ذهب ومصحف ورسالة وداع.. كيف أنهت عروس الفيوم حياتها بعد 45 يوما من الزواج؟

ذهب ومصحف ورسالة
ذهب ومصحف ورسالة وداع.. كيف أنهت عروس الفيوم حياتها بعد 45 ي

لم تكن “أسماء” تعلم أن آخر خطواتها على ضفة بحر يوسف ستكون طريق الوداع، ولا أن كلماتها الأخيرة التي تركتها في رسالة قصيرة "يا رب سامحني وارحمني" ستصبح صدىً يوجع القلوب في قريتها الهادئة بدمشقين التابعة لمركز الفيوم.

عروس لم تكمل شهرين في بيتها الجديد، حملت أحلامها الصغيرة على كتفيها حين تزوجت، لكنها وجدت نفسها وسط خلافات وضغوط لم تحتملها، بين تدخلات عائلية ومشاحنات يومية أنهكت قلبها، حاولت الأم تهدئة الأمور، ونصحتها قائلة: «استحملي يا بنتي، الأيام هتعدي»، فعادت أسماء إلى بيت زوجها على أمل أن تتحسن الأمور، لكنها لم تتحسن.

صباح الحادث، خرجت في صمت خلعت ذهبها ووضعته إلى جوار حقيبتها، وأخرجت منها مصحفها الصغير، وضعته برفق على الشاطئ، ثم نظرت طويلًا نحو السماء وكأنها تودّعها، في لحظة انكسار، تركت خلفها كل شيء — أهلها، وبيتها، وحلمها الصغير — وألقت بنفسها في مياه بحر يوسف، لتختفي في أعماقه إلى الأبد.

أبلغ الأهالي أجهزة الأمن، فهرعت قوات الإنقاذ النهري، وانتشلت جثمانها بعد دقائق من البحث، لتبدأ مأساة جديدة في بيت الأم التي لا تزال كلماتها الأخيرة ترنّ في أذنها.

وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.

كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102. وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.