مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى في «تيشع بآب» والأوقاف تحافظ على هدوء الروتين

في صباح يوم الأحد الموافق 3 أغسطس 2025، تصاعدت وتيرة التوتر في مدينة القدس المحتلة بعد اقتحام مئات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، تزامنًا مع صيام «تيشع بآب» اليهودي، الذي يُحيي ذكرى خراب الهيكلين الأول والثاني اللذين قاما على الموقع ذاته.
قاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، المسيرة الاستفزازية التي ضمت مئات من أتباعه وحرّضوا على أداء صلوات وطقوس تلمودية داخل باحات الأقصى، في خرق واضح للوضع القائم الذي يمنع غير المسلمين من الصلاة في الحرم الشريف
رصدت التقاريرُ المحليةُ الرسمية تفاوتًا في أعداد المُقتحمين؛ حيث أشارت «شبكة قدس» إلى قيام نحو 1،251 مستوطنًا بهذا الاقتحام حتى ساعة متأخرة من الصباح، وأدوا رقصات وصلوات صاخبة في مختلف أرجاء المسجد تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال. بينما نقلت «العربي الجديد» عن مصادرها وصول أعداد المُقتحمين إلى أكثر من 3،000 مستوطن، ترافق ذلك مع إجراءات أمنية مشددة على أبواب البلدة القديمة ولدى مداخل الأقصى.
على الرغم من مستوى الاستفزاز العالي، حافظ المصلون المسلمون على روتين صلواتهم داخل الحرم،، فيما أشرفت دائرة الأوقاف الإسلامية على إدارة الموقف ونسّقت مع القوى الأمنية الفلسطينية لضمان منع أي تصعيد قد يخل بأمن المصلين.
وقد صرّح القائمون على الأوقاف بأن هذه الاقتحامات تُعد من أخطر الانتهاكات التي واجهها المسجد الأقصى خلال السنوات الأخيرة، معلقين على المشهد بأنه «الأكثر حدةً منذ أعوام» لكنهم أبدوا استعدادهم لتكثيف جهودهم للحفاظ على الهدوء الروتيني وتوفير أجواء العبادة الهادئة.
من جهتها، حذرت شرطة الاحتلال من أي إخلال بالوضع القائم داخل الأقصى، مشددةً على أن تلك الاقتحامات «تنتهك الاتفاقات التاريخية» وتعرّض مرتكبيها للمساءلة القانونية.
وفي هذا السياق، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الأجهزة الأمنية قامت باستدعاء عدد من المُقتحمين للتحقيق في خرق بروتوكولات الدخول المتفق عليها، في محاولة للردع والحفاظ على استمرارية الوضع القائم.
مع اقتراب صلاة الجمعة المقبلة، التي يتوقع أن يشارك فيها آلاف المصلين كالمعتاد، عبّر موظفو الأوقاف عن أملهم في عودة الروتين الكامل للحرم الشريف قريبًا، مجددين دعوتهم للمجتمع الدولي للضغط على سلطات الاحتلال لإيقاف هذه الانتهاكات وحماية حرمة المسجد الأقصى.