2021 تقرير هيئة  مفوضي الدولة، في دعوى قضائية مرفوعة ضده تطالب بحذف قناته من موقع اليوتيوب وكافة الروابط الإلكترونية الخاصة به، لتعمده نشر فيديوهات تدعو إلى الالحاد.

وطالب التقرير بالضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن يزدري دينًا سماويًا أو ينال من أحد الرسل أو الأنبياء أو يتعرض للذات الإلهية بأي نوع من العبارات التي تحمل السخرية أو الاستهزاء أو الانتقاص، وطالب بتدخل المجلس للعمل على حجب القناة الخاصة بـ جابر على اعتبار أن تلك الخطوة جزء من حفظ الدين.

القبض على شريف جابر من جديد

قررت محكمة جنح الإسماعيلية حبس المدون المصري شريف جابر ٥ سنوات وذلك في أحداث القضية رقم 3391 لسنة 2024، جنح الإسماعيلية، وذلك لاتهامه بنشر فيديوهات تزدري الدين الإسلامي وتحرض على الإلحاد على خلفية بلاغ للنائب العام اتهم فيه جابر بـ "الاعتداء" على الدين الإسلامي، وإنكار ما هو قطعي الثبوت من الدين، واستهزائه بالذات الإلهية والنبي محمد، وذكر البلاغ أن جابر بث فيديوهات تحمل "سخرية بالدين وإنكار الجنة والنار والحساب، والاستهزاء بيوم القيامة".