قطر لم تعد ملاذًا آمنًا: نفاد وقت الحماية بعد استهداف وفد حماس في الدوحة

قطر لم تعد ملاذًا
قطر لم تعد ملاذًا آمنًا: نفاد وقت الحماية بعد استهداف وفد حم

 شنّت إسرائيل، اليوم الثلاثاء، ضربة جوية استهدفت ما وُصف بأنه اجتماع لوفد قيادي لحركة حماس انعقد في العاصمة القطرية الدوحة، في تصعيد يعتبر نادر الحدوث ويترك آثارًا دبلوماسية واستراتيجية كبيرة على دور الدوحة كوسيط. تقارير إخبارية رسمية ومصادر صحفية أكدت تنفيذ الاستهداف وأنه استهدف «قادة في الوفد التفاوضي» الموجودين أثناء مناقشات خطة هدنة مقترحة. 

من بين الأسماء التي تكررت في تقارير وسائل إعلام وبيانات إسرائيلية كمستهدفين أو كحاضرين في الاجتماع، ذكر صحفيون ووسائل إعلام دولية اسم خليل الحيّة  كأحد أبرز القادة الموجودين أو المستهدفين، فيما تناولت تقارير أخرى أسماء ثانوية وردت في نقل وسائل إعلام إقليمية. ومع ذلك، أكدت مصادر لحركة حماس ولتقارير مستقلة أن أعضاء الوفد نجوا من الضربة ولم تُسجّل حتى هذا الوقت حصيلة مؤكدَة للقتلى بين قيادات الحركة. 

الدوحة دانت الحادثة بأقصى لهجة رسمية، واعتبرتها «انتهاكًا صارخًا» لسيادتها ومقوّمًا يهدد أعمال الوساطة التي تقوم بها الدولة الخليجية منذ سنوات في ملف التهدئة ونقل المساعدات لقطاع غزة. تصريحات قطرية وصَدّ قواعد بيانات المراقبة الدبلوماسية بأن أي استهداف على أراضي دولةٍ مضيفة يُعد اختراقًا خطيرًا للأعراف الدولية ويقوّض شروط الثقة بين الأطراف الوسيطة. 

ردود الفعل الدولية متباينة وسريعة؛ وكالات أنباء دولية نقلت أن الولايات المتحدة أُبلغت مسبقًا عن العملية، بينما عبّر أمين عام الأمم المتحدة ودول إقليمية عن قلقهم من تصعيد قد يُجهض مسارات التفاوض. محلّلون يرون أن ضرب منصّة تفاوض داخل دولةٍ مضيفة يقلب موازين الوساطة ويطرح إمكانية إعادة هندسة مسارات التفاوض أو حتى توقف مبادرات السلام المتقدمة. 

الخلاصة أن ما بدا سابقًا كـ«قلب دافئ» لقيادات حماس خارج قطاع غزة — أي الدوحة — لم يعد كما كان. الاستهداف اليوم، وخصوصًا بعد تأكيدات النجاة المؤقتة للوفد، يبعث برسائل مفادها أن المستوى الأمني والسياسي الذي وفّرته الدوحة قد انكسر عمليًا، وأن أي دولة تستضيف عناصر من جماعات مسلحة أو فصائل مقاتلة قد تصبح عرضة لضغوط أو عمليات انضباطية من قوى خارجية. السؤال الذي تطرحه الساعات القادمة: هل ستستمر الدوحة في لعب دور الوسيط أم أن ثمن الحماية والمساحة الآمنة أعلى من أن تُحتمل؟