من يسمعه يموت على الفور.. ما هو الصوت الأكثر رعبا في العالم؟
صوت مرعب كل من يسمعه يموت على الفور، هذا الصوت المرعب حير العلماء لفترة طويلة، لم يعرفوا سببه أو الهدف منه، حتى تم كشف سره أخيرا.
الآن بعد مرور مئات الأعوام توصلوا إلى أسرار صافرات الموت المرعبة في حضارة الأزتك المرعبة التي تقتل كل من يسمعها، ما سرها وهل لها علاقة باستدعاء أرواح من العالم الآخر.
ما هي صافرات الموت؟
ترجع صافرات "الموت" إلى حضارة الأزتك، وهي أدوات طقسية كانت تستخدم أثناء التضحية البشرية. هذه الصافرات، التي كانت تُصدر أصواتًا تشبه الصراخ، كانت تهدف إلى تحضير الضحايا للانتقال إلى ميكتلان، العالم السفلي الأزتكي.
صُنعت هذه الصافرات من الطين، وكانت على شكل جماجم صغيرة يتراوح طولها بين 3 إلى 5 سنتيمترات، وتمثل ميكتلانتيكوتلي، إله العالم السفلي.
أثارت هذه الصافرات اهتمام العلماء، خاصة بعدما أجريت دراسة على تأثيرها الصوتي بقيادة عالم الأعصاب ساشا فروهولز. وقال إن الصوت الناتج عن الصافرات يشد انتباه المستمعين وتُشبه الصراخ.
الاكتشافات الحديثة لصفارات جمجمة في قبور يُعتقد أن أصحابها كانوا ضحايا للتضحية البشرية، قد أكدت على غموض هذه الآلات الموسيقية الفريدة.
وأضاف فروهولز: "تركيب هذه الصفارات غير تقليدي للغاية، ولا يوجد مثيل لها في ثقافات أخرى".
ما هو سر صافرات الموت؟
نشرت هذه الدراسة في نوفمبر 2024، بعد أن قام 70 شخصًا بالاستماع إلى أكثر من 2500 عينة صوتية تم إنتاجها باستخدام صافرات الجمجمة. ومن بين العينات التي تم اختبارها، كانت ثلاث نسخ حديثة من الصافرات، إلى جانب اثنتين أصليتين تم العثور عليهما في موقع تلاتيلولكو، بالقرب من العاصمة المكسيكية الحالية.
أصدرت جميع صفارات الموت صوتًا حادًا يشبه الصراخ، وقد قام الباحثون بتسجيل نشاط أدمغة المستمعين لتحليل استجابة الدماغ لهذه الأصوات. وتبين أن صافرات الموت تثير نشاطًا في المناطق الدماغية المرتبطة بالعواطف وفهم المعاني الرمزية، مما يشير إلى أن هذه الأصوات كانت تستخدم لأغراض طقسية معينة.
من المحتمل أن الأزتك استخدموا هذه الأصوات المخيفة في طقوس مرتبطة بالموت، سواء للتخويف أو للاحتفال. ويُعتقد أن الصافرات كانت جزءًا من طقوس التضحية البشرية، وربما كانت تُستخدم في احتفالات لتكريم إله الرياح إهيكاتل.
وفقًا للأسطورة الأزتكية، اجتمع إلهان في نار التضحية ليصبحا الشمس والقمر، ولكن لم يتحركا حتى نفخ إهيكاتل عليهما. وكان إهيكاتل يُصور أحيانًا بقناع يعبر عن الرياح، بينما كان معبده أسطوانيًا ليمثل الرياح التي تهب من جميع الاتجاهات.
و تم العثور على صفارات الموت في قبور ضحايا بشرية، ومنها واحدة كانت في يد هيكل عظمي لذكر تم التضحية به أمام معبد إهيكاتل.
يُقال إن صوت هذه الصفارات هو "الأكثر رعبًا في العالم"، إذ يشبه الصوت الذي يصدره ألف شخص يصرخون في خوف.
وفي عام 1999، عُثر على صافرة موت أزتكية أصلية في يد هيكل عظمي مقطوع الرأس أثناء عمليات التنقيب في معبد أزتكي في مدينة مكسيكو. وكان علماء الآثار قد افترضوا في البداية أن الصافرة كانت مجرد لعبة، لكن لم يُدركوا أهميتها إلا بعد 15 عامًا، عندما قام أحد العلماء بنفخ الهواء من خلال الحفرة الموجودة في الصافرة، ليصدر الصوت الذي أذهلهم.
من هم الأزتيك؟
كان الأزتيك شعبًا مهاجرًا من الصحراء الشمالية، وصلوا إلى أمريكا الوسطى في القرن الرابع عشر. قبل وصولهم، لم يُرحب بهم السكان المحليون، الذين اعتبروهم قبيلة بدوية غير متطورة. وتروي الأسطورة أن الأزتيك ظلوا يتنقلون باحثين عن إشارة توضح لهم مكان استقرارهم.
في عام 1325 ميلادي، ظهرت العلامة التي كانوا ينتظرونها: نسر وثعبان يتقاتلان على صبار، في بحيرة تيكسكوكو. كانت هذه الإشارة بمثابة دعوة للأزتيك لتأسيس عاصمتهم، تينوتشتيتلان.
بحلول عام 1430 ميلادي، بدأ الأزتيك في استيعاب ثقافات القبائل المجاورة، ليصبحوا مجتمعًا منظمًا ومتطورًا. أصبح جيشهم قويًا، وحققوا انتصارات عسكرية كبيرة. تم إنشاء تحالف ثلاثي مع أمراء تيكسكوكو، الواقعة على الشواطئ الشرقية لبحيرة تيكسكوكو، وتلاكوبان (أو تاكوبا) على الشواطئ الغربية، مما عزز قوتهم.
كان الأزتيك يذهبون إلى الحرب لأسباب رئيسية: للحصول على الجزية، وأسر الأسرى. كانت الحاجة إلى الأسرى ضرورية لأنهم اعتقدوا أن الآلهة يجب أن تُرضَى بالدماء والقلوب البشرية لضمان شروق الشمس كل يوم. كما سمح لهم غزو المناطق الجديدة بالاستيلاء على العبيد الذين كانوا يشكلون جزءًا أساسيًا من المجتمع الأزتكي.
ساعد ازدهارهم وتوحيدهم في تعزيز الثقة بين أفراد الشعب، وفي ظل تعاقب الحكام، أرسل الأزتيك جيوشهم إلى مناطق أبعد عبر المكسيك. بحلول بداية القرن السادس عشر، امتدت إمبراطورية الأزتك من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، وشملت غواتيمالا ونيكاراغوا.
لكن في عام 1521 ميلادي، وصل هيرنان كورتيس مع الجنود الإسبان، مما أدى إلى نهاية إمبراطورية الأزتك