بعد تسلمهم الكسوة.. من هم «سدنة بيت الله الحرام» الذين يحتضنون مفاتيح الكعبة حتى قيام الساعة؟

سلّم الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، نائب رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة، كسوة الكعبة المشرفة، لسدنة بيت الله الحرام.
ووقّع محاضر التسليم وزير الحج والعمرة، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الدكتور توفيق الربيعة، ونائب كبير سدنة بيت الله الحرام عبدالملك بن طه الشيبي، وفقًا لما ذكرته صحيفة «سبق».
موعد استبدال كسوة الكعبة المشرفة
تأتي مراسم التسليم إيذانًا باستبدال كسوة الكعبة المشرفة في غرة شهر محرم 1447هـ، بعد أن أتمت الهيئة صناعة الكسوة الجديدة لهذا العام، والتي تُصنع بمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، باستخدام الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترًا، وفي الثلث الأعلى منه يوجد حزام عرضه 95 سنتيمترًا وطوله 47 مترًا، مكوّن من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.
سدانة الكعبة
«السدانة» هي مهنة قديمة، يتولى صاحبها مهمة العناية والاهتمام بأمور الكعبة المشرفة والقيام بشؤونها من فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزقت.
من هم «سدنة» الكعبة؟
ومنذ بناء سيدنا إبراهيم عليه السلام الكعبة، كانت السدانة بيد ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام، وتولى سيدنا إسماعيل رفع القواعد من البيت مع والده إبراهيم عليهما السلام، كما ذكر في القرآن الكريم، ثم انتزعت خزاعة السدانة منهم حتى استردها قصي بن كلاب، الجد الرابع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعدها انتقلت السدانة إلى بني عبدالدار، ثم إلى عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبدالله بن عبدالعزى بن عثمان بن عبدالدار بن قصي، منذ أن أعاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مفاتيح الكعبة لهم.
وعندما دخل النبي محمد صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح، طلب المفتاح من عثمان بن طلحة ودخل البيت وصلى فيه ركعتين، أنزل الله تعالى قوله: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}، فأعاد النبي المفتاح لعثمان بن طلحة، قائلًا: (خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم).
«السدنة» عبر التاريخ
وعبر التاريخ كان قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن نزار بن معد بن عدنان القرشي، أول مَن تَسلم سدانة البيت، ثم تسلمها من بعده ابنه عبدالدار، أكبر بني أبيه وخليفته في حجابة الكعبة، وبعد وفاته تولى السدانة ابنه عثمان بن عبدالدار، بعد ذلك تولاها ابنه عبدالعزى بن عثمان، ثم أبوطلحة عبدالله بن عبدالعزى العبدري، ثم تولى طلحة بن عبدالله، ثم تولى السدانة عثمان بن طلحة الذي التقاه الرسول ومنحه حق السدانة له ولذريته حتى قيام الساعة.
وفي الوقت الحالي، يتولى الشيخ عبدالوهاب بن زين العابدين الشيبى «سدنة الكعبة»، وهو السادن 78 منذ فتح مكة في عهد الرسول (ص)، هو أيضًا حفيد شيبة بن عثمان بن أبى طلحة - من سلمه الرسول المفتاح.
وبحسب التقاليد يتولى سدانة الكعبة المشرفة، المهنة الأشهر والأقدم في الحرم المكي الشريف، الأكبر سنًا في عائلة «آل شيبة».