سر الحظيرة المظلمة..حكاية ثلاث أشهر من الخيانة تنتهي بجريمة قتل

سر الحظيرة المظلمة..حكاية
سر الحظيرة المظلمة..حكاية ثلاث أشهر من الخيانة تنتهي بجريمة

على مدار ثلاثة أشهر، تحولت حظيرة المواشي في بيت ريفي هادئ إلى مسرح لسر مظلم. هناك كانت رندا تخبئ عشيقها، وتدعوه إلى غرفتها، مستغلة غياب زوجها عن المنزل كل صباح، سعيًا وراء رزق أسرته.

بينما كان طفلاها يلهوان في الغرفة المجاورة، كانت الأم تمارس العلاقة المحرمة مع عشيقها. لكن حين بدأت الشكوك تتسلّل إلى قلب الزوج، أخبرت عشيقها وتخلصا من الزوج.

تفاصيل مثيرة وردت في تحقيقات قضية جريمة مقتل مزارع على يد زوجته وعشيقها في محافظة الإسماعيلية عام 2017.

الضحية وليد، مزارع بسيط من أبناء قرية بالقنطرة غرب، أما المتهمان فهما زوجته رندا (30 عامًا)، وعشيقها سيد، عامل نظافة بمجلس مدينة فاقوس.

بدأت الحكاية عام 2010، عندما أراد وليد أن يُكمل نصف دينه، دلته إحدى قريباته على رندا، فتاة تكبره بثلاث سنوات، وتُقيم في إحدى قرى مركز فاقوس بمحافظة الشرقية.

بعد فترة خطوبة، تزوجا وسكنا منزل الزوج بإحدى قرى القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية. عاشا حياة هنية، رُزقا باثنين من الأبناء. الزوج يعمل مزارعًا في أرضه بجانب تربية الماشية، بينما زوجته ترعى شؤون الأسرة وتساعد زوجها في أعماله.

لكن خلف هذا الهدوء، كانت تتراكم الخلافات الصغيرة، حتى جاء عام 2017 حين اشتعل خلاف كبير بين الزوجين، غادرت على إثره الزوجة المنزل وعادت إلى بيت والدها. هناك تعرفت على سيد - شاب من نفس قريتها ويعمل بمجلس مدينة فاقوس - وبدأ كلامه بالاهتمام والتعاطف، وسرعان ما تحوّل إلى علاقة آثمة.

ثمانية أشهر قضتها رندا في بيت والدها كانت تلتقي خلالها عشيقها خلسة في الحقول حيث يعملا معًا كـ"عمال يومية". وبعدما تعهد زوجها بحسن معاملتها، عادت إلى بيتها، لكن العلاقة المحرمة لم تنتهِ، بل ازدادت جرأة.

خلال ثلاثة أشهر، كانت تستقبل عشيقها في غياب زوجها، تُخفيه في حظيرة الماشية حتى يرحل وليد صباحًا، ثم تدعوه إلى غرفتها. تتكرر الخيانة يومًا بعد يوم، حتى دب الشك في قلب الزوج. وما إن صارحها بشكوكه، حتى قررت التخلص منه.

في إحدى الليالي، أقنعت رندا زوجها أن يخرج إلى الصيدلية لإحضار دواء لأطفاله، بينما كان العشيق يترقب في الظلام ممسكًا بسكين. وما إن شاهد الزوج حتى انقض عليه بطعنات متتالية أنهت حياته، ثم تركه جثة هامدة على جانب الطريق.

في الصباح، اكتشف أحد المارة الجثة الملقاة، فأبلغ أجهزة الأمن التي انتقلت على الفور، وأكدت تحريات فريق البحث أن زوجة المجني عليه وراء ارتكاب الجريمة بمساعدة شخص آخر. وبتقنين الإجراءات تم القبض عليها، وبتضييق الخناق اعترفت تفصيليًا بأنها تربطها علاقة عاطفية بأحد الأشخاص.

أكدت المتهمة في اعترافاتها أنها حاولت قتل زوجها مرتين بالسم قبل أن تنجح الطعنات فيما فشل فيه السم.

وبمناقشة الأطفال، أبناء القتيل، بمعرفة فريق البحث، اعترفوا بأن القاتل كان يعيش معهم من فترة طويلة وكان ينام مع المتهمة في غرفة النوم أثناء غياب والدهم.

تحرر المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق. وفي الرابع من أبريل 2018، قضت محكمة جنايات الإسماعيلية بإحالة رندا وعشيقها إلى مفتي الجمهورية.