القصة الكاملة لفتيات الكهف.. عزل اختياري لأسرة داخل شقة بحلوان يتحول إلى مأساة إنسانية | شاهد

القصة الكاملة لفتيات
القصة الكاملة لفتيات الكهف.. عزل اختياري لأسرة داخل شقة بحلو

في منطقة حلوان جنوب القاهرة انفجرت مأساة صادمة تحت عنوان "فتيات كهف حلوان" بعد استغاثات اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا.. خلف باب شقة مغلقة منذ أكثر من عام ونصف عاشت شقيقتان مطلقتان في عزلة خانقة. أنهكهما المرض النفسي وحوّلهما إلى أجساد هزيلة كالهياكل البشرية فيما شاركتهما المعاناة طفلة صغيرة لا تتجاوز التاسعة من عمرها حُرمت من المدرسة واللعب لتغدو سجينة الخوف والحرمان.

المشهد الذي تكشّف عند فتح الباب كان أشبه بكابوس.. بيت مظلم ووجوه شاحبة وطفلة تتشبث بالحياة وسط ركام اليأس.. الصور التي هزت مشاعر المتابعين دفعت إلى موجة مطالبات عاجلة بإنقاذ الأسرة وتقديم الدعم النفسي والصحي ونقل الطفلة إلى بيئة آمنة تستعيد فيها طفولتها الضائعة.

تصاعدت حدة القلق في منطقة المشروع الأمريكي بحلوان جنوب القاهرة، بعد اكتشاف حالة غريبة لأسرة مكونة من ثلاث نساء عشن في عزلة تامة داخل شقتهن لأكثر من عام.

وتحولت المساحة السكنية مع الوقت إلى مكان أشبه بالمغارات المظلمة، وفقًا لوصف السكان المحليين.

وتعود تفاصيل الحالة إلى شقيقتين مطلقتين وطفلة صغيرة، قررن الانسحاب التام من الحياة الاجتماعية منذ ما يقرب من 18 شهرًا.
توقفن عن مغادرة المنزل تمامًا، وقطعن كل صلة بالعالم الخارجي، بسبب معاناتهن من اضطرابات نفسية حادة.

وأفاد شهود عيان أن الشقة تحولت إلى بيئة غير صالحة للسكن، حيث تكاثرت طبقات الغبار وانتشرت روائح كريهة في كل أركانها.

وأضافوا أن الحالة الصحية للأسرة تدهورت بشكل ملحوظ، حيث بدت ملامحهن شاحبة وهزيله بشكل يصعب التعرف عليهن.

وفي تصريحات مثيرة، كشف الجيران أنهم كانوا يلاحظن وجود الأسرة من خلال أصوات خافتة تصل من داخل الشقة.

وأشاروا إلى قيامهم بإمدادهن بالطعام عبر نافذة صغيرة، بعد فشل جميع محاولات التواصل المباشر معهن.

وبعد استنفاد كل الخيارات، لجأ السكان المحليون إلى السلطات المختصة طلبًا للمساعدة. وتحركت على الفور فرق التدخل السريع التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي لمعالجة الأزمة.

وكشفت التحقيقات الأولية أن الحالة تنطوي على تعقيدات نفسية عميقة، حيث أوضحت الشقيقة الصغرى -التي تمت مقابلتها- أن شقيقتيها أصيبتا باضطرابات نفسية حادة بعد طلاقهما قبل عامين، مما أدى إلى إصابتهما برهاب الاجتماع ورفض أي تواصل مع المحيط الخارجي.

وأظهرت المعطيات أن الأسرة تنتمي لخلفية مادية مريحة، ولديها ستة أبناء آخرين. وأرجع المختصون تدهور الحالة إلى الصدمات النفسية الناتجة عن تجربة الطلاق، والتي تفاقمت بسبب العزلة الطويلة. 

تحرك رسمي

و وجهت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي فريق التدخل السريع المركزي ببحث المنشور المتداول على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن ما يسمى "فتيات كهف حلوان".

وتوجه فريق التدخل السريع المركزى على الفور إلى موقع الحالة، حيث تم مقابلة الأخت الصغرى للحالتين، وتدعي" إ. ع. أ"، والتي أفادت بأن الأختين عقب طلاقهما من عامين، تقيمان بشقة الوالد وبرفقتهن طفلة وتدعى "ن. ا" ابنة إحدى الحالتين، وتعانى الأختان من اضطرابات نفسية تتمثل في شعورهن بالخوف في التعامل، موضحة أنها عندما علمت بحالتهن قامت بنشر المنشور علي مواقع التواصل الاجتماعي.

تفاصيل معاناة شقيقتين بعد فشل زيجاتهما وإصابتهما باضطراب نفسي

وأفاد جيران، أن الحالتين من أسرة ميسورة الحال، ولديهما ٣ أخوة ذكور و٣ إناث ويحاولون مساعدة الاختين، وإنما ظروف الحياة وما تعرضت له الحالتين من فشل زيجاتهما أدى بهم إلى ذلك الاضطراب النفسي، وخوفهن من التعامل مع الآخرين، وتم محاولة التواصل مع الحالات ولكنهم لم يستجيبا نهائيًا.

ووجه فريق التدخل السريع السيدة المذكورة للتواصل مع الأمانة العامة للصحة النفسية صاحبة الاختصاص كون الأختين غير محتجزين فضلا عن معاناتهن من أمراض نفسية وهو ما يخرج عن اختصاص وزارة التضامن الاجتماعي حيث لا توجد مؤسسات تابعة للوزارة تتعامل مع مثل هذه الحالات.

ويقوم فريق التدخل السريع بتحقيق سرعة الاستجابة للأزمات والتدخلات العاجلة بمؤسسات الرعاية الاجتماعية من رصد تجاوزات ضد نزلاء تلك المؤسسات من الأطفال والمسنين أو التدخل لإنقاذ الأشخاص الكبار والأطفال بلا مأوى، وذلك عن طريق البلاغات الواردة من الخط الساخن للوزارة (16439) والخط الساخن لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة برئاسة مجلس الوزراء (16528) أو من خلال ما يتم رصده عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.