انتهاء الحفريات الأثرية في البلدة القديمة بالقدس يُثير المخاوف وتأكيدات رسمية: داخل مدينة داوود فقط

 انتهاء الحفريات
انتهاء الحفريات الأثرية في البلدة القديمة بالقدس يُثير المخ

أنهت الجهات المعنيّة هذا الأسبوع أعمال الحفريات الأثرية في محيط البلدة القديمة في مدينة القدس، الأمر الذي أثار لدى عدد من أهالي المدينة مخاوف من أن تكون هذه الحفريات تقترب من أساسات المسجد الأقصى، وتثير احتمال تأثيرًا على ثباته الهيكلي أو تغيّرًا في الوضع التاريخي والديني للمكان. لكنّ مسؤولي الآثار في القدس والموظفين في دائرة الأوقاف أكدوا أن نطاق العمل محدّد داخل منطقة مدينة داود الأثرية فقط، ولا توجد نية حالية أو مستقبلية لمدّ الحفريات حتى أساسات المسجد الأقصى، بينما شهد المسجد توافدًا طبيعيًا للمصلّين وحالة من الهدوء المعتاد في الصلوات.

خلفية الحفريات والموقع

الحفريات التي أعلن عنها مؤخرًا تركزت في جزء من التل الجنوبي الشرقي للمدينة القديمة، وتحديدًا ضمن نطاق ما يُعرَف بمنطقة «مدينة داود». هذه المنطقة تعتبر ذات أهمية أثرية كبيرة، إذ تمّت عبر سنوات عدّة عمليات تنقيب واكتشافات مميزة تُرجع إلى عصور ما قبل الهيكل الثاني.
أحد التقارير التابعة لجهات التراث الدولي تشير إلى أن المنطقة المحيطة بالحرم القدسي ­- بما فيها الموقع تحت المجاورة للبلدة القديمة ­- تخضع باستمرار لتدقيق في دستوريات التعرّض الأثري للبنى والتربة المحيطة. 

 مخاوف الأهالي وردود أفعالهم

أهالي القدس عبروا عن خشيتهم من أن الحفريات قد تعمل على «تقريب الأنفاق أو التجاوز نحو أساسات المسجد الأقصى»، وهو ما يعتبرونه تهديدًا ليس فقط لهيكل المسجد بل أيضًا لوجودهم، إذ إن المسجد الأقصى يشكّل نقطة ارتكاز روحية واجتماعية للمجتمع الإسلامي في المدينة.
قال أحد السكان، (طلب عدم الكشف عن اسمه): «إحنا شايفين الحفريات دي قدامنا كل يوم، والقلق إنّها لو توسّعت أو وصلّت تحت الحرم، ممكن يحصل أي شيء… ما ينفعش نسيب الأمر من دون رقابة».
في حين دعت بعض الفعاليات المحليّة إلى فتح تحقيق مستقل أو إشراف دولي على أي أعمال تحت الأرض في محيط الحرم، معتبرة أن الحقائق غير كاملة وأن الشفافية لا تزال شبه معدومة.

التأكيدات الرسمية: الحفريات داخل «مدينة داود» فقط

من ناحيتها، أصدرت دائرة الآثار والجهات المسؤولة بيانات تفيد بأن الحفريات جرت في منطقة مدينة داود الأثرية فقط، وأن الهدف منها هو مسح علمي وترميم وعرض المكتشفات ضمن حدائق أثرية.
وقال أحد الموظفين في الهيئة: «نحن نركّز جهودنا في منطقة داخل الحدود المعتمدة لمنطقة مدينة داود، وليس هناك أي نية إجرائية لتوسعة الحفريات صوب أساسات المسجد الأقصى، لا الآن ولا في المستقبل».
وأضاف مسؤول آخر في سلطة الآثار: «نُركّز على جوانب البحث والتنقيب العلمي ضمن النطاق المسموح به، ولا تغييرات في الوضع الهيكلي أو التركيبي للمسجد الأقصى مطروحة».
وتُشير التقارير إلى أن الجهات الإسرائيلية المعنية (مثل سلطة الآثار الإسرائيلية) تقول إنها تلتزم بالمعايير العلمية والأثرية وتعمل تحت رقابة. 
كما أن المنظمة ــ المسؤولة عن الحرم ــ أصدرت بيانًا مشتركًا مع جهات الأوقاف قالت فيه إنّ الحفريات التي جرت «تمّت ضمن نطاق معلن ومحدود» وإنّ «الوضع الميداني لا يشهد أي توسّع نحو الحرم». 

وضع الصلوات والمصلّون داخل الأقصى

فيما يتعلّق بواقع الصلوات داخل المسجد الأقصى، أكد موظفو إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس أن الحالة طبيعية ولا تغيّرات ملاحَظة في هذا الأسبوع. وأوضح أحد المسؤولين: «الصلوات تتمّ بشكل طبيعي، والآلاف من المصلين يتوافدون كلّ جمعة كما في كلّ سنة، ولا يوجد إزعاج يُذكر أو تغيّر في النظام أو العدد».
وأضاف: «كان أمس الجمعة، كما هو المعتاد، حضور كبيرٌ للمصلّين من جميع أنحاء القدس والضفّة، والصلاة تمت في أجواء هادئة وجوّ محترم».
مصادر محلية تؤكد أن الأمر فعليًّا تمّ مراقبته ميدانيًا، ولم ترد أيّ تقارير عن توقفات أو تحويلات كبيرة لطرق الدخول أو منع دخول جماعي داخل الحرم.