انتقامًا من والده.. اعترافات صادمة لزوجة العم المتهمة بقتل طفل ودفنه بقنا

في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها صعيد مصر مؤخرًا، كشفت أجهزة الأمن في محافظة قنا تفاصيل مقتل طفل يبلغ من العمر أربع سنوات على يد زوجة عمه، التي أقدمت على استدراجه من قريته في فرشوط إلى مقابر قرية الكرنك بمركز أبوتشت شمالي المحافظة، حيث اعتدت عليه بالضرب حتى الموت ثم دفنت جثمانه داخل أحد القبور.
- بداية البلاغ
بدأت فصول الجريمة ببلاغ تلقته مديرية أمن قنا من مركز شرطة فرشوط يفيد بتغيب طفل يدعى حازم محمود، يبلغ من العمر أربع سنوات، من منزله في قرية رفاعة التابعة لدائرة المركز. على الفور كثفت الأجهزة الأمنية تحرياتها، وجرى تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات اختفاء الطفل، خاصة بعد مرور ساعات دون العثور عليه، ما أثار قلق أسرته وأهالي القرية.
- العثور على الجثمان
بعد يومين من البحث توصلت التحريات إلى مفاجأة صادمة؛ إذ عُثر على جثمان الطفل داخل أحد القبور بمقابر قرية الكرنك بمركز أبوتشت، على بُعد نحو 15 كيلومترًا من محل سكنه. وبالفحص المبدئي تبين أن الطفل تعرض للضرب المبرح على الرأس باستخدام أداة صلبة، يُرجح أنها حجر، مما تسبب في وفاته في الحال، قبل أن يتم دفنه لإخفاء معالم الجريمة.
- تتبع المشتبه بها
قادت تحركات الطفل الأخيرة فريق البحث إلى زوجة عمه، التي تبين أنها كانت آخر من شوهد الطفل برفقتها قبل اختفائه. وبمواجهتها بالتحريات انهارت المتهمة واعترفت تفصيليًا بارتكاب الجريمة، مؤكدة أنها استدرجت الطفل من قرية رفاعة بحجة اصطحابه للتنزه، ثم توجهت به إلى مقابر الكرنك، حيث اعتدت عليه بالحجارة حتى فارق الحياة، ودفنته داخل أحد القبور.
- الدافع الصادم
قالت المتهمة في اعترافاتها أمام جهات التحقيق: "قتلت الولد علشان أبوه كان بيضربني ويهينني، وكنت عاوزة أنتقم منه وأحرق قلبه على ابنه"، مضيفة أنها رغم حبها للطفل الذي كانت تعتبره بمثابة ابنها لأنها شاركت في تربيته، إلا أن رغبتها في الانتقام غلبت عليها. وأضافت: "هو كان بيحبني، بس أبوه كان بيضربني دائمًا ويشتمني، وأنا تعبت من الإهانة، فقررت أخلص منهم بالطريقة دي".
- مشهد الجريمة
وأوضحت التحقيقات أن المتهمة اصطحبت الطفل إلى المقابر في وضح النهار، حيث اعتدت عليه بضربات متتالية بالحجارة على رأسه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم حفرت قبرًا صغيرًا ودفنته بداخله، وغادرت المكان كأن شيئًا لم يحدث.
- التحقيقات والإجراءات القانونية
عقب ضبط المتهمة أُخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وقررت حبسها على ذمة القضية، مع عرض الجثمان على الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة بدقة. وتواصل الأجهزة الأمنية في مركزي أبوتشت وفرشوط استكمال التحريات حول الواقعة تمهيدًا لإحالة القضية إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
- صدمة في القرية
أثارت الجريمة حالة من الذهول بين أهالي مركزي فرشوط وأبوتشت، الذين لم يتخيلوا أن تمتد يد امرأة لقتل طفل من لحم ودم أسرتها. وقال أحد الأهالي في تصريحات خاصة: "الناس كلها مصدومة.. الولد كان محبوبًا من الجميع، والست دي كانت بتتعامل معاه بحنية، محدش كان يتخيل إنها تقدر تعمل كده".
وبينما يودّع الأهالي الطفل الصغير في جنازة مهيبة، تظل الأسئلة تدور حول كيف يمكن للغضب والانتقام أن يدفعا إنسانًا لارتكاب جريمة بهذا القدر من القسوة، ضد براءة لا ذنب لها سوى أنها تحمل اسم والد مكروه.