الذئاب كشفت الجريمة.. حكاية مقتل شيماء وابنتها على يد زوجها العرفي وشقيقه

لم ترتكب "شيماء" جرمًا أو تقترف إثمًا، فقط أرادت توثيق زواجها العرفي من زوجها "رائف"، لكن طلبها البسيط تحوّل إلى جريمة قتل مأساوية حيث أقدم الزوج على قتل زوجته وابنتها خنقًا وإلقاء الجثتين في الصحراء بمعاونة شقيقه.
تفاصيل مثيرة وردت في تحقيقات قضية مقتل ربة منزل وطفلتها على يد زوجها في عام 2021 بمحافظة البحر الأحمر.
المجني عليهما هما: "شيماء ك." (40 سنة – ربة منزل)، وابنتها "جنى أ." (13 سنة). بينما المتهمان هما زوجها العرفي "رائف" وشقيقه "حنفي".
بدأت القصة أواخر عام 2008، عندما تزوجت شيماء ابن خالتها، وأنجبت منه طفلة تُدعى "جنى"، بعد فترة دبت الخلافات بينهما فقررا الانفصال وأقامت الطفلة مع والدتها.
في عام 2020، تعرفت "شيماء" على "رائف" عن طريق إحدى صديقاتها، وبمرور الوقت توطدت علاقتهما، وأبدى رغبته في الزواج منها عرفيًا، وافقت الضحية مع وعد الزوج بتوثيق العقد بعد إنجاب ولد.
خلال السنة التي استمر فيها الزواج، تعرضت شيماء وطفلتها للتعذيب؛ فقد حُرمت الطفلة من الدراسة، ومنعت الضحية من التواصل مع أسرتها، وأُجبرت على ارتداء النقاب، فيما حاولت مرتين الهروب، لكن فشلت.
وأجبرها المتهم على أخذ قرض باسمها لاستغلال معاش والدها، ووقعت بينهما خلافات وصلت إلى تسجيل محاضر سرقة وعنف.
وبعد نحو عام من الزواج، أنجبت شيماء ولدًا، وأملت أن يوثق الزوج زواجهما رسميًا، لكنه رفض وبدأ يساومها على ترك الرضيع مقابل أموال، لكنها رفضت.
عندما تمسكت الزوجة بمطلبها، استدرجها بمساعدة شقيقه إلى سطح المنزل، وثقها بالحبال، وسدد طعنات قاتلة لجسد ابنتها أردتها قتيلة، وكتم أنفاس زوجته بغطاء رأسها.
ثوانٍ ولفظت الزوجة أنفاسها الأخيرة، وبعد تأكد رائف وشقيقه من مقتلها قاما بغسل السطح بالمياه، وعندما حل الظلام حملا الجثتين في سيارة وتركهما في صحراء رأس غارب، بجوار آبار البترول بمنطقة غرب بكر، بطريق رأس غارب – الزعفرانة.
ظن المتهمان أنهما نجحا في إخفاء الجريمة، لكن الذئاب كان لها رأي آخر؛ وبعد 5 أيام، شاهد أحد الأهالي الذئاب تنبش الأرض في محاولة لاستخراج الجثتين، فأبلغ أجهزة الأمن التي انتقلت على الفور، وتم نقل الجثتين إلى مشرحة المستشفى.
نجحت أجهزة الأمن في تحديد هوية المجني عليهما، وبسؤال الزوج أنكر معرفته بالواقعة، لكن مع تضييق الخناق عليه اعترف بارتكاب الجريمة بمساعدة شقيقه.
"شتمت أمي وأخويا كان شارب مخدرات".. بتلك الكلمات اعترف شقيق الزوج بارتكاب الجريمة.
تحرر محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة العامة أحالت المتهمين إلى محكمة الجنايات التي قضت بالإعدام شنقًا للزوج، والسجن المؤبد لشقيقه.