هل يشكل خطرا؟.. تفاصيل رصد بروز شمسي ضخم بالقرب من كوكب الأرض

في ظاهرة نادرة أثارت حالة من الجدل العلمي خلال الأيام القليلة الماضية، رصد علماء الفلك بروزًا شمسيًا هائلًا وصفوه بـ"الوحش"، بسبب ضخامته اللافتة وشكله المتحول باستمرار.
ظهر هذا العمود العملاق من البلازما المتوهجة فوق سطح الشمس مؤخرا، وبلغ حجمه أكثر من 13 ضعف قطر كوكب الأرض، مما جعله محط اهتمام واسع في الأوساط العلمية والإعلامية.
تفاصيل "الوحش" الشمسي
تم رصد البروز فوق الطرف الشمالي الغربي للشمس، واستمر في التمدد والتغير لمدة ثلاث ساعات قبل أن يبدأ في التلاشي. وقد وثق الحدث عدد من المصورين الفلكيين حول العالم، من بينهم النمساوي مايكل جيجر الذي التقط صورًا مذهلة من بلدة مارتينسبورغ، والبريطاني سيمون ميتكالف الذي صوره من غلوسترشاير، إلى جانب ديفيد ويلسون من اسكتلندا الذي سجل فيديو يوثق تطور هذا "الوحش" وكأنه كائن ضخم بأربعة أرجل.
يعرف هذا النوع من الظواهر باسم "البروز الشمسي" (Solar Prominence)، وهو سحابة هائلة من البلازما الساخنة تحيط بها حقول مغناطيسية قوية، وتطفو فوق سطح الشمس. وعلى الرغم من أن مثل هذه البروزات تعتبر مألوفة نسبيًا، إلا أن حجم "الوحش" وضوحه النادر جعلاه موضع دراسة دقيقة واهتمام بالغ.
خلال متابعة العلماء لهذا الحدث اللافت، تم تسجيل ظاهرة أخرى تعرف باسم "المطر الإكليلي" (Coronal Rain)، وهي تساقط سريع لكتل من البلازما إلى سطح الشمس بعد أن تبرد وتتكاثف، ما يشبه قطرات مطر هائلة تسير على خطوط المجال المغناطيسي.
ما تأثير البروز الشمسي؟
رغم الطابع البصري الساحر للبروز، إلا أن هذه الظواهر قد تشكل خطرًا حين تتحول إلى "انبعاث كتلي إكليلي" (CME)، حيث تطلق الشمس دفعات ضخمة من البلازما يمكن أن تصل إلى الأرض، مسببة اضطرابات في أنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية، لكنها في الوقت نفسه تخلق عروضًا رائعة للشفق القطبي.
ومن حسن الحظ أن هذا "الوحش" لم يطلق أية انبعاثات باتجاه الأرض. إلا أن نشاط الشمس في تصاعد مستمر، حيث سجلت بروزات أكبر لاحقًا، لكنها اتخذت مسارات لا تهدد كوكبنا.
ويُرجع العلماء هذه الزيادة في الظواهر الشمسية إلى اقتراب الشمس من ذروة دورتها الشمسية التي تحدث كل 11 عامًا، حيث تشهد فيها الشمس انفجارات وبقعًا شمسية بشكل متكرر وكثيف.
مسبار “باركر سولار بروب”
يذكر أن بعثات فضائية أخرى كانت تراقب هذا الحدث، بما في ذلك المسبار الشمسي "باركر سولار بروب" التابع لوكالة الفضاء الأميركية، والذي سيقوم الأسبوع المقبل مع "سولار أوربيتر" بإجراء استطلاع مشترك لجمع المعلومات خلال مرور الحضيض الشمسي "لباركر".
وكانت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، قد أطلقت المسبار الفضائي "باركر سولار بروب"، في أول رحلة تقترب من الشمس لدراسة الهالة المحيطة بها عام 2018.
ومن حينها يحاول المسبار الذي أرسل في مهمة مدتها 6 سنوات الدخول إلى الغلاف الجوي الخارجي للشمس. ومثل "سولار أوربيتر" هو غير مأهول بأي بشر ويتحمل درجات حرارة تصل إلى 1370 درجة مئوية.