حرب بالعضلات والشوارب بدلا من النووي.. قصة الرقصة الغريبة لجنود الهند وباكستان على الحدود | شاهد

مع تصاعد التوتر العسكري على الحدود بين الهند وباكستان، ما ينذر بحرب وشيكة بين الدولتين النووتين، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر جنود من البلدين يستعرضان برقصات بدت غريبة على الحدود المشتركة.
المشاهد أثارت استغراب الكثيرين وتساؤلاتهم، لكن البعض قد لا يعرفون أن هذا طقس يومي لا يتأثر بالأحداث بين الهند وباكستان، وهي مراسم حدودية تُقام مساءً عند معبر «جاه-أتااري»، بدأت عام 1959 ولم ينقطع حتى الآن.
المراسم عبارة عن رقصة استعراضية عسكرية، بدأت منذ عقود، وما زالت مستمرة حتى في ذروة التوتر، وهي عبارة عن عرضٌ يومي يتحول فيه الجنود إلى مؤدين، والجماهير إلى مشاهدين متحمسين.
على طول الحدود الفاصلة بين الهند وباكستان، وقبل بدء العرض بزمن طويل، تبدأ الحشود بالتجمع، آلاف الأشخاص من مختلف الطبقات والفئات يتدفقون من الجانبين، في مشهد يومي أصبح أشبه بطقس مقدس، أطفال يجلسون على أكتاف آبائهم، أمهات شابات يسرعن الخطى، وكبار في السن يحاولون اللحاق بالحشد المتزايد، وفقًا لـ«The New York Times».
في كل مساء، عند معبر «وجاه-أتااري» الحدودي، على أحد أكثر خطوط النار توترًا في العالم، تنبض الحياة بمشهد استعراضي استثنائي، استعراض يمثل مزيجًا صارخًا من الانضباط العسكري، والتعبير الوطني، بل وحتى الأداء المسرحي.
يتجمع الآلاف من الجانبين، لا لعبور الحدود، بل للنظر في أعين بعضهم البعض، الجمهور، رغم الاختلاف، تشبه صورًا متقابلة في مرآة، ما يجمعهم هو التحدي، وما يفرقهم هو الحدود.
على الجانب الهندي، تحتدم الحماسة، الجمهور يصرخ ويرقص بجنون، مئات الشابات يتحمسن بالأغاني الوطنية، لدرجة تدفعهن إلى التزاحم على الحواجز، ما يضطر الحراس للتدخل وضبط الإيقاع، والألوان زاهية، والهتافات مدوية، والطاقة تملأ الهواء.
أما على الجانب الباكستاني، فالصورة أكثر وقارًا، رجل بساقٍ واحدة ربما يكون محاربًا قديمًا يقفز بكل حماسة حاملًا العلم الوطني وسط تصفيق حار.
و الرجال يرتدون قلنسوات بيضاء، والنساء المحجبات يتابعن بهدوء، دون رقص أو صخب.
ثم تأتي اللحظة المنتظرة، وهي مراسم إنزال العلم، ويتقدم أطول جنود البلدين وأكثرهم هيبة، يتحركون بخطى عسكرية ثقيلة نحو البوابات الحديدية الفاصلة، وعندما يصبحون على بُعد خطوات، يتوقفون فجأة.
يركل كل منهم قدمه عاليًا في الهواء، في حركات دقيقة مقلدة، مليئة بالقوة والعناد، وكأنها رقصة غاضبة بلا كلمات.
يرتدي الجنود زيًا رسميًا مزخرفًا، وتعلو رؤوسهم قبعات على شكل مروحة، الاستعراض أشبه بمبارزة بصرية، إذ يتقابل الطرفان وجها لوجه، في تناغم تنافسي يعكس علاقة شديدة التعقيد.
ورغم التوتر السياسي، ومرور البلاد بأزمات شديدة، لم تتوقف هذه المراسم منذ عقود.
ويصف موقع «صوت أمريكا» الطقوس قائلا: يصل الجنود، ويدوسون على البوابة، ويركلون بأرجلهم إلى أعلى – الهنود بقبعاتهم الحمراء والزي الكاكي والباكستانيون بزي أسود أنيق.
تبلغ الذروة عندما تُفتح البوابات. يقوم جندي هندي طويل القامة بلف شاربه بقصد التهديد ويستعرض عضلاته ذات العضلتين، ويقف الجنود الباكستانيون الذين لا يقلون شموخًا عن الهنود على بعد قدمين فقط.
ثم تنتهي المراسم المعروفة رسميًا باسم «الانسحاب الضارب» بتنكيس الأعلام والمصافحة. ثم تُطوى الأعلام، وتُغلق البوابات الحديدية الضخمة.
يُشار إلى أن الهند تلملك نحو 180 قنبلة نووية مقابل 170 لباكستان، وفق إحصائيات جمعية علماء الذرة الأميركيين، وتُصنّفان ضمن تسع دول نووية في العالم، رغم عدم إقرارهما رسميًا بامتلاك هذا السلاح الاستراتيجي.