كان رايح يدفنها فمات جنبها.. قصة شاب لحق بوالدته في جنازة أبكت بني سويف

كان رايح يدفنها فمات
كان رايح يدفنها فمات جنبها.. قصة شاب لحق بوالدته في جنازة أب

في صباح حزين لا يشبه سواه، حملت أكتاف المحبين نعشين لا نعشًا واحدًا، وسارت جنازة واحدة لتُودع أمًا وابنها، كأن الموت قرر أن لا يفرّق بين قلبين لا يفترقان. مشهد مبكٍ خيّم على قرية الميمون بمحافظة بني سويف، حيث ودّع الأهالي خليل عوض الله ووالدته آمال زكي، في لحظات لن تُنسى من الوجع والصمت.

مكالمة.. فوداع مزدوج

بدأ كل شيء بمكالمة هاتفية. تلقّى "خليل" – شاب في العشرينات من عمره – اتصالًا من أسرته في بني سويف، يخبره أن والدته توفيت فجأة إثر أزمة قلبية، ولم يتمالك نفسه. لم يترك وقتًا للحزن، بل أسرع في ترتيب عودته من الغردقة حيث يعمل، ليكون بجوارها في وداعها الأخير.

القدر كتب نهاية مختلفة

في الطريق إلى الوطن، وعلى بُعد ساعات من حضن أمه، وقع حادث سير مروّع. توقفت سيارة "خليل"، وتوقفت معها أنفاسه. لم يصل إلى الجنازة... بل أصبح جزءًا منها.

وداع في جنازة واحدة

شيّع الأهالي جثماني الأم وابنها معًا، في جنازة صادمة أبكت كل من حضر. الكنيسة ازدحمت بالدموع، وصلاة الوداع تحوّلت إلى بكائية جماعية، حيث وقف الأقارب مذهولين، عاجزين عن استيعاب المشهد.

"خليل كان روحه في أمه، واللي حصل كأنه رفض يعيش بعدها"، هكذا قال أحد أقاربه بصوت يختنق.

الجثمانان وُوريا الثرى في مقبرة واحدة، كما عاشا في بيت واحد، واحتضنهما تراب واحد كأنهما على موعد حتى في الرحيل.

قصة هزّت القلوب

ما حدث لم يكن مجرد وفاة مزدوجة، بل قصة إنسانية مؤلمة عن ارتباط لا ينفصم بين أم وابنها. لم تمهل الأقدار "خليل" ساعات الحزن، بل اختارته ليلحق بها سريعًا، تاركًا وراءه قصة يتناقلها الناس بدهشة، ووجع، وعبرات لا تنتهي.

في النهاية لم تكن جنازة خليل ووالدته آمال زكي في بني سويف مجرد جنازة، بل فصلًا موجعًا من دراما الحياة الحقيقية، حيث تكون الرحمة في أن لا يطول الفقد، ويكون الوداع واحدًا بدل أن يتكرر.

رحلا معًا، كما لو أن الموت عرف أن قلب "خليل" لا يحتمل الحياة دون أمه... فقرّر أن يأخذه معها.