المأذون مش حقيقي.. فتاة تكتشف مفأجاة بعد 6 أشهر من زواجها

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الجدل الواسع بعد ظهور فتاة من محافظة الدقهلية تروي تفاصيل أزمة كبيرة تعرضت لها على يد الشخص الذي ظنت أنه زوجها. الفتاة، وتدعى سارة محمد محمود من مدينة طوخ، ظهرت في مقطع فيديو متداول على “فيس بوك” تشرح من خلاله ملابسات ما حدث معها، وتناشد المعنيين بمساعدتها في استرداد حقوقها القانونية والاجتماعية بعد أن تعرضت للخداع بطريقة لم تكن تتوقعها.
تقول سارة إنها ارتبطت قبل عدة أشهر بشاب كان يحظى بسمعة طيبة بين أهلها ومعارفها، حيث شهد له الجميع بأنه شخص مناسب وجدير بالثقة ويمكن الاعتماد عليه في تأسيس أسرة جديدة. وافقت سارة وأسرتها على الزواج بعد الاطمئنان إلى أخلاق الشاب وحسن سلوكه، وتم الاتفاق على جميع التفاصيل المتعلقة بالخطبة والزواج في أجواء من الود والرضا بين الأسرتين.
لكن الأمور سرعان ما اتخذت منحى غير متوقع. تروي سارة أنها فوجئت لاحقًا بأن عقد الزواج الذي تم بحضور ما ظنته مأذونًا شرعيًا ليس إلا عقدًا باطلًا، والمأذون ما هو إلا شخص منتحل صفة ويستخدم أوراقًا رسمية مزورة ولا يمتلك أي حق في إجراء عقود الزواج الرسمية. بذلك، اكتشفت سارة أنها ضحية زواج غير قانوني، وأن اسمها لم يُسجل في الجهات الرسمية كزوجة لذلك الشاب، وهو ما وصفته بصدمة عمرها.
وفي فيديو انتشر بشكل واسع عبر منصات التواصل، أكدت سارة أنها لم تدرك أي شيء عن حقيقة الأمر سوى بعد مرور فترة من زواجهما، وحينها اكتشفت أنها أصبحت حاملًا من هذا الشاب، ما عمّق حجم الكارثة ورفع مستوى الخوف والقلق لديها. وأوضحت أنها تشعر بمزيج من المهانة والغضب بعد أن تعرضت للخداع على يد من ائتمنته على حياتها، وأنها باتت تواجه وحدها نتائج هذا التصرف غير القانوني، محملة مسؤولية ما وقع لكل من شارك أو تستر على الجريمة التي حدثت بحقها.
وأشارت أيضًا إلى أنها لم تكن الوحيدة التي خدعها هذا الشاب، حيث تبين لاحقًا، من خلال شهادات وتسريبات من مقربين، أنه تورط في وقائع مماثلة مع فتيات أخريات، مستخدمًا نفس الأسلوب في الاحتيال مستغلًا ثقة الأهالي وسذاجة الضحايا. وأضافت سارة أنها اضطرت للجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر قصتها، بعد عدم إيجاد استجابة أو تحرك كاف من الجهات المعنية عند محاولتها إيجاد حل لمشكلتها بالطرق التقليدية.
في ختام رسالتها المؤثرة، طالبت سارة الجهات الأمنية والنيابة العامة بسرعة التدخل والتحقيق في الواقعة، لمحاسبة المتورطين، وحماية حقوق الفتيات من الوقوع ضحية لمثل هذه الحالات. كما ناشدت الفتيات والأسر ضرورة التأكد من هوية المأذون الرسمي والتحقق من كافة الإجراءات القانونية عند إبرام عقود الزواج، حفاظًا على حقوقهن وضمان عدم وقوع أي ضحية أخرى لهذا النوع من الاحتيال الاجتماعي.
تجدر الإشارة إلى أن الواقعة لاقت تفاعلًا كبيرًا على الإنترنت، حيث أعرب الكثير من المعلقين عن تعاطفهم مع سارة، معبرين في الوقت ذاته عن استيائهم من تكرار مثل هذه الجرائم التي تهدد أمن واستقرار كثير من الأسر. ودعا البعض إلى تشديد الرقابة على عمل المأذونين وضرورة سن تشريعات أكثر صرامة لضمان حماية المجتمع من الوقوع ضحية لمثل هذه المخالفات.
كما انتشرت عبر منصات التواصل العديد من الحملات التضامنية لمناصرة الفتاة، والمطالبة بضرورة التحرك السريع لمعالجة القضية واتخاذ العقوبات الرادعة بحق كل من يثبت تورطه في عمليات التزوير وانتحال الصفة، باعتبار أن ما حدث يعد جريمة مزدوجة في حق الضحية وفي حق المجتمع بأكمله. وعلى الرغم من الألم الذي حملته القصة، إلا أن صوت سارة أضاء الضوء الأحمر أمام كثير من المقبلين على الزواج بضرورة التحري الكامل وعدم التساهل في أي إجراء قانوني لضمان الحقوق وحماية المستقبل الأسري.