آخر فتاواه "يجب التبرؤ من فرعون وأصنامه".. القصة الكاملة للقبض على الشيخ مصطفى العدوي

الشيخ مصطفى العدوي
الشيخ مصطفى العدوي

بعد أيام من هجومه على المتحف المصري الكبير، ودعوته للتبرؤ من فرعون وتشبيهه التماثيل والآثار الفرعونية بالأصنام، ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على الداعية الإسلامي الشهير مصطفى العدوي في محافظة الدقهلية.

ووفقا لما أعلنه المحامي خالد المصري، في منشور له عبر حسابه على "فيسبوك" إنه تلقى اتصالا من أحد أبناء الشيخ مصطفى العدوي، وأكد له خبر القبض عليه بعد صلاة الظهر من منزله بمحافظة الدقهلية، مختتما منشوره "إن شاء الله يكون الأمر بسيط ويخرج على خير".

وفي منشور لاحق، كتب المصري انه تم إخلاء سبيل الشيخ مصطفى العدوي بكفالة مالية قدرها 10 آلاف جنيه، عقب مثوله أمام النيابة العامة.

وجاء القبض على الشيخ مصطفى العدوي بعد فيديو مثير نشره على وسائل التواصل الاجتماعي وصف فيه الآثار التي جمعت في المتحف المصري الكبير بأنها أصنام الفراعنة التي لا يجب التباهي أو التفاخر بها.

وأثار الداعية السلفي الجدل حول افتتاح المتحف المصري الكبير، قائلًا: «انتبهوا للفتن، التي تمر بنا، فإني أخشى على قلب مسلم أن يتلوث بمحبة فرعون وآله».

وأضاف في مقطع فيديو مطول قائلا: «أخشى على المصريين أن يفتنوا بتمثال رمسيس، فالآن المتحف المصري الكبير يضم الأصنام والتماثيل والكنوز التي كانت عند الفراعنة وطرائق التحنيط».

وتابع: «جثث تم تحنيطها منذ عشرات الآلاف من السنين وكأنها ماتت بالأمس أو منذ ساعات، فسبحان من أعطاهم هذا العلم، ولا نفتخر بهم كثيرا، لكن ربنا قال: «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ».

وأضاف: «هذا الفرعون اللئيم الطاغي الباغي الملعون، نشهدك يا رب على براءتنا منه ومن أتباعه ومن جنده، ومن معتقده الخبيث الملوث، داعيًا من يدخل إلى المتحف المصري الكبير أن يكون في نيته على سبيل الاتعاظ، لا الافتخار بكفرة أهلكهم الله».

ودعا المصريين إلى أن يتبرأوا من شخص ادعى الألوهية فقال (أنا ربكم الأعلى)، وسواء كان هذا الشخص هو فرعون موسى أو غيره من الكفرة فإننا نعبد الله وحده لا شريك له، مبينا أن فرعون هو اسم لملك مصر زمن موسى عليه السلام، وسواء كان علمًا لشخص أو حقبة فإننا نشهد الله على براءتنا من كل كافر سواء حكم مصر أو غيرها.

مجدي عاشور يوضح حكم عمل متاحف الآثار وحكم زيارتها

وكان الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أوضح حكم عمل متاحف لآثار الأمم السابقة كالآثار الفرعونية، وحكم الشرع في زيارتها،لافتا إلى أن عمل المتاحف للآثار الفرعونية وغيرها في هذا العصر إنما يُقْصَدُ به في العموم أمران:

الأول: للوقوف على الأمم والحضارات السابقة للعظة الاعتبار، وهذا مشروع بل يستحب بهذه النية؛ لقوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: ۲۰].

وقوله سبحانه: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُشْرِكِينَ) [الروم: ۴۲].

الأمر الثاني: للدراسة والتعليم والاستفادة من تلك الحضارات كما في الحضارة الفرعونية؛ إذ كانوا متقدمين في العلم لدرجة لم يستطع العلم الحديث أن يقف إلا على القليل من خباياها في الهندسة والطب والفيزياء والكيمياء.

وهذا أيضا مشروع بل مستحب بهذا المعنى الصحيح، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها" رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان.

وأكد الدكتور مجدي عاشور، في بيان فتواه، أن زيارة هذه المتاحف التي بنيت على هذين المقصدين مباحةً؛ إذ لا تُقْصَدُ للعبادة أو التعظيم، ويتأكد حكم الإباحة على المتاحف والآثار المصرية، التي تحقق فيها المقصدان الصحيحان اللذان ذكرناهما، خاصةً أنها في بلد مسلم كمصر، وقد عاينها كثير من الصحابة عند فتح مصر ولم يتعرضوا لها بسوء... والله أعلم.

خالد الجندي: المتحف المصري الكبير إنجاز عظيم

وكان الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خصص حلقة من برنامجه "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc" مؤخرًا، عن افتتاح المتحف المصري، قائلًا إنها "حلقة من حلقات الشكر لله سبحانه وتعالى والثناء عليه والحمد له"، مؤكدًا أن الحمد والشكر والتحية يجب أن تُوجَّه أيضًا "لمن أجرى الله النعمة على يديه أو في عهده".

وأكد الجندي أن هذا الصرح الثقافي الكبير يمثل عمق الحضارة المصرية ويُعد مصدر فخر لكل المصريين، مضيفا: "نحن في سعادة غامرة، فالعالم كله يشاهد حضارة بلدك، ويطالع مذكرات وأخبار أجدادك، ليرى من أنت وماذا فعلت، هذا كله يُضاف إلى إنجازات السيد الرئيس الذي يجب أن نقر ونعترف أن الله تبارك وتعالى وهبه من الأمور ما نحن في حاجة إليه في هذه الآونة التي نحياها، بفضل الله تبارك وتعالى".