حكاية حكم المؤبد.. القصة الكاملة لفيديو قربان الجن بواحات الجيزة

كشفت الأجهزة الأمنية بالجيزة، ملابسات مقطع فيديو قديم يعود تداوله إلى عام 2019، تضمن مشاهد لشاب مقيد بالحبال تحت عنوان مثير للجدل: "خطف طفل لذبحه قربانًا للجن وفتح مقبرة أثرية بالواحات البحرية".
رصدت مديرية أمن الجيزة تداول الفيديو الذي مدته 46 ثانية على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر خلاله أحد الأشخاص يقول: "واخدين الواد عشان يدبحوه على باب المقبرة". الأمر أثار حالة من الجدل وقتها، ودفع اللواء محمد مجدي أبو شميلة، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة، إلى تكليف فريق بحث بقيادة اللواء علاء فتحي مدير المباحث ونائبه اللواء هاني شعراوي لفحص حقيقة الفيديو.
قاد العقيد محمد أبو زيد، مفتش مباحث الواحات البحرية، عملية الفحص والتحريات، وتبين أن الفيديو ليس حديثًا وإنما جرى تداوله منذ 6 سنوات، وأن ما تم ترويجه عن "ذبح طفل قربانًا للجن" لا أساس له من الصحة.
وكشفت التحريات أن ما جرى كان واقعة خطف طفل على يد شابين من أقاربه، بسبب خلافات مالية مع والده – ابن عمهما – على قطعة أرض تبلغ قيمتها نحو 150 ألف جنيه.
أثبتت التحريات أن المتهمين استدرجا الطفل بحجة شراء حلوى، ثم احتجزاه داخل منطقة صحراوية نائية، وأثناء احتجازه، هدده أحدهما قائلًا: "مش هتمشي من هنا إلا لما أبوك يجيب الفلوس".
المتهمان، لتضليل الأسرة، شاركا في البحث عن الطفل باعتبارهما من العائلة نفسها، حتى لاحظهما بعض الأهالي أثناء خروجهما من إحدى المناطق الجبلية، فاقتفوا أثرهما ليعثروا على الطفل مقيدًا عند مدخل مغارة.
أكدت تحريات المباحث، برئاسة الرائد مصطفى فودة، أن ما روجه البعض وقتها عن محاولة ذبح الطفل لفتح مقبرة أثرية كان مجرد شائعة، بينما الحقيقة أن الدافع وراء الجريمة هو خلاف مالي بحت مع والده.
تم تحرير محضر بالواقعة، وضبط المتهمين، اللذين اعترفا تفصيلًا بارتكاب الجريمة بسبب الخلاف على مستحقات مالية، وقررت النيابة حبسهما على ذمة التحقيقات، ثم أحالتهما إلى محاكمة جنائية عاجلة.
أصدرت محكمة الجنايات حكمها بالسجن المؤبد ضد المتهمين بتهمة خطف واحتجاز طفل بدون وجه حق، ويقضيان حاليًا العقوبة داخل السجن.