4 جثث في قبور أسمنتية.. بماذا عاقبت الجنايات مهندسًا قتل أسرته طمعًا في الأملاك؟
أراد "أحمد" بعد تخرجه من كلية الهندسة تأمين مستقبله لشراء شقة في منطقة راقية تليق بوضعه الجديد، فطلب من والده التنازل له عن عقار يمتلكه في منطقة دار السلام، لكن رفض والده انتهى بجريمة مأساوية راح ضحيتها 4 أشخاص.
بدأت القصة عام 2023، عندما ألح "أحمد" على والده للتنازل له عن العقار، لكن طلبه قوبل بالرفض مرارًا، إلى أن عاد في يوم الواقعة إلى المنزل بحجة تناول الغداء مع والديه، وكان يخفي بين طيات ملابسه سلاحًا ناريًا.
وما أن جلسوا على مائدة الطعام حتى فتح المهندس موضوع التنازل عن العقار من جديد، فغضب الأب لرفضه المتكرر، ونشبت بينهما مشادة كلامية، أخرج خلالها الابن سلاحه الناري وأراد إجبار والده على الإمضاء على عقد التنازل.
رفض الأب بشكل قاطع التوقيع، ظنًا منه أن نجله لن يقوى على إطلاق النار، لكن سرعان ما خاب ظنه بعدما أطلق الابن صوبه عيارًا ناريًا أرداه قتيلًا.
لم يمهل المتهم الأم وقتًا لإطلاق صرخات الاستغاثة، ولاحقها بعيار آخر أسفر عن مصرعها في الحال، ثم دفن جثتي والديه أعلى سطح العقار في قبور أسمنتية.
في اليوم التالي للجريمة، استقبل المتهم شقيقه "هيثم" وصديق والده "عبد القوي" في المنزل، ودون أن يوضح سبب غياب الأب والأم، أطلق عليهما أعيرة نارية أودت بحياتهما في الحال، ودفن جثمانيهما في قبور أسمنتية بالطابق الأرضي.
لاحظ الجيران تغيب الأسرة، وبسؤال المتهم تحجج بسفرهم إلى العياط لحضور حفل زفاف، وبعد أيام حرر محضرًا بتغيبهم لتضليل الأجهزة الأمنية.
وبإجراء التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة، تبين عدم خروج الضحايا من المنطقة، وبتضييق الخناق على المتهم اعترف بارتكاب الجريمة للاستيلاء على الأملاك.
وأحالت النيابة العامة المتهم "أحمد محمد" إلى المحاكمة الجنائية لاتهامه بقتل والده "محمد. أ"، ووالدته "عزة. ع"، وشقيقه "هيثم. م"، وصديق والده "عبد القوي"، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
وبعد عدة جلسات لمحاكمة المتهم، قضت محكمة الجنايات حضوريًا وبإجماع آراء أعضائها بإحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.