القصة الحقيقية لمسلسل «سفاح التاكسي»: شقيقان تخلصا من 11 سائقًا خلال شهرين

القصة الحقيقية لمسلسل
القصة الحقيقية لمسلسل «سفاح التاكسي»: شقيقان تخلصا من 11 سائ

بدأ عرض المسلسل اللبناني «سفاح التاكسي» الذي أثار الكثير من الاهتمام بفضل قصته المثيرة، المبنية على أحداث حقيقية.

يتكون المسلسل من أربع حلقات فقط، وتبلغ مدة كل حلقة حوالي 40 دقيقة، لكنه يروي قصة سلسلة من الجرائم التي هزت بيروت، حيث ارتكب شقيقان جرائم قتل وسرقة طالت سائقي التاكسي، في وقائع حيرت المحققين.

ونستعرض القصة الحقيقية للمسلسل، بحسب ما ورد في «الأخبار اللبنانية» و«MTV lebanon» و«آربيان بيزنس»:

القصة ترجع إلى عام 2011، عندما شهدت لبنان واحدة من أكثر الجرائم رعبًا، حيث تم القبض على شقيقين اسمهما ميشال وجورج بتهمة قتل 11 شخصًا، كانوا يعملون كسائقي سيارات عمومية في لبنان.

خلال هذا العام، بدأت الجرائم في شهر سبتمبر واستمرت حتى نوفمبر عندما تم القبض عليهم، وما بينهما عاش لبنان حالة رعب وذعر.

خلال هذه الجرائم، كان القاتلان يحرصان على تنفيذ جرائمهم بشكل احترافي، دون أن يتركوا أي دليل وراءهم، وهو ما جعل مهمة التحقيق صعبة للغاية، كل ما كان معروفًا أنه يتم القتل بمسدس 7 ملم، والطلقة تكون خلف الأذن.

لكن، في نهاية المطاف، ارتكب الجانيان خطأ قاتلًا كان كفيلًا بكشف هويتهم، حيث باع أحد الشقيقين، هاتف ضحيته الأخيرة إلى ابن جاره، وهو الأمر الذي ساعد المحققين في الوصول إليهما.

بعد تكثيف التحقيقات وتتبع السلطات مكان الهاتف، أدى ذلك إلى اكتشاف مكان إقامة الشقيقين، ليتم مداهمة المنزل.

عند تفتيش المنزل، عثر المحققون على مسدس من عيار 7 ملم، وهو السلاح الذي استخدم في الجرائم، وبعد مزيد من التحقيقات، اعترف ميشال بأنه هو من أطلق النار على جميع ضحاياه، فيما كان شقيقه جورج يرافقه لمساعدته في تنفيذ جرائم السرقة، بالإضافة إلى إلهاء الضحايا أثناء عملية القتل.
سلسلة الجرائم والتخطيط المحترف

وفي التحقيقات، بحسب الصحف اللبنانية، فإنهما اعترفا أن القتل بدأ عندما تخلصا من جارتهما العجوز ملكة توفيق، ثم قررا توسيع دائرة جرائمهم لتشمل سائقي التاكسي لسهولة العثور عليهم واستدراجهم، بحسب أقوالهم.

الطريقة التي اعتمداها كانت تعتمد على استدراج ضحاياهم من خلال التظاهر بركوب التاكسي، حيث كان أحدهما يطلب من السائق التوجه إلى شارع فرعي لقضاء حاجة شخصية، وعندما يوقف السائق السيارة، كان الثاني يقوم بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة.

وحتى عندما كانا يقتلان سائقي التاكسي، كانا يسرقان سيارته، ثم يركبونها في محاولة لقتل أول راكب يصادفهم. غالبًا ما كانا يسرقان الأموال والمقتنيات الشخصية للضحايا، ويتركون وراءهم مبلغًا صغيرًا من المال لإيهام التحقيقات بأن القتل لم يكن بدافع السرقة، بل بسبب دوافع أخرى.
دوافع القتل: اليأس والفقر

وفي التحقيقات، أشار ميشال إلى أن دوافعه كانت تتعلق بالحاجة والفقر الذي كان يعاني منه هو وعائلته. وأوضح أن الوضع الاجتماعي الصعب دفعه هو وشقيقه إلى اتخاذ هذا الطريق المظلم للانتقام من الحياة. واعترف بأنه كان القاتل الأساسي في الجرائم، بينما كان شقيقه جورج يرافقه في كل مرة كمساعد له.

أما عن الضحايا، فقد تنوعوا بين سائقي التاكسي وأشخاص آخرين كانوا ضحايا لحظهم السيئ، فكان القاتلان يلتقطان الفرصة ويقتلون من يلتقون به في الطريق. من بين الضحايا كانت أسماء معروفة، مثل السائقين: رجا رامز كشيك (سوري)، حسين مصطفى حمزة (لبناني)، ألبير رامز النشار (لبناني)، بالإضافة إلى ضحايا آخرين من جنسيات أخرى كسائق إيراني.

بعد اعترافات الشقيقين، تم إجراء تحليل الحمض النووي للمشتبه بهم لمطابقة البصمات مع العينات التي تم العثور عليها في مسارح الجرائم. كما تم العثور على آثار دماء تتطابق مع دماء الضحايا في بعض الأماكن، مما عزز الأدلة ضدهم، حتى تم الحكم عليهما بالسجن المؤبد.