مذبحة بسبب الشك.. عامل يقتل زوجته وصديقه في أسبوع واحد

مذبحة بسبب الشك..
مذبحة بسبب الشك.. عامل يقتل زوجته وصديقه في أسبوع واحد

لم يواجه زوجته، ولم يمنحها فرصة لتبرير الهمسات التي طاردته. اختار "مجدي" أن يُسكت صوته الداخلي بالدم؛ خنقها بـ"حزام"، هشَّم رأسها بمطرقة، ثم أحرق جثتها. وبعد أسبوع، استدرج صديقه المقرَّب وقتله طعنًا وخنقًا، لا لشيء سوى شكوك تسللت إلى قلبه عن وجود علاقة غير شرعية بينهما، دون دليل، ودون مواجهة، فقط الشك.

المتهم "مجدي م. ا."، عامل خردة يبلغ من العمر 35 عامًا، بينما المجني عليهما زوجته "رودشان س. م."، ربة منزل تصغره بأربع سنوات، وصديقه "صابر. إ."، جامع خردة، وجميعهم يقيمون بدائرة مركز شرطة الخانكة بمحافظة القليوبية.

البداية كانت عام 2022، حين تزوج المتهم بالمجني عليها، وسكنا منزلًا متواضعًا بمنطقة أرض التين عرب العليقات، دائرة مركز شرطة الخانكة بالقليوبية. كان "صابر" الصديق الأقرب للزوج؛ يجلسان سويًا، ويتقاسمان الأفراح والهموم، ويتردد باستمرار على منزل صديقه، حتى بدأت سيرة الزوجة والصديق تتناقلها الألسنة، وتتحدث عن علاقة آثمة تجمعهما، حتى وصلت الهمسات إلى مسامع الزوج.

في أواخر يونيو 2022، دخل "مجدي" منزله بعد يوم عمل طويل، لكن ما كان يثقله لم يكن مجرد التعب، بل الشك. شكٌّ نما داخله كالأورام الخبيثة، تغذَّى على همسات الجيران وثرثرة المقاهي وأحاديث الأهالي التي طعنت في شرف زوجته وصديقه.

لم يواجه، ولم يسأل، ولم يبحث عن الحقيقة. وقف عند عتبة الباب، وفي لحظة واحدة تحوَّل من زوج إلى قاتل.

شدَّ الحزام على عنق زوجته حتى غاب صوتها، ثم وضع كيسًا بلاستيكيًا على رأسها، ورفع المطرقة، وسدَّد ضرباته إلى رأسها بلا تردُّد، حتى فارقت الحياة.

لم يكتفِ بذلك، بل جرَّ جثمانها إلى مكان بعيد عن الأعين، وصبَّ البنزين، وأشعل النار التي التهمت ملامحها وأخفت آثار الجريمة مؤقتًا، لكنها لم تُطفئ نيران الشك داخله.

بعد أسبوع من الجريمة، خطَّط مجدي لقتل صديقه. جهَّز سكينين، وعصا خشبية، وحزامًا، ثم استدرجه إلى منزله، وانقض عليه فجأة.

ضربه بالعصا على الرأس حتى دوَّخته الضربة، ثم كبَّله بالحزام، وسدَّد له طعنات متتالية بالسكينين في مواضع قاتلة. وحين سقط "صابر" صريعًا، تركه جثة هامدة وفرَّ هاربًا.

أجهزة الأمن ألقت القبض على المتهم، وفي البداية أنكر، لكن مع تضييق الخناق اعترف بارتكاب الواقعتين بسبب شكه في سلوك زوجته وعلاقتها بصديقه.

تحرَّر المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق، وأحالت المتهم إلى محكمة الجنايات، التي قررت إحالة أوراق القضية إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي فيما اقترفه.