الأب في غيبوبة وابنه بيتعلم المشي.. حكاية جريمة دهس مروعة داخل كمبوند بيفرلي هيلز بالشيخ زايد

الأب في غيبوبة وابنه
الأب في غيبوبة وابنه بيتعلم المشي.. حكاية جريمة دهس مروعة دا

في مساء هادئ داخل كمبوند بيفرلي هيلز بمدينة الشيخ زايد، تحول المشهد المألوف أمام النادي إلى فوضى عارمة. صرخات تتعالى، دماء على الطريق، ووجوه مذهولة لا تستوعب ما جرى.

فما بدأ كخلاف بسيط بين طلاب في مدرسة دولية، انتهى بجريمة دهس مروعة أصابت أسرة بأكملها، ووضعت الأب في غيبوبة داخل العناية المركزة.

خلاف أطفال

تعود القصة إلى نزاع صغير بين مجموعة من الطلاب في مدرسة دولية شهيرة بالشيخ زايد. الطفل حازم، البالغ من العمر 12 عامًا، كان يتعامل بشكل طبيعي مع زميلة له في الصف، ما أثار غيرة أحد زملائه الذي يكن لها مشاعر طفولية. تطور الخلاف سريعًا، فقام ثلاثة أشقاء من نفس العائلة، بمساعدة بعض زملائهم، بالاعتداء على حازم داخل المدرسة. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.

فبعد انتهاء اليوم الدراسي، حضر الأشقاء الثلاثة إلى منزل حازم داخل الكمبوند، مستخدمين عربة جولف، وقاموا بتشغيل الأغاني بصوت مرتفع أمام المنزل في محاولة لاستفزازه ومضايقته. وبعدها اتفق الطرفان على اللقاء أمام النادي داخل الكمبوند لتسوية الخلاف، بحضور أولياء الأمور.

لقاء تحول إلى مأساة

توجه الطفل حازم إلى مكان اللقاء بصحبة والده أحمد وابن عمته سعيد، في نية لإنهاء المشكلة بشكل ودي. لكن ما حدث هناك كان صادمًا. فما إن وصلوا حتى فوجئوا بشقيق الطلاب الثلاثة، وهو شاب يمارس رياضة الملاكمة، يعتدي بالضرب على الطفلين حازم وسعيد.

حاول الأب التدخل للدفاع عنهما، لكن والد الأشقاء، والذي كان حاضرًا بالمكان، فقد السيطرة على أعصابه، واستقل سيارته واندفع بها بسرعة جنونية تجاه الأب والطفلين، ليصدمهم عمدًا.

لحظات الرعب والدماء

المشهد كان مروّعًا، الجميع تجمهر أمام النادي في ذهول، بينما سقط الأب ونجله وابن شقيقته غارقين في دمائهم وتم استدعاء الإسعاف والشرطة على الفور، ونُقل المصابون إلى المستشفى في حالة حرجة.

أُدخل الأب أحمد العناية المركزة بعد إصابته بنزيف في المخ ودخوله في غيبوبة، بينما خضع ابنه حازم لعملية جراحية عاجلة بعد تعرضه لكسر مضاعف في الكاحل، واحتاج إلى تثبيت شرائح ومسامير أما الطفل سعيد، فأُصيب بارتجاج في المخ وكسر في الأنف وجرح عميق بالوجه تطلب أكثر من 12 غرزة.

صرخة ألم على السوشيال ميديا

زوجة الضحية ووالدة الطفل، دعاء يحيى، نشرت عبر صفحتها على "فيسبوك" منشورًا مؤلمًا كشفت فيه تفاصيل الواقعة، قائلة: "ابني حازم اتهم ظلما وتعرض للضرب داخل المدرسة، ثم جاء المعتدون إلى منزلنا لاستفزازه".

أضافت: "ذهب ابني مع والده لحل الخلاف أمام النادي، لكنهم تعرضوا لدهس متعمد، زوجي الآن في غيبوبة، وابني مكسور لا يستطيع السير، وابن شقيقتي مشوه الوجه كل ذلك بسبب غيرة طفل”.

منشور الأم انتشر بسرعة كبيرة، وأثار موجة واسعة من الغضب والتعاطف، وطرح تساؤلات كثيرة حول تنامي العنف حتى في الأوساط الراقية.

التحقيقات تكشف التفاصيل

تحريات أجهزة الأمن بالجيزة أكدت أن الخلاف بين الطلاب هو السبب الرئيسي وراء الواقعة، وأن الجاني دهس الضحايا عمدًا بسيارته بعد مشادة كلامية، وفحص رجال المباحث كاميرات المراقبة المحيطة بالنادي وبوابات الكمبوند التي وثقت لحظة الحادث بالكامل.

وخلال ساعات، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على الجاني، وتم التحفظ على السيارة المستخدمة، وأُحيل المتهم إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.

بيان رسمي من إدارة الكمبوند

من جانبها، أصدرت إدارة كمبوند بيفرلي هيلز بيانًا أكدت فيه أن الحادث وقع مساء الأربعاء الماضي، نتيجة خلاف سابق بين أبناء الطرفين، وجرت محاولة لتسويته أمام النادي بحضور أولياء الأمور.

وأضاف البيان أن المشادة تطورت بشكل مفاجئ، ليقوم أحد أولياء الأمور بدهس الطرف الآخر بسيارته ثم الفرار من المكان مؤكدة تعاونها الكامل مع جهات التحقيق، وتسليمها تسجيلات الكاميرات وكافة البيانات الخاصة بالأطراف المتورطة.

صدمة مجتمعية ونهاية مؤلمة

الحادث أحدث صدى واسعًا في الشارع المصري وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنه وقع داخل مجتمع يُفترض أنه آمن ومنضبط.كثيرون علقوا بأن العنف لم يعد حكرًا على بيئات معينة، بل صار ظاهرة تهدد الجميع دون تفرقة طبقية.

الكارثة أن الجريمة أصبحت لغة يتحدث بها الجميع، في كل الطبقات، وكأن الإنسانية رحلت من القلوب"، كتب أحد المتابعين تعليقًا على الواقعة.

وبينما يرقد الأب داخل غرفة العناية المركزة يصارع للبقاء على قيد الحياة، يستمر الطفلان في رحلة علاج طويلة، وتعيش الأسرة صدمة يصعب تجاوزها.