سيد المسكين.. قصة حارس مقام البدوي الذي يظهر في كل مولد بـ زي غريب | شاهد

سيد المسكين.. قصة
سيد المسكين.. قصة حارس مقام البدوي الذي يظهر في كل مولد بـ ز

في ساحة المسجد الأحمدي بمدينة طنطا محافظة الغربية خلال الاحتفال بمولد العارف بالله السيد أحمد البدوي، يبرز رجل مسن يرتدي جلبابًا صوفيًا يجمع بين اللون الأخضر القوي والأحمر الصارخ، تعلو رأسه عمامة حمراء ضخمة ومزركشة، كُتبت عليها عبارات دينية بخط ذهبي، لحيته البيضاء تحيط بوجهه الذي يبدو عليه أثر السنين، وتبرز عيونه المكحلة التي تمنحه نظرة ثاقبة ومهيبة، يمسك بعصاه المزينة، بينما تتدلى من رقبته مسابح متعددة الألوان والأحجام، ما يجعله يبدو كشخصية خرجت لتوها من حكايات الأولياء.. فتعالوا بنا نتعرف على "سيد المسكين".

وسط صرخات التهليل والزغاريد وحلقات الذكر الموجودة فى مولد السيد البدوي، يقف "المسكين" القابع بجوار المقام، يردد عباراته الصارخة التي لا تخفت: "يا شيخ العرب يا سيد، يا فتوة الأولياء يا سيد، يا مدخل الشريفة يا سيد، يا جياب الأسير يا سيد!".

وراء هذا المظهر الذي يجذب الأنظار، حكاية أربعين عامًا من العشق والخدمة، فالرجل السبعيني، ليس مجرد زائر، بل هو بواب مقام شيخ العرب السيد البدوي منذ 4 عقود.

ووفقًا لما صرح به "المسكين"، فإنه يرتدي هذا الزي المميز اعتقادًا منه أنه هو الزي الذي كان يرتديه السيد البدوي نفسه منذ ما يزيد عن 1200 عام، موضحا أن هذا اللباس هو انعكاس لـ "حالته" الخاصة في حب شيخ العرب.

أغرب ما في حكاية "سيد المسكين" هو حياته وطريقة عيشه، فالرجل الذي ترك زوجته وأبناءه الأربعة الحاصلين على مؤهلات عليا في مسقط رأسه بمحافظة قنا، يعيش على الكرامات والنفحات التي يقدمها له زوار السيد البدوي، كما يقضي الرجل عدة أيام متتالية دون طعام، لا يشعر خلالها بالجوع، مؤكدًا أن "غذاء الروح" الذي يستمدّه بمجرد جلوسه بجوار المقام يغنيه عن غذاء الجسد.

يقول "المسكين" بتركيز كامل، على الرغم من مظهره الغريب: "مميتشي سيدي السيد عايش مميتش"، وعند سؤاله عمن ينادي، يجيب بكل يقين: "بنادي علي سيدي السيد البدوي".

لا يقتصر دور "المسكين" على الجلوس بجوار المقام والذكر، بل يؤكد أنه لا يبرح مكانه إلا بإذن يأتيه من شيخ العرب، ويوضح أن هذا الإذن يأتي على هيئة "ذبذبات وأحاسيس داخلية لا يشعر بها سواه"، يترجمها إلى أوامر بالخروج لخدمة أولياء الله الصالحين في أماكن أخرى.

بدأت احتفالات مولد السيد البدوي في مدينة طنطا يوم 10 أكتوبر 2025، ومن المتوقع أن تختتم الليلة الختامية للاحتفالات اليوم 16 أكتوبر 2025.