إسرائيل تواصل هجومها على القطاع.. غزة تحت النار والسماء تشتعل فوق إيران

إسرائيل تواصل هجومها
إسرائيل تواصل هجومها على القطاع.. غزة تحت النار والسماء تشت

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ غاراته العنيفة على قطاع غزة، بالتوازي مع تصعيدٍ عسكري كبير في سماء إيران، ما يضع المدنيين في قلب دوّامة حرب تتسع جغرافيًا وتزداد وحشية يومًا بعد يوم.

فجر السبت 14 يونيو 2025، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مناطق متعددة في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 23 مدنيًا على الأقل، بينهم 15 ضحية سقطوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية قرب نقطة توزيع تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" جنوب القطاع.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأن الغارات الأخيرة رفعت الحصيلة الإجمالية للضحايا المدنيين إلى أكثر من 37،000 شهيد منذ أكتوبر 2023، بينما يواصل الاحتلال توغلاته البرية خاصة في مناطق رفح والمواصي ودير البلح.

ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن أكثر من 436،000 شخص اضطروا للنزوح مجددًا خلال الأسابيع الأخيرة، مع تمدد العمليات الإسرائيلية إلى مناطق كانت سابقًا تُعتبر "آمنة". وتشير الأرقام إلى أن نحو 71% من مساحة غزة خاضعة الآن لأوامر إخلاء أو عمليات عسكرية مباشرة.

البنى التحتية في القطاع منهارة بشكل شبه كامل. 38% فقط من المرافق الصحية لا تزال تعمل بشكل جزئي، فيما يعاني أكثر من 2،700 طفل من سوء تغذية حاد، وسط عجز شبه تام عن إيصال الغذاء والدواء، بسبب إغلاق المعابر أو استهداف قوافل الإغاثة.

وتفاقمت الأزمة المعيشية، حيث لجأت كثير من العائلات إلى جمع القمامة وبيعها مقابل الغذاء، في مشهد يعكس انهيار الكرامة والإنسانية. وتشير تقارير محلية إلى أن ثلث العائلات باتت تعتمد كليًا على هذه "المقايضة المؤلمة" لتأمين وجبة يومية.

في الوقت نفسه، صعّدت إسرائيل عملياتها في إيران، حيث شنت في 13 يونيو عملية جوية واسعة النطاق تحت اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت أكثر من 100 موقع داخل الأراضي الإيرانية، منها منشآت نووية ومقرات للحرس الثوري، وتسببت في مقتل 78 شخصًا على الأقل، وجرح أكثر من 320 آخرين.

الرد الإيراني لم يتأخر. فقد أطلقت طهران مساء اليوم نفسه عملية "الوعد الصادق 3"، التي شملت إطلاق أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا و100 طائرة مسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة العشرات، رغم التصدي لغالبية الهجمات بصواريخ "آرو" و"القبة الحديدية".

وسط هذا التصعيد المتبادل، يزداد الوضع الإنساني في غزة قتامة. ومع تعطل المفاوضات، وغياب التهدئة، تبقى نداءات وقف النار والاستجابة للكارثة الإنسانية حبرًا على ورق، بينما ينزف الأبرياء من غزة حتى أصفهان.

وفي هذا المشهد المعقد، لا يبدو أن هناك نهاية قريبة للحرب، بل إن توسّع رقعتها ينذر بكارثة إقليمية أكبر، يكون المدنيون فيها دائمًا أول الضحايا وآخر من تُسمع صرخاتهم.