ضرب وعنف وسرق ولادي..هند تروي مأساة زواجها القسري من رجل سوداني | شاهد

كشفت السيدة المصرية هند عبدالعزيز تفاصيل مأساوية عن زواجها القسري في سن الطفولة، قائلة: لم تكن لدي أي نية للزواج، كنت في السادسة عشرة من عمري، وكل أحلامي كانت أن أُكمل دراستي وأعيش حياة طبيعية وسط عائلتي لكن كحال كثير من الأسر، ساد الاعتقاد أن الزواج هو 'السترة'، خاصة للبنات الصغيرات، فتم تزويجي رغمًا عني".
وروت هند خلال مشاركتها في برنامج "هي وهما" الذي تقدمه الإعلامية أميرة عبيد على قناة الحدث اليوم، كيف أُجبرت على الزواج من رجل سوداني كان يدرس في السعودية، رغم رفضها الشديد لفكرة الارتباط به أو حتى مغادرة والدتها وبلدها.
وتابعت: "لم أفهم حتى لهجته، وكنت طفلة لا تعرف معنى الحياة الزوجية. لكن القرار لم يكن بيدي أُبلغت بأنني سأتزوج، وتم الأمر دون نقاش".
واستطردت: "والدي، باعتباره الولي، سافر بي إلى الخرطوم وكتب كتابي هناك، دون أن أحضر حتى عقد القران. وبعدها بأسبوعين، أُجبرت على السفر إلى السعودية حيث بدأت غربتي الحقيقة".
استطردت: "أنجبت أول أبنائي وأنا لا أزال في عمر الطفولة اليوم لدي خمسة أبناء، أكبرهم عمره 11 عامًا، وأصغرهم سنتان ونصف لم أكن أملك حرية الاختيار في الإنجاب زوجي لم يكن يعترف بشيء اسمه 'رغبة المرأة' أو حتى حقها في القرار، كان يرى أن إنجاب الأبناء بكثرة أمر طبيعي وفرض عليّ ذلك".
وتحدثت هند عن معاناة العزلة والانتهاك المستمر لحقوقها، موضحة أن زوجها كان يأخذ جواز سفرها ويمنعها من الخروج بمفردها، حتى أنه كان يُغلق الباب بالمفتاح أثناء غيابه.
وقالت: "لم يكن هناك مجال للرفض أو النقاش، وكل من يراني مع أطفال كثيرين يظن أنني سعيدة، بينما كنت مقهورة".
وأضافت أن الزوج كان يعاني من نوبات غضب شديدة، ويستخدم العنف الجسدي ضدها، دون أن يشعر بالمسؤولية تجاه الأسرة بل على العكس، كانت هند هي من تتحمل عبء الإنفاق والعمل والدراسة، بينما اكتفى هو بالتقوقع داخل قناع التدين، قائلًا إن "الرزق سيأتيه وهو في البيت".
وأوضحا أنها استطاعت أن تواصل تعليمها، فالتحقت بكلية الشريعة ودرست بتفوق، وبدأت تعمل لتُعيل أطفالها.
وتابعت: "كنت أدرس وأعمل وأُربي أطفالي في الغربة، بينما هو لا يقدّم شيئًا سوى التنظير".
وعن نهاية القصة، قالت: "حين طلبت الطلاق، خيرني بين أمرين: إما أن آخذ الأطفال وأسافر بهم إلى مصر دون أن يُنفق عليهم، أو أن أُرسلهم إلى السودان ولن أراهم مجددًا. كل الطرق كانت تؤدي إلى مزيد من الألم".
وكشفت هند عبدالعزيز، عن تفاصيل صادمة بعد طلاقها من زوجها السوداني، الذي رفض في البداية الانفصال عنها، رغم كل ما عاشته من قسوة ومعاناة.
قالت هند: "لو كنت إنسانة سيئة كما يدعي، لكان هو من بادر بالطلاق، لا أنا. ومع ذلك، لم أحرم أولادي من رؤيته يومًا، رغم الانفصال."
أوضحت أنها تركت له حرية التواصل مع أولاده، وسمحت لهم بلقائه والبقاء معه أحيانًا، مؤكدة: "كنت أنزلهم له تحت البيت، وكان أحيانًا يأخذهم ليقضوا اليوم معه أو يبيتوا عنده، ولم أمانع أبدًا لكن الصدمة الكبرى جاءت حين اكتشفت أن الأب استغل ثقتها واختطف أبناءها إلى السودان، رغم علمه بخطورة الأوضاع هناك بسبب الحرب.
تحكي هند: "تلقيت اتصالًا من أحد المقربين في نهاية اليوم يقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون.. أولادك سافروا السودان)
وتضيف: "وقتها كنت في الشارع، وكان قبل أذان المغرب في رمضان، لا أعرف كيف تحركت أو ماذا فعلت، هرعت للشرطة وطلبت معرفة مصيرهم، فتبين أن الأولاد غادروا المملكة دون والدهم، وأنه ما زال داخل السعودية"
وتساءلت هند بألم: "هل يمكن أن يضحي أب بأولاده من أجل الانتقام فقط؟"
وعن الشائعات المتداولة على السوشيال ميديا، نفت هند تمامًا أنها تزوجته برغبتها أو حبًا فيه، مؤكدة: "زواجي تم بالإجبار، مثل بنات كثيرات في مجتمعات تزوج القاصرات تحت شعار الستر. لم أحبه، ولم يكن غنيًا كما يزعم البعض كنت أنا من أعمل وأنفق عليه وعلى الأسرة."
وأشارت إلى أن إنجابها خمسة أطفال لا يعني أنها كانت سعيدة أو راضية، بل كان الأمر خارج إرادتها تمامًا، مضيفة: "أنا كنت ضحية، وزواجي كان قدرًا مؤلمًا فرض عليّ."
وختمت: "كل ما أريده الآن هو استعادة أولادي وحمايتهم من الخطر."